الحدث- دعاء صرصور
الجود من الموجود حملة شبابية تأسست منذ قرابة الشهرين بمبادرة مجموعة من الخريجين الجدد من مختلف الجامعات الفلسطينية تهدف إلى مساعدة العائلات الميسورة والفقيرة لتقديم ملابس مستعملة بشكل لائق وأن تكون هذه الملابس صالحة للاستعمال.
وجاءت فكرة الحملة كما يقول المسؤول عن الحملة ناصر أبو علي من ضرورة انخراط الشباب الفلسطيني الخريج في الخدمة المجتمعية وضرورة استفادة المجتمع من خبراتهم الكامنة.
ويضيف أبو علي أن المتطوعين في الحملة والذين يبلغ عددهم 18 شاب وفتاة يعملون بشكل خيري بحت وتعتبر هذه الحملة جهود فردية وخدمة إنسانية فقط لا غير.
ولا نغفل أن الفكرة بدأت من المؤسسة الداعمة Arab Americare ومن مديرة برامجها أماني العاروري والتي تعتبر أحد خبراء تحفيز الشباب وإشراكهم بالخدمة المدنية والتي أوضحت أن سبب اختيار هذه الفكرة جاءت من أن أغلب الحملات التي تعطي ملابس للمحتاجين يتم توزيعها بطريقة غير لائقة وهذا ما يميز حملة الجود من الموجود أننا نقوم بترتيب الملابس لتوزيعها بطريقة جيدة وكأنها جديدة.
تحديات الحملة:
وككل جديد واجهت الحملة بعض التحديات والتي تمثلت بالبعد الجغرافي بين المتطوعين كما يقول أبو علي، وأيضاً البداية الصعبة والعدد القليل من المتطوعين.
وترى عاروري أن التحديات تكمن في محدودية المصادر والموارد وعلى الرغم أن المتطوعين على أهبة الاستعداد أن يقدموا جزء من المال اللازم لنجاح هذه الحملة ولكن الحملة بحاجة إلى دعم مادي حتى تستطيع الوصول إلى أكبر عدد من العائلات.
وتضيف عاروري أن الحملة بحاجة لاستئجار محل لعرض هذه الملابس وتسهيل الوصول إليها كما أنها تعاني من نقص في المتطوعين.
أعمال ونشاطات:
بدأت الحملة بالتواصل مع العديد من الناس والجهات المستعدة للتبرع بالملابس، وإنشاء صفحة على "الفيسبوك" لتسهيل التواصل مع الناس.
كانت أول نشاطاتها في مدينة الخليل بتوزيع ملابس على عدد كبير من العائلات المحتاجة في المدينة وقراها، وعلى الرغم أن الحملة لم تستطع الوصول إلى جميع العائلات المحتاجة إلا أنها قامت بتغطية احتياجات عدد لا بأس به.
وحسب لجان الزكاة عدد العائلات المحتاجة بالخليل أكثر من 1000 عائلة لذلك تسعى الحملة للوصول إلى جميع هذه العائلات.
ونشاطات الحملة القادمة هي جمع الملابس لتوزيعها على المحتاجين في رمضان، وتسعى الحملة لأن لا تقتصر على الملابس فقط بل توفير أجهزة كهربائية مثلاً ومواد تموينية للعائلات المحتاجة أو توفير أبسط الأمور من قرطاسية وهذه من الخطط المستقبلية للحملة كما أفادت عاروري.
لماذا الجود من الموجود؟
وعن سبب تسمية الحملة وضح أبو علي أن الاسم جاء من المثل الشعبي "الجود من الموجود"، لأن الحملة أخذت على عاتقها مساعدة الكثير من الفئات المحتاجة بأقل القليل مما يتم هدره من ملابس مستعملة فكان بحق إعادة إنتاج للموجود ليعم الجود على من لا موجود لديه.
وما يميز هذه الحملة كما يرى أبو علي هو تأييد وثقة الشارع الفلسطيني، ولأن مجتمعنا بحاجة لهذا النوع من الحملات فالمتبرع ليس بحاجة أن يقدم مبالغ من المال أو أن يتبرع بملابس جديدة ولكن بإمكانك التبرع بالموجود ونحن نعيد ترتيبها.
وترى عاروري أن ما يميز هذه الحملة عن غيرها من الحملات الخيرية بداية أنها برهان ودليل على أن الخريجين الفلسطينيين لديهم أفكار ريادية مجتمعية ولكنها بحاجة لمن يساعدهم ويبلور هذه الأفكار وأيضاً أنها عمل شبابي بحت.
رسالة أخيرة:
يوجه أبو علي رسالة للناس "أن في كل إنسان حب للخير وحملة الجود من الموجود هي واسطة بينكم وبين الناس المحتاجين، يوجد في كل مؤسسة وبيت ملابس ممكن أن نتبرع بها".
وفي السياق ذاته وجهت عاروري رسالتها التي شددت فيها على دعوة المؤسسات والمنظمات الشبابية أن تقوم بالتركيز على المبادرات الشبابية وليس شرطاً دعمها مادياً ولكن توجيه الشباب في ظل البطالة والإحباط بسوق العمل وضرورة استغلال طاقات الشباب بما فيه فائدة للمجتمع.
وتأمل عاروري أن تكون هذه المبادرة عدوى لمبادرات أخرى في أوساط الخريجين الفلسطينيين وخاصة في المجتمع الفلسطيني، الشباب هم العامل الرئيسي إن لم يكن الوحيد في التغيير لذلك علينا الاستثمار فيهم.
حب الخير فطرة خلق الله عليها الإنسان وهذه الحملة أكدت أن المروءة والنخوة لا تزال في البشر فلا بد لكل من يسمع عن هذه الحملة أن يساعد بما أوتي سواء بالقليل أو بالأكثر وترسيخ هذه الثقافة والفكر الإيجابي لأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.