الثلاثاء  30 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

إسرائيل تستهدف أوروبا القديمة في فلسطين المحتلة

2014-10-05 12:02:29 PM
إسرائيل تستهدف أوروبا القديمة في فلسطين المحتلة
صورة ارشيفية

خاص "الحدث"- جميل عليان
 
قبل أيام، تحركت الدبلوماسية البلجيكية لإدانة إسرائيل عندما دمرت مشروعا تنمويا نفذه ذلك البلد الاوروبي في خربة صغيرة في ريف نابلس الشرقية تدعى خربة الطويل تسكنها بضعة عائلات رعوية.
 
منذ اتفاقيات اوسلو التي جرت مفاوضاتها في عاصمة أوربية، بدأت أوروبا بتنفيذ الكثير من المشاريع في الأراضي الفلسطينية، بعضها دمر من قبل القوات الإسرائيلية.
 
ودفعت إجراءات إسرائيلية مماثلة دول اوربية إلى اتخاذ مواقف من دولة الاحتلال، تراوحت بين التنديد والمطالبة بالتفسير. لكن إسرائيل تبدو انها تلاحق مشاريع أوروبا القديمة.
 
وقد يكون تزامن تدمير مشروع كهرباء في القرن الواحد والعشرين، ومشروع مياه نفذ في القرن الأول للميلاد من عجائب ما تقوم به إسرائيل في الأرض الفلسطينية.
 
قبل أيام، هاجمت قوة عسكرية إسرائيلية مجموعة من العمال كانوا يعملون على تأهيل آبار حفرها الرومان في الاراضي الفلسطينية قبل الفي عام شرق الضفة الغربية.
 
عندما استعمر الرومان هذه البلاد في تلك الحقبة وأقاموا ممالكا فيها، تركوا خلفهم ما يشير إلى أهمية تلك الحقبة من حيث انشاء مشاريع البنية التحتية والمشاريع القومية.
 
مثل انفاق نابلس التي استخدمت لجر المياه للمدينة، وايضا آبار خربة سمرا التي تقع في منطقة الاغوار الشمالية. ويدعم الاتحاد الاوربي مشاريع يستفيد منها المواطنين الفلسطينيين مثل مشاريع التنمية الفردية والمشاريع الجماعية.
 
لكن الرومان القدماء نفذوا مشاريع قومية كبيرة في البلاد التي احتلوها لقضاء حاجاتهم.
 
واليوم لجأ بعض الفلسطينيون بدعم من بعض المؤسسات المحلية إلى اعادة العمل في مشاريع الرومان القدماء مثل ابار المياه الكبيرة في مناطق الخرب مثل خربة سمرا التي اوقف الإسرائيليون العمل فيها.
 
قال عارف دراغمة رئيس مجلس محلي المالح والمضارب الرعوية في مقابلة مع" الحدث "ان السلطات الإسرائيلية اوقفت العمال الذين كانوا يعيدون ترميم ابار جمع المياه القديمة في المنطقة.
 
والسكان الفلسطينيون يلجأون إلى الاستفادة من ابار جميع المياه في تلك المناطق خلال فصل الحار، حيث تنعدم مصادر المياه في المنطقة الحارة.
 
ويدفع الفلسطينيون تكاليف مالية باهظة كمتطلبات لإيصال المياه إلى مضاربهم، خلال الصيف. وخلال العقود الماضية جفت الكثير من الينابيع التي كان يرتوي منها السكان في المنطقة.
 
قال دراغمة " هذه الابار هي شريان الحياة هنا.(...) اذا استمروا بمنعنا من اصلاحها سيرحل السكان من هنا". في كثير من مناطق الاغوار تنتشر الابار التي يعود حفرها ليس فقط لفترة سيطرة الرومان على هذه البلاد، انما إلى فترات زمنية لاحقة وسابقة.
 
وقال دراغمة في اشارة منه إلى بعض الابار في الخربة التي تظهر فيها حجارة مستطيلة الشكل كانت تشكل فيما مضى بيوت الرومان القدماء" بدأنا بالعمل هنا قبل ايام وانجزنا الكثير لكن الان توقف العمل".
 
وتسيطر إسرائيل على مصادر المياه في المنطقة الشرقية من الضفة الغربية، وتعد منطقة الاغوار واحدة من احواض المياه الجوفية الكبيرة في فلسطين التاريخية.
 
لكن اي من مصادر المياه الجوفية او السطحية ليست متاحة امام الفلسطينيين الذين يتوجب عليهم أخذ اذن إسرائيلي للاستفادة من تلك المصادر.
لكن اي اذن للعمل في المنطقة بات خلال السنوات الماضية ضربا من المستحيل.
 
وقال دراغمة" دائما يلاحقوننا. لا يمكن الاستفادة لو من نبع مياه صغير هما. لقد جففوا كل شيء.". وعمليا جفت مصادر المياه التي كانت تغدي بعض الينابيع في المنطقة بفعل اجراءات قامت بها السلطات الإسرائيلية جعلت من صعود المياه من باطن الارض إلى سطحها امرا مستحيلا.
 
وكثير من مشاريع ربط المياه في القرى الفلسطينية نفذت عبر دول غربية، لكن مشاريع حيوية كبيرة نفذت من قبل الامبراطوريات القديمة ما زالت شاهدة على تلك الحقبة...الابار ذاتها شاهده على مشاريع أوروبا القديمة، واحتلال إسرائيل الحديث لها.
 
كثيرا ما رحب الفلسطينيون بالإجراءات الاوربية التي يراها البعض انها لم تتجاوز عتبة التحذير، لكن ترحيبا كبيرا صدر عن الرئيس الفلسطيني محمود عباس صبيحة عيد الاضحى بقرار السويد الاعتراف بدولة فلسطين.
 
وقال الرئيس عباس بعد وضعه إكليلا من الزهور على ضريح الرئيس الراحل ياسر عرفات، وذلك بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك: 'ملف الاعتراف بالدولة الفلسطينية مطروح على طاولة الكثير من دول العالم بخاصة الأوروبية، ونرجو أن تحذوا هذه الدول حذو السويد التي قامت بهذه الخطوة الجريئة'.
 
.واضاف" أن موقف دولة السويد عظيم ومشرف، بأنها قد أعلنت بأنها ستعترف بدولة فلسطين في القريب العاجل حسب ما قررت الحكومة السويدية.."