قطر وأمريكا تتفقان على مكافحة تمويل الإرهاب قبيل اجتماع جدة

الحدث العربي والدولي

وقعّت قطر والولايات المتحدة اليوم الثلاثاء مذكرة تفاهم للتعاون في مجال مكافحة تمويل الارهاب خلال زيارة لوزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون الى الدوحة ضمن مهمة دبلوماسية تهدف الى نزع فتيل الأزمة الخليجية. الأمر الذي أكده كل من وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ونظيره الأمريكي تيلرسون في مؤتمر صحافي مشترك بالدوحة.

وأوضح الوزير أن توقيع المذكرة يأتي "في اطار التعاون الثنائي المستمر (...) ونتيجة للعمل المشترك لتطوير اليات مكافحة تمويل الارهاب بين البلدين وتبادل الخبرات وتطوير هذه الآلية".

وتابع "لطالما اتهمت دولة قطر من قبل دول الحصار بمسألة تمويل الارهاب واليوم دولة قطر أول من يوّقع على برنامج تنفيذي مع الولايات المتحدة لمكافحة تمويل الارهاب وندعو باقي دول الحصار للانضمام لنا في المستقبل".

يأتي ذلك قبيل اجتماع لوزراء الخارجية العرب من الدول المقاطعة لقطر، الذين يلتأمون غدا الأربعاء في مدينة جدّة السعودية في إطار "التعامل المستقبلي بشأن العلاقة مع قطر" في ضوء "مخالفتها للقوانين والأعراف الدولية، ودعمها للارهاب والتطرف"، وقد يكون للتوقيع على مذكرة التفاهم بين واشنطن والدوحة علاقة استباقية لهذا الاجتماع، الذي قد يضع حدا للأزمة.

ورغم أن الدول المقاطعة أعلنت سابقا أنها لن تتساهل مع قطر ومنحتها مهلة للاستجابة للمطالب الـ13 التي قدمتها وعلى رأسها وقف تمويل قطر للمنظمات الارهابية كالإخوان المسلمين وحركة حماس وتنظيم القاعدة (هيئة تحرير الشام- جبهة النصرة سابقا)، وغيرها، يبدو أن الدول المقاطعة لقطر، وعلى رأسها السعودية والامارات ومصر والبحرين، قد تكون بالاتفاق بين أمريكا وقطر قد حصلت على مبتغاها، وحققت مطلبها المركزي وهو وقف دعم قطر لمنظمات تعتبرها هذه الدول إرهابية، وبالأخص جماعة الإخوان المسلمين التي تلقت دعما سخيا من الإمارة الصغيرة، وسيطرت لفترة قصيرة على مصر عن طريق الرئيس المعزول محمد مرسي.

من جانبه صرّح المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، بأن سامح شكري وزير الخارجية المصري تلقى دعوة من نظيره السعودي عادل الجبير لحضور اجتماع

لوزراء خارجية الدول العربية الأربع الداعية لوقف دعم قطر للإرهاب، مع وزير الخارجية الٍأمريكي ريكس تيلرسون في مدينة جدة غدا الأربعاء.

وأوضح أبو زيد، أنه من المقرر أن يتوجه الوزير شكري إلى مدينة جدة السعودية لحضور الإجتماع الرباعي صباح الأربعاء عقب عودته مساء اليوم الثلاثاء، من العاصمة الإيفوارية (ساحل العاج) أبيدجان بعد تمثيله لمصر فى اجتماعات الدورة الرابعة والأربعين لمجلس وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي.

وكانت السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطعت في الخامس من أيار/ مايو علاقاتها بقطر وفرضت عليها عقوبات اقتصادية على خلفية اتهامها بدعم الإرهاب، آخذة عليها ايضا التقارب مع إيران.

وتقدمت الدول الاربع بمجموعة من المطالب لاعادة العلاقات مع قطر، بينها دعوتها الى تخفيض العلاقات مع ايران واغلاق قناة "الجزيرة". وقدمت قطر ردها الرسمي على المطالب الى الكويت التي تتوسط بين أطراف الازمة مؤكدة أن المطالب التي قدمتها الدول المقاطعة قُدمّت لكي تُرفَض، قبل أن تعلن الدول المقاطعة أن الرد جاء "سلبيا"، متعهدة باتخاذ خطوات جديدة بحق الامارة الغنية.

وطالبت الدول الاربع، قطر خصوصا بوقف دعم "الارهاب" وغلق قاعة عسكرية تركية تقيمها في قطر، وإقفال قناة "الجزيرة"، والحد من علاقاتها مع ايران ضمن 13 طلبا قدمتها للدوحة عبر الكويت في 22 حزيران/ يونيو مع مهلة عشرة ايام للاستجابة لها.

وكان وزراء خارجية الدول الأربع عقدوا اجتماعا في القاهرة في 6 تموز/ يوليو لبحث هذه المسألة وأعلنوا في ختامه استمرار مقاطعة قطر وأعربوا عن أسفهم لردها "السلبي" على مطالبها لانهاء هذه المقاطعة التي وصفتها الدوحة بأنها "غير واقعية".

وأعرب تيلرسون في الدوحة الثلاثاء عن أمله باحراز تقدم في مساعي حلحلة الأزمة القطرية، رغم التوترات الاضافية التي يثيرها تسريب وثائق سرية موقعة بين دول الخليج الى الإعلام.

ويزور تيلرسون الدوحة في إطار جولة اقليمية بدأها الاثنين في الكويت التي تتوسط لحل أكبر خلاف دبلوماسي تشهد منطقة الخليج منذ سنوات، على أن يزور المملكة العربية السعودية الاربعاء.

المصدر: ا ف ب