الإثنين  29 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

هآرتس: مفاوضات سرية بين "اسرائيل" و السلطة حول إعادة السيطرة الأمنية على المدن الفلسطينية

2016-03-14 08:08:50 PM
هآرتس: مفاوضات سرية بين
جيش الإحتلال

الحدث - رام الله

 

تجري إسرائيل والسلطة الفلسطينية في الشهر الأخير مفاوضات سرية حول إعادة السيطرة الأمنية على المدن الفلسطينية في الضفة الغربية تدريجيًا إلى الأجهزة الأمنية الفلسطينية. وبحسب موظفين إسرائيليين كبار فإن إسرائيل قد اقترحت وقف دخول الجيش الإسرائيلي إلى المدن الفلسطينية في منطقة A وذلك باستثناء الحالات التي يدور فيها الحديث عن "قنابل موقوتة". وخلال المفاوضات اقترحت إسرائيل البدء بالعملية في مدينتي أريحا ورام الله وفيما إذا نجحت الخطوة فإن إسرائيل ستواصل الانسحاب من مدن فلسطينية أخرى. وبحسب المصادر فإن المحادثات بين الجانبين تواجه صعوبات بسبب الشروط التي وضعتها القيادة السياسية لدى الطرفين، إلا أن المصادر أوضحت أن المفاوضات لم تصل بعد إلى باب مغلق.

 

 

وتتضمن المنطقة A المدن الفلسطينية الكبيرة والقرى التي حولها وهي تمثل نحو خمس مساحة الضفة الغربية. وبحسب اتفاق أوسلو فإن المسؤولية الأمنية والمدنية في هذه المناطق هي بيد السلطة الفلسطينية. إلا أنه منذ عملية "الجدار الواقي" عام 2002 خلال الانتفاضة الثانية فقد توقفت إسرائيل عن احترام هذا البند في اتفاق أوسلو، ولا زال الجيش الإسرائيلي يعمل داخل هذه المناطق حتى يومنا هذا وبشكل غير محدود.

 

أما من يقف وراء هذه المبادرة الحساسة فهو منسق عمليات الحكومة الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية الجنرال يوآف مردخاي وقائد المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي روني نوما. وأجريت هذه المفاوضات بالتنسيق مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الأمن الإسرائيلي موشيه يعالون وقائد أركان الجيش الإسرائيلي غادي أيزنكوت.

 

وقال موظفون إسرائيليون طلبوا عدم الكشف عن هويتهم إن هذه العملية تهدف إلى محاولة عدم الإضرار بالتنسيق الأمني بين الجيش الإسرائيلي والأجهزة الأمنية الفلسطينية، ومحاولة الحفاظ على حالة من الاستقرار وتقليل الاحتكاك بين الجيش الإسرائيلي والفلسطينيين.

 

وشارك في المفاوضات عن الجانب الفلسطيني كلا من وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ ورئيس المخابرات الفلسطينية ماجد فرج ورئيس جهاز الأمن الوقائي في السلطة الفلسطينية زياد هب الريح. ورافق الاتصالات بين الجانب الإسرائيلي والفلسطيني المنسق الأمني الأمريكي الجنرال بيرد روتشديم. وبحسب المعلومات فإن الجنرال الأمريكي لم يكن منسقا بين الطرفين. إلى ذلك فإن الجنرال الأمريكي تلقي المعلومات حول الاتصالات من الجانبين وشارك في طرح أفكار واقتراحات حول الموضوع بين الطرفين.

 

وفي رده على الموضوع قال عضو المجلس الوزاري الإسرائيلي، ووزير الاستيعاب والقدس من حزب الليكود، زئيف إلكين: "أنا أعارض الفكرة جملة وتفصيلا وكل فكرة لتقليص النشاط الأمني العسكري داخل المنطقة A ونقل السيطرة الأمنية للأجهزة الأمنية الفلسطينية، خاصة في الوقت الذي يرفع فيه الإرهاب الفلسطيني رأسه. حان الآوان أن تفهم القيادة الأمنية الإسرائيلية أن المسؤولية الأمنية على حياة مواطني دولة إسرائيل هي على الجيش الإسرائيلي وقوات الأمن الإسرائيلية وأن قوات الأمن الفلسطينية لن تقوم بهذه الوظيفة بدلا منا".

 

وأضاف إلكين: "السلطة الفلسطينية التي تشجع التحريض بشكل يومي هي مصدر المشكلة وهي ليست الحل. يحظر العودة إلى أيام ما قبل "الجدار الواقي" عندما قالوا لنا إن الفلسطينيين سيحاربون الإرهاب بأنفسهم. دفعنا ثمنا باهظا على هذا الخطأ منذ الانتفاضة الثانية. أنا أطلب من وزير الأمن إطلاع المجلس الوزاري حالا على تفاصيل المفاوضات التي تجري من خلف ظهورنا، ووقف التقدم في هذا الاتجاه الخطير بدون مداولات عميقة وبدون مصادقة المجلس الوزاري".

 

المصدر: هآرتس