الإثنين  29 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

حماس تقترح "حكومة فيدرالية" والشعبية تحذر والنشطاء غاضبون

2016-12-31 11:58:19 AM
حماس تقترح

الحدث.

 

أثارت تصريحات الدكتور موسى أبو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي في حركة حماس، حول تشكيل حكومة فيدرالية بين قطاع غزة والضفة الغربية، موجة صاخبة من النقاشات الحادة في الساحة الفلسطينية، فينما علقت شريحة واسعة من النشطاء الفلسطينيين بغضب على هذه التصريحات، حذرت من جانبها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، من خطورة الحديث عن إقامة “حكومة فيدرالية” كحل من الحلول الممكنة في ظل استمرار الانقسام الداخلي الفلسطيني، معتبرة ذلك ضربة لمشروع الدولة الفلسطينية.

 

الجبهة والشعب يحذران...

 

اعتبر جميل مزهر، عضو المكتب السياسي للجبهة ومسؤول فرعها في قطاع غزة، الحديث عن “حكومة فيدرالية” هو تكريس للأمر الواقع وتعميق للأزمة الفلسطينية والانقسام.

 

وقال مزهر في حديث مع “الغد”: “أمر خطير طرح حديث من هذا النوع واستمرار الوضع على ما هو عليه في قطاع غزة والضفة الغربية، وأن تكون الحكومة الفلسطينية بمثابة طربوش لإدارة الانقسام وليس لإدارة وطن ودولة”.

 

وأضاف “هذا الحديث هو هروب من استحقاق جدي وهروب من إنهاء الانقسام والاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية تعاجل الازمة وتوحد المؤسسات الوطنية وتحضر للانتخابات الرئاسية والتشريعية وتعمل على إعادة إعمار ما دمره الاحتلال، وهو الأمر الذي تم الاتفاق عليه في القاهرة بين الفصائل”.

 

وتابع “الهروب من ذلك والحديث عن اتحاد فدرالي امر خطير ويضرب فكرة الدولة الوطنية الفلسطينية مؤكدا ان الشعب الفلسطيني يناضل ويسعى لتحقيق حلم الدولة الفلسطينية وهو بحاجة لتوحيد طاقاته ومواقفه في إطار رؤية فلسطينية لمواجهة الاحتلال.

 

من جهته رفض بشدة حزب الشعب على لسان وليد العوض، عضو المكتب السياسي ، خيار اللجوء لتشكيل حكومة فيدرالية بين الضفة وغزة وفقا  لما جاء على لسان الدكتور موسى أبو مرزوق خلال مقابلته على فضائية الغد مساء  أمس الجمعة ، وعبر العوض في تصريح صحفي وزعه صباح اليوم عن استغرابه لهذه الدعوة التي تأتي في وقت يحتدم فيه الصراع مع الاحتلال ميدانيا  كما وفي كافة المحافل الدولية حيث يتجه العالم أجمع لإدانة الاستيطان وتأييد حق شعبنا في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وفقا لقرار الأمم المتحدة 19/67 لعام 2012 .

 

وأضاف عضو المكتب السياسي للحزب، “أن هذه الدعوة تشكل أيضا مساسا خطيرا بأهداف شعبنا الفلسطيني المتمثلة بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين إلى ديارهم وفرصة يستخدمها الاحتلال في حججه الواهية لرفض إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس ، خاصة وأن هناك دعوات إسرائيلية تتصاعد مؤخرا لان تكون الدولة الفلسطينية في قطاع غزة بينما يقام نظام الحكم الذاتي في الضفة الفلسطينية بعد ضم أجزاء واسعة منها “.

 

 ودعا العوض، الأخ موسى ابو مرزوق وحركة حماس للعودة عن هذه الدعوة  المقلقة ، والتوجه الجاد من قبل الجميع نحو إنهاء الانقسام وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه مضيفا في ختام تصريحه أن حزب الشعب يرى أن إنهاء الانقسام  واستعادة الوحدة ليس مستحيلا وهو يجدد في هذا السياق دعوته  لتشكيل  المجلس التأسيسي لدولة  فلسطين بما يحقق غرضين أساسين الأول يتمثل في مشاركة الجميع  في بناء مؤسسات دولة فلسطين  والثاني التأكيد للعالم أجمع بأننا ماضون باتجاه تكريس مؤسسات  دولة فلسطين المستقلة  وعاصمتها القدس.

 

النشطاء غاضبون...

 

من جهة أخرى ضجت صفحات التواصل الاجتماعي بردود فعل غاضبة عبرت عنها شرائح واسعة من النشطاء الفلسطينيين، فور انتهاء لقاء أبو مرزوق على قناة الغد التابعة للقيادي المفصول من حركة فتح " محمد دحلان".

 

ففي رد سريع وجه القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فسطين ذو الفقار سويرجو، حديثه إلى أبو مرزوق عبر موقع "فيسبوك" قائلا: "عزيزي أبو مرزوق، من لم يستطع أن ينهي الانقسام يستطيع أن يشكل وزارة دفاع مشتركة وعملة موحدة ووزير خارجية واحد؟. إذا كانت الإجابة نعم، فهل ستوحد كتائب القسام (الجناح المسلح لحركة حماس)، مع الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية؟. هذا تصريح غير مسؤول".

 

فيما أكد رد الناشط الفلسطيني طارق الفرا، لـ"الغد"، إن طرح فكرة الفيدرالية بين شقي وطن واحد تحت الاحتلال، يؤكد حالة الإفلاس السياسي التي وصلت إليها حركة حماس، وعدم جديتها في إنهاء الانقسام.

 

وأضاف الفرا، "أعتقد أن تصريحات موسى أبو مرزوق، جغرافيا تختلف من منطقة لأخرى. وهذه التصريحات جاءت بهذا الشكل لأن الرجل في مصر".

 

وفي السياق ذاته توقع الناشط الفلسطيني عمر شاهين، في تدوينة على موقع "فيسبوك" انهيار المنظومة الحاكمة قائلا: "هذه المنظومة ستنهار جوهرياً، يبدو أنهم لا زالوا يظنون أنهم يحكمون الشعب الذي انتخبهم عام 2006، بنفس صيغته الفكرية.. الكبرياء والتعالي وعدم الاعتراف بالخطأ، هو أكبر خطأ من الممكن أن يقود صاحبه إلى الدرك الأسفل من الهاوية".

 

أبو مرزوق: "الحكومة الفدرالية إحدى الحلول الممكنة"...

 

وأكد أبو مرزوق قد في لقائه مع قناة " الغد": إن حركته ترفض قيام دولة في غزة ، ولا دولة بدون غزة ثائلا: "واذا كان الامر سيستمر من حالة الانقسام فأن الحكومة الفدرالية ستكون حلاً من الحلول الممكنة والفدرالية أفضل من الانقسام".

 

وأشار إلى أن حديثاً تم مع عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ، حول انعقاد اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني ، ولكن لم يتم التوافق على كل الأمور المتعلقة بالموضوع ، وطالبنا عزام بتوجيه دعوة لذلك وعبرنا عن رفضنا لإنعقاده في رام الله تحت سيطرة الاحتلال الاسرائيلي.

 

وأضاف ابو مرزوق: إن تم دعوة اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني ، وتوافقنا على انعقاده خارج الضفة الغربية ، سيكون ردنا ايجابياً ، واذا قبلت القاهرة انعقاد المجلس في مصر فأننا سنرحب بذلك تماماً ، وإن تعذر ذالك نرحب بإنعقاده في أي مكان باستثناء رام الله وتحت سلطة الاحتلال .

 

وعن المحكمة الدستورية التي شكلها الرئيس عباس ، غير شرعية والتي اعطته الحق برفع الحصانة عن بعض نواب التشريعي ، وهذا غير قانوني ، والنائب اختيار الشعب والمجلس هو صاحب القرار برفع الحصانة عن النائب او محكمة قضائية تدين النائب والتي يستوجب رفع الحصانة عنه ، واذا كان الأمر بالمحكمة الدستورية فلا معنى للانتخابات ولا احترام لخيارات الشعب .

 

وعن الازمات التي يعيشها سكان قطاع غزة ، قال ابو مرزوق: إن الحصار هو السبب الأقوى لهذه الازمات وحلها بكسر الحصار وقيام تحرك انساني ودولي من أجل ذلك . مؤكداً أن النقد مطلوب ومفروض واساسي لتصويب الاخطاء ، ويجب أن نكون شركاء في ادارة الوطن .

 

وحول عضوية حركة حماس في التنظيم الدولي لحركة الاخوان المسلمين قال أبو مرزوق: " إن هذا الموضوع اكل عليه الزمن ولا يوجد شيء اسمه التنظيم الدولي للأخوان المسلمين ، وحماس حركة مستقلة ولها رؤيتها وأهدافها ، والحركة بصدد اصدار وثيقة تاريخية لبيان مقتضيات الواقع الحالي للحركة ، وهذه القضايا تعتبر جزء من تاريخ أن شعب ليست اداء للتجديد ، مثل ذلك الدستور الامريكي، نافياً أن يكون قسم الولاء للأخوان المسلمين والقسم لحركة حماس وقيادتها.