الجمعة  17 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ترجمة الحدث| الاختراقات والمال والأزمة القطرية: كيف يتقاطع الخليج مع أميريكا

2017-06-06 09:43:04 PM
ترجمة الحدث| الاختراقات والمال والأزمة القطرية: كيف يتقاطع الخليج مع أميريكا
قطر

 

الحدث العربي والدولي

 

أبرز الأخبار في الشرق الأوسط أمس الإثنين كانت حول قرار عدد من الدول العربية قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، وذلك بسبب دعم النظام المالي الخليجي الغني بالنفط للجماعات الإسلامية مثل حماس والإخوان المسلمين.

 

في خلفية هذه المعركة حول النفوذ الإقليمي هو أمر آخر متعلق بالنفوذ البعيد.

 

خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، تم الاتصال بالعديد من المواقع الاخبارية الأمريكية من قبل قراصنة مجهولين عرضوا مشاركة رسائل الكترونية تم اختراقها من الحساب الخاص لسفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى الولايات المتحدة. ما أن دولة الإمارات هي أيضا دولة غنية بالنفط ولديها منافسة كبيرة وقديمة مع قطر.. الجارة الأصغر حجما.

 

ونشرت بعض وسائل الاعلام الرسائل التي تم اختراقها، والتي ركزت جميعها تقريبا على الاتصالات بين السفير يوسف العتيبة ومؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، وهي مؤسسة أبحاث في واشنطن، والتي انتقدت بشدة الحكومة القطرية في السنوات الأخيرة على دعمها لحماس وجماعات "إرهابية" أخرى.

 

وأحد الأمور التي تتنافس عليها قطر والإمارات هو الرغبة في زيادة نفوذهما في واشنطن والاستعداد للانفاق ببذخ لتحقيق هذا الهدف. في السنوات الأخيرة، وضعت الدولتين الملايين من الدولارات في مختلف مراكز الأبحاث والمؤسسات المتعلقة بالسياسة والبحوث التي يتم الدفع لها بشكل كبير.

 

في عام 2014 أيضا، ساعدت دولة الإمارات على إنشاء معهد دول الخليج العربي في واشنطن. كما أن المعهد الذي تلقى ايضا تبرعات من المملكة العربية السعودية، هو أول مؤسسة من نوعها في العاصمة الأميريكية التي تركز حصريا على منطقة الخليج.

 

كما أعلنت دولة الإمارات عن إقامة شراكات مع مراكز تفكير وبحوث أخرى مؤثرة مثل مجلس الأطلسي ومركز الدراسات الدولية الاستراتيجية.

 

وفي الوقت نفسه، تبرعت قطر بملايين الدولارات لمؤسسة Brookings، وفي الشهر الماضي، أعلنت عن شراكة جديدة مع مجموعة البحث المؤثرة، وهي جزء من محاولة "تنفيذ مشروع بحثي حول العلاقة بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي". كما تبرعت دولة الإمارات إلى بروكينغز ذاتها على مدى سنوات.

 

مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات لا تتلق أي تمويل من الحكومات الأجنبية، وهي تعتبر مؤيدة لإسرائيل بقوة، وقد تلقت مساهمات من المتبرع الجمهوري الكبير شيلدون أديلسون. وقد ركز مركز البحوث في السنوات الأخيرة على قضية دعم قطر لمنظمات إرهابية مثل حماس، وربما كان ذلك سببا رئيسيا في نشوب الخلافات بين قطر والإمارات العربية المتحدة.

 

وقبل أسبوعين فقط، استضافت مؤسسة الدفاع عن الديقمراطيات مؤتمرا حول دعم قطر لجماعة الاخوان المسلمين والمجموعات التابعة لها. وكان احد المتحدثين الرئيسيين وزير الدفاع الأمريكي الأسبق روبرت جيتس. وبعد أسبوع واحد فقط تم عرض رسائل البريد الإلكتروني المخترقة من حساب سفير دولة الامارات والتي تركز بشكل كامل على اتصالات عتيبة مع شخصيات عاملة في المؤسسة ومتحدثين في المؤتمر مثل روبرت جيتس.

 

ووفقاً لهافينغتون بوست وهي واحدة من وسائل الاعلام التي ذكرت موضوع رسائل البريد المخترقة، فقد ادعى القراصنة انهم غير متصلين بقطر. وقال تقرير آخر انهم استخدموا عنوان البريد الالكتروني الروسي، ولا توجد مؤشرات واضحة حتى الان على من كان وراء هذا الاختراق، ولكن يبدو واضحاً أن الهدفين الرئيسيين للرسائل التي تم نشرها، السفير نفسه ومؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، وكلاهما منافسين للحكومة القطرية.

 

وقال جوناثان شانزر نائب الرئيس الأول للبحوث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات لهآرتس إنَّ "المؤسسة لديها سجل طويل من التحليل حول قطر، ونحن نبحث في علاقات البلد بالارهاب منذ ست سنوات، وكنا منفتحين على ذلك. وحقيقة اننا نتحدث إلى الاخرين في واشنطن حول عملنا يجب ألا تكون مفاجئة، وهذا ما تقوم به مراكز الفكر والبحوث عادة".

 

ويعتبر السفير الإماراتي عتيبة من أكثر الدبلوماسيين تأثيراً في واشنطن، وقد عمل في المنصب منذ عام 2008. وعلى الرغم من ان اسرائيل والامارات ليس لهما علاقات دبلوماسية، إلا أن عتيبة يعتبر مقرب من "مجتمع إسرائيل" في واشنطن، لأن اسرائيل والامارات تتشاطران مصالح مشتركة فيما يتعلق بإيران والتهديدات الإقليمية.

 

ومن الجدير ذكره، أن الحكومة القطرية تدعي انها كانت ايضا ضحية لهجوم إلكتروني وقع مؤخراً. وكانت وكالة الأنباء الرسمية في قطر "قنا" قد نشرت الاسبوع الماضي مواد نقل فيها عن زعيم البلاد الشيخ تميم بن حمد أنه قال بأن على ايران انتقاد الإدارة الأمريكية الجديدة. وأعلنت وزارة الخارجية بعد ذلك بوقت قصير ان الاخبار كانت غير صحيحة وأنه تم اختراق موقع الوكالة الرسمية. وقد اتهمت قطر الدل الخليجية الاخرى وادعت انها تحاول الإساءة إلى علاقة قطر بالولايات المتحدة الأمريكية.

 

وتعد قطر موطنا لإحدة اكبر القواعد العسكرية الامريكية على الاراضي الاجنبية، كما تعتبر شريكا اقتصاديا هاما للولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

 

كانت احدى القضايا التي ظهرت في رسائل عتيبة الالكترونية المسروقة محاولاته لاجراء مناقشة عامة حول فكرة ان الولايات المتحدة يجب ان تعلق القاعدة في قطر وتحركها إلى بلد آخر. وإذا ما نفذت هذه الخطوة فإنَّ ذلك سيكون ضربة خطيرة للوضع الدبلوماسي والاستراتيجي والاقتصادي لدولة قطر.

 

وكان التوتر قد تصاعد بين دول الخليج العربي يوم الاثنين مع إعلان قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر. وسيكون من المثير للاهتمام معرفة ما إذا كان التنافس المتجدد سيواصل القيام به ليس فقط في المنطقة وإنما وصولاً إلى واشنطن من خلال الجمع بين السياسة والتسريبات، والنفوذ والنقود!