خاص " الحدث"| شباب فلسطين بلحى طويلة والسبب حسن الشافعي

الحدث- ريم أبو لبن

في مشهد يومي، اعتادت العين رؤيته، حيث ترى الوجوه تتكرر ملامحها وأنت تسير بمفردك في إحدى شوارع مدينة رام الله، وتتساءل في داخلك، أو تستمع لسؤال إحدى نساء المدينة: "لماذا بعض الرجال أصبحو متشابهين في تطويل اللحى، ويقلدون بذلك خامس حكام مصر "الخديوي إسماعيل" في المسلسل المصري سرايا عابدين، والذي انتج وعرض في عام 2014 على قناة أم بي سي؟"

إذا هي موضة قديمة حديثة استوحيت  فكرتها حسب ما ذكر بعض أصحاب اللحى الطويلة لـ "الحدث"من  أبطال المسلسلات التركية والأجنبية.

غير أن البعض تجذبهم لحية الملحن والموزع المصري حسن الشافعي، وهو أحد حكام برنامج المواهب "أراب آيدل"، والذي يعرض على شاشة أم بي سي منذ عام 2011 حسب ما ذكر الحلاق أحمد الحلو.

وقال الحلو: "لا أعلم ما هي التسمية الحقيقية لقصة اللحية تلك، ولكن هي موضة قد بدأ الشباب الفلسطيني تقليدها منذ عام 2011، أي بعد ظهور الملحن حسن الشافعي على الشاشة، ومن ثم تطور شكل وطول اللحية لتصبح فيما بعد مشابهة للحية الممثل السوري قصي خولي في دور الخديوي اسماعيل في مسلسل سرايا عابدين".

وأضاف الحلو: "من كل 100 شاب، تجدين رجلا واحدا يحلق لحيته، والأغلبية العظمى يطلبون دائما قص اللحية على غرار لحية حسن الشافعي، وأحياناً يحضرون صورته الشخصية حتى يتم تنفيذها بشكل دقيق ومشابه، وبهذا فقد أصبحت الوجوه متشابه"

"منذ القدم يعتبر تطويل اللحية رمزا من رموز الرجولة، وهي إضافة نوعية وجميلة لشكل الرجل إذا تم الاعتناء بها"، هذا ما أكده المواطن كامل قلالوة من مدينة جنين.

وقال كامل وهو أحد الأشخاص الذين يملكون لحية طويلة: "جاءت اللحية الطويلة كتقليد أوروبي اسكندنافي، وهي ترمز أكثر للرجولة".

ويذكر أنه في شهر نوفمبر لعام 2003، أطلقت من مختلف أنحاء العالم والولايات المتحدة الأمريكية حملة  "موفمبر Movember" لإرخاء الشارب واللحية، وتضم الحملة التي تهدف إلى توعية الرجال بأخطار سرطان البروستات، كلمتين وهما (شهر نوفمبر، و mustacheأي شوارب) وبهذا تتكون كلمة "موفمبر" المعروفة دولياً، وفلسطينياً أيضاً حسب ما ذكرالمواطن أحمد الهندي لـ "الحدث".

وقال الهندي : "أطلقت اللحية الطويلة في شهر نوفمبر في عام 2015، تضامناً مع الحملة العالمية لسرطان البروستات (موفمبر)،  ومنذ ذلك الوقت أحافظ على طولها، وأعتني بها جيداً".

"هي حملة عالمية تبناها المشاهير، وقلدها بعض الشبان الفلسطينيين بطريقة غريبة"، هذا ما تحدثت عنه المواطنه تسنيم عمرو.

" No-Shave November #" أي لا للحلاقة في نوفمبر. هاشتاج أطلق عالميا وتداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث طوال شهر نوفمبر من كل عام، يبدء الرجال بالتخلي عن الحلاقة وتطويل لحاهم كوسيلة للتوعية من سرطان البروستات، والذي أصيب به ما يقارب 14 مليون رجل حول العالم.

ولم يكن الرجال فقط من يعتكفون شهراً عن حلاقة الشارب والذقن، وإنما هناك سيدة بريطانية  قررت إرخاء شاربها ولحيتها بجانب الرجال، دون أن تأبه لأي سخرية قد تتعرض لها، وفقا لما ذكرت صحيفة  بريطانية. تحت عنوان "بريطانية تطلق لحيتها.. دعما للرجال".

إذا قد تختلف الأسباب ولكن الموضة واحدة، ومعظم الذكور يجدون في اللحية الطويلة سبباً في زيادة جمالية وجوههم، والبعض الآخر "يتكاسل" من قص اللحية ويلجأ لتطويلها . يقول أحد الأشخاص: "زهقنا من الشفرة".

"أنا ما برتاح غير لما تكون لحيتي طويلة"، هكذا عبر المواطن موسى أبو زيت عن رغبته الدائمة في تطويل لحيته.  وهذا ما أكده المواطن أحمد هندي، حين قال لـ "الحدث": "بس أقص لحيتي برجع صف سابع".

أما من الناحية الطبية فقد قال أخصائي الأمراض الجلدية والتناسلية الدكتور سليمان البرقاوي لـ "الحدث" أن الرجال عادة لا يحلقون ذقونهم خوفاً من ظهور الحبوب، وتعرض جلودهم  للالتهابات الجلدية والحساسية المفرطة.

وقال البرقاوي: "قد يشعر جلد الوجه بالراحة إذا تم حلاقة الشعر المتراكم على الذقن".