الحدث- ريم أبولبن
في حين تقوم حكومة دولة الاحتلال الإسرائيلي وعلى رأسها رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو بدراسة إمكانية تطبيق المقاييس الدولية في تعزيز أسس المباني القديمة بهدف تعزيز صمودها أمام الزلزال، بالإضافة للمحفزات الاقتصادية التي ستقدم للمناطق التي تعرض للخطر، يتساءل المواطن الفلسطيني هل فلسطين مهيأة لاستقبال الزلازل.
"البنية التحتية في فلسطين ليست جاهزة بشكل كامل لاستقبال الزلازل" هذا ما أكده لـ "الحدث" مدير مركز تخطيط المدن والحد من مخاطر الكوارث خبير الزلازل جلال الدبيك.
والمواطن يتساءل هنا، كيف تستعد السلطة الفلسطينية لاستقبال أي زلزال متوقع؟
في متابعة سابقة لـ "الحدث"، قد طالب نتنياهو بإرسال بعثة إلى إيطاليا؛ من أجل استخلاص العبر من الزلزال الذي ضرب البلاد هناك، وستتم دراسة الحالة الإيطالية لاحقاً أمام جلسات الحكومة القادمة.
فلسطين: بنى تحتية دون مواصفات
معظم البنى التحتية من شبكات المياه والصرف الصحي وتمديدات الكهرباء غير مهيأة بعد لمقاومة الزلزال، لاسيما وأن العديد من المباني السكنية المتواجدة في محافظات البلاد قد تنهار في حالة حدوث زلزال مفاجئ.
وأضاف الدبيك: "جزء من الكهرباء والصرف الصحي والجدران الاستنادية في فلسطين، لا تحقق متطلبات الحد الأدنى من النظام المنصوص عليه، أو من مواصفات المنشآت المقاومة للزلزال".
المباني لا تقاوم الزلزال
وفي هذا الجانب تحدث الدبيك: "المباني بشكل عام غير مصممة وفق التصميم الزلزالي"، وهو ما يعني عدم صمود المبنى وانهياره ورفضه لمقاومة الزلزال. إلا أنه وفي السنوات الأخيرة حسب الخبير الدبيك لـ "الحدث" فإنه تم اعتماد نظام يعتمد على"كود أردني للبناء" ويتم تطبيقة بشكل إجباري؛ ليضمن تصميم بناء مقاوم للزلزال في فلسطين. وقد أقر هذا الكود، بالتعاون مع نقابة المهندسين ووزارة الحكم المحلي وكذلك وزارة الأشغال العامة.
كود لتخفيف الزلازل
وقد جاء نظام "كود البناء الأردني" لتخفيف مخاطر الزلزال، وقد شمل هذا النظام حسب ما ذكر الدبيك، جميع الأبنية ومنها المباني السكنية العامة والخاصة، وكذلك المستشفيات والمدارس والمنشآت العامة. وتكون نسبة تطبيق النظام في المنشآت والمؤسسات الرسمية أكثر دقة من المباني الآخرى، هذا ما قاله الدبيك عن دقة تطبيق العمل بنظام " كود البناء" المخصص للزلازل.
ووصف الدبيك أثناء حديثه بأن بعض المستشفيات الفلسطينية لم تصمم وفق التصميم الزلزالي، وبالتالي حسب وصفه "بعضها سيء وبعضها جيد".
المدارس الفلسطينية أكثر مقاومة من إسرائيل
"نظام التصميم الزلزالي مطبق في بعض المدارس الفلسطينية منذ عام 2000"، هذا ما أشار إليه الدبيك، أثناء حديثه عن تطبيق وزارة التربية والتعليم لهذا النظام في بعض المدارس التي تشرف عليها، وليست المدارس المبنية من قبل المؤسسات الداعمة.
وأضاف في هذا السياق: "وقد أظهرت الدراسات التي أجرتها منظمة اليونسكو بأن المدارس التي تشرف عليها وزارة التربية والتعليم في فلسطين، هي مصممة بشكل يحفظ المبنى من الانهيار أثناء وقوع الزلزال، لاسيما وأنها الأفضل تصميماً مقارنة بإسرائيل أو الدول الإقليمية المجاورة".
إذا فإن جزءا بسيطا من القطاع التعليمي في فلسطين هو محمي من خطر الزلزال، ولكن لن ننسى المدارس الأخرى التي بنيت منذ عام 1960م، حيث نسي بعض المسؤولين تجديد بنائها وحمايتها من الرطوبة وقد تنهار في أي لحظة، فكيف ستقاوم مدرسة ذكور ابن خلدون الأساسية في بيرنبالا الزلزال؟
"لا توجد هيكلية واضحة"
"لا توجد لدينا هيكيلة واضحة لمواجهة الكوارث والزلزال بشكل خاص". هذا ما أكده مدير مركز تخطيط المدن والحد من مخاطر الكوارث خبير الزلزال جلال الدبيك. وأشار إلى عدم وجود إدارة فعالة لمواجهة الزلزال في حالة حدوثه.
وأضاف الدبيك: "قد يساهم عدم اتباع سياسة استخدام الآراضي، أو عدم وجود تخطيط فعال لامتداد المدن نحو المناطق الآمنة، إلى رفع مستوى المخاطر المتوقع حدوثها نتيجة وقوع الزلزال".
المواطن: كيف أتعامل مع الزلزال؟
"العديد من المواطنين يجهلون كيفية التعامل مع الزلزال قبل وبعد"، هذا ما أكده الخبير جلال الدبيك أثناء حديثه عن ثقافة المجتمع تجاه تقبل فكرة وقوع الزلزال. وأضاف لـ "الحدث": "المسؤولية تقع على عاتق المؤسسات التي تلعب الدور التوعوي، ونحن في مركز علوم الأرض وهندسة الزلازل في جامعة النجاح الوطنية نعمل على عقد دورات تدريبية للأفراد والأشخاص وكذلك المهندسين حول كيفية التعامل في حال وقوع الزلزال".
ووفق ما ذكر الدبيك، فإن فلسطين تضم بؤرا زلزالية كثيرة، ومنها ما وقع عبر عدة سنوات في العقبة (ام الرشراش)، أو في وادي عربة، الأغوار (بيسان)، وكذلك منطقة الفارعة والكرمل، وشمال بحيرة طبريا، وجنوب وشمال البحر الميت. فقد واجهت هذه المناطق هزات أرضية متكررة.
لذا فإن توعية الفرد تأتي يما يتناسب مع مكان سكنه، وقد يتفق الجميع على أن على المواطن اتباع بعض الإرشادات البسيطة في منزله أثناء وقوع الزلزال، وبأن يبتعد عن الشبابيك، وأن يحتمي أسفل الطاولة، وأن لا يفر هارباً خارج المبنى خاصة وأنه يقطن في أحد الطوابق المرتفعة.