الجمعة  17 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

نصير القضية الفلسطينية قد يصبح رئيس وزراء بريطانيا

2017-06-01 10:33:17 PM
نصير القضية الفلسطينية قد يصبح رئيس وزراء بريطانيا
جيريمي كورين - العالم

 

الحدث العربي والدولي

 

بالتأكيد لن تكون إسرائيل سعيدة بوصول زعيم حزب العمال البريطاني جيريمي كوربن إلى 10 دوانينغ ستريت، لأسباب تتعلّق بمسيرته النضالية الممتدّة لأكثر من ثلاثة عقود في معركة الحرّية والكرامة والوقوف إلى جانب الشعوب في حربها ضد الاستعمار.


جيريمي كوربن، نصير القضية الفلسطينية قد يصبح رئيساً لوزراء بريطانيا. فرضية باتت تقضّ مضاجع اللوبي الصهيوني الذي يسعى لعدم تحقيقها في ظل نتائج استطلاعات الرأي التي تشير إلى تصاعد شعبية حزب العمال وتقليصه الفارق بينه وبين حزب المحافظين، مع اقتراب الانتخابات العامة المبكرة المقرّر إجراؤها في 8 حزيران/ يونيو الجاري.تماسك كوربن في وجه الحملات المستعرة ضده التي يقودها حزب المحافظين لم تغيّر من مواقفه المؤيدة لحقوق الشعب الفلسطيني، فضلاً عن ثباته في رفع شعارات تناصر الفقراء في بلاده. لكن دهاء التيارات اليمنية ونفوذها الواسع دفعها إلى محاولة إشعال نار داخل بيت حزب العمال لمحاصرة المدّ الجارف للزعيم اليساري العنيد الذي أطاح بالتيار الوسطي المحسوب على رئيس وزراء بريطانيا السابق طوني بلير داخل حزب العمال.ويعتمد حزب المحافظين على الصحف المحسوبة عليه ووسائل الإعلام المموّلة من الملياردير اليهودي روبرت ماردوخ، وذلك لشن حملة تشهر فيها سيف معاداة السامية للنيل من سمعة كوربن، من أجل الإطاحة به وبمستشاريه المقرّبين. إذ يجرى نبش دفاتر زعيم المعارضة البريطانية القديمة لرسم صورة نمطية لدى الرأي العام تؤكد على معاداته للسامية.في هذا السياق، تؤدي رابطة أصدقاء إسرائيل في حزب العمال والتي تضم 100 من نواب ولوردات دورها، وتشارك في رسم الصورة السلبية لزعيمها، حيث شاركت في الحملة ضد كوربن بسبب قيامه عام 2014 قبل عام من انتخابه زعيماً لحزب العمال بزيارة مقبرة الشهداء في تونس التي دفن فيها رئيس جهاز الاستخبارات في حركة فتح عاطف بسيسو المتهم بالتخطيط لعلمية ميونيخ عام 1972. 



ولا تتوقف الحملة ضد كوربن نفسه، بل تطال أيضاً االمقرّبين منه حيث نجحت الحملة الصهيونية بتعليق عضوية عمدة لندن السابق كين ليفغنسستون على خلفية تصريح تحدث فيه عن واقعة تاريخية تقول إن هتلر كان يدعم الصهونية .كوربن كان تعرّض أيضاً لهجمة شرسة من اليمين والحركة الصهيونية، بعد أن عيّن صديقه اليساري والنقابي اندرو موراي مسؤولاً عن الحملة الانتخابية لحزب العمال. ويحفل تاريخ مواري الذي كان قد استقال من الحزب الشيوعي البريطاني وانضم الى حزب العمال العام الماضي، بالمواقف المؤيدة للقضية الفلسطينية. ولا تزال الصحف اليمينية تشير إلى تصريحاته أثناء حرب غزّة، عندما حذّر في إحدى التظاهرات إسرائيل بأنها "تقوم بحفر قبرها في كل مرة تقتل فيها طفلاً فلسطينياً".


 
وتوالت الحملات أيضاً على كوربن بعد تعيينه الصحافي السابق في صحيفة "الغارديان" شيماس مايل في منصب المدير التنفيذي للاتصالات والتخطيط الاستراتيجي في حزب العمال، بسبب مواقفه المعارضة لإسرائيل والولايات المتحدة الأميركية.



إن قوة ونفوذ اللوبي الصهويني لا يضاهيها شيء في بريطانيا، فالجميع يسعى إلى مراضاته. على سبيل المثال، رئيسة الوزراء تيريزا ماي كانت اتهمت في جلسة برلمانية الحزب الليبرالي الدايمقراطي بمعاداة السامية لأنه رشح على لائحته أحد النواب السابقين دايفد وارد لقوله أثناء حرب غزة أنه "لو كان يعيش في غزة لأطلق صاروخاً على اسرائيل"، فضلاً عن اعتباره إسرائيل دولة الفصل العنصرية، ما اضطر زعيم الحزب تيم فارون إلى فصله وترشيح شخص آخر بدلاً منه.  معركة زعيم المعارضة البريطانية جيريمي كوربن مع رابطة أصدقاء إسرائيل في حزبه تصاعدت منذ انتخابه عام 2015 زعمياً لحزب العمال. وقد حاولت الرابطة حين دعته على هامش مؤتمر الحزب في مدينة برايتون عام 2015 تطويعه، لكنها جنّ جنونها حين لم يذكر كلمة إسرائيل في خطابه، بل على العكس طالب كوربن بتحقيق مطالب الشعب الفلسطيني وضرورة رفع الحصار عنه والاعتراف بالدولة الفلسطينية، الأمر الذي دفع أحد الجالسين إلى الصراخ عالياً داعياً إياه إلى التلفّظ باسم دولة إسرائيل ولو على سبيل الذكر.يبدو أن الحملات ضد كوربن قد فعلت فعلها عند الجالية اليهودية المقدّر عددها بنحو ثلاثمئة ألف يهودي، إذ إن شعبيته في أوساطها وصلت إلى أدنى مستوياتها بعد أن نشرت صحيفة "جويش كرونيكال" أن 13% من اليهود البريطانيين سيمنحون أصواتهم لكوربن في حين ستصوت الجالية بنحو 77% لحزب المحافظين بزعامة تيريزا ماي.كوربن الذي يُعدُّ أحد الداعمين لحركة المقاطعة لإسرائيل وسحب الاستثمارات وفرض عقوبات BDS، دأب على الترويج لهذه المشاريع، ولطالما شارك زعيم المعارضة في دعم الأنشطة الداعية إلى عودة اللاجئين الفلسطينين ورفض وعد بلفور الذي عدّه أحد الوعود الخاطئة والمخادعة ومثالاً لازدواجية المعايير في السياسة الخارجية البريطانية ونفاقها في ما يتعلق بفلسطين، ووصفه بأنه أساس البلاء الذي سبب الألم للشعب الفلسطيني.كوربن زار فلسطين تسع مرات وزار المخيّمات الفلسطينية في سوريا ولبنان واستضاف ممثلين عن حزب الله اللبناني في البرلمان البريطاني فضلاً عن حركة حماس الفلسطينية.ووُجّهت أصابع الاتهام لزعيم المعارضة بأنه يشكل خطراً على الأمن القومي البريطاني، فضلاً عن العمل على ترسيخ صورة نمطية عنه بأنه لا يملك الأهلية اللازمة لقيادة الممكلة المتحدة، ونشر الرعب بين البريطانيين في تخويفهم من وصول رجل يعتبر حركتَيْ حماس وحزب الله أصدقاء له. 



كوربن المنتخب بنحو نصف مليون من أعضاء حزبه زعيماً لحزب العمال ظاهرة لن تتكرر في التاريخ البريطاني، لما يحمله من مبادئ وأفكار لم تتغير برغم وصوله إلى منصب سياسي رفيع ومؤثر. لكن حظوظه في استلام مفاتيح 10 داونينغ ستريت (مقر رئاسة الوزراء البريطانية) لن تحددها مواقفه الخارجية، بقدر ما تحددها سياسته الداخلية بشأن الضرائب وتحسين مستوى معيشة الناخب البريطاني. لكن في حال فاز في الانتخابات البرلمانية وأصبح رئيساً للوزراء في التاسع من حزيران/ يونيو، فإن معركته ستبدأ مع المؤسسة الحاكمة وأصحاب البنوك والرأسمالية المتوحشة في بلاده. 

 

 

المصدر: الميادين نت