متابعة الحدث | حتى السودان .. من ممر سلاح للمقاومة إلى دعوات التطبيع مع إسرائيل

الحدث ــ محمد بدر

كشفت صحيفة معاريف العبرية، عن أن هناك أصواتاً داخل السودان أصبحت تطرح علناً مسألة التطبيع مع إسرائيل، وبحسب الصحيفة فإن واحدة من كبرى الصحف السودانية افتتحت صفحتها الأولى بعبارة "التطبيع مع إسرائيل هو التوجه  العام للدول العربية".

ويتساءل كاتب التقرير في الصحيفة، هل هذه السودان التي من عاصمتها هتف العرب باللاءات الثلاث (لا صلح لا تفاوض لا اعتراف)؟ أم هذه السودان التي كانت عاصمتها ممرا لسلاح حماس والجهاد الإسلامي القادم من إيران؟ أم هذه السودان التي لاحقت أمريكا زعيمها ولاحقتها بتهم الإرهاب؟ وينهي كاتب التقرير تساؤلاته بالقول كيف أصبح من العادي والطبيعي أن تتحدث كبرى الصحف في السودان عن التطبيع.

وتشير الصحيفة إلى موافقة الولايات المتحدة مؤخرا على إزالة السودان من الدول الداعمة للإرهاب، معتبرة أن القرار كان بالنسبة للسودانيين كمن ينتظر المسيح أو المهدي المنتظر، وتعزو الصحيفة القرار الأمريكي لقرار السودان قطع علاقتها مع حلفاؤها السابقين معمر القذافي والجمهورية الإسلامية الإيرانية واستبدالها بعلاقات مع السعودية وتركيا.

عنوان التطبيع الكبير ظهر على الصفحة الأولى لصحيفة الوطن السودانية، وتضمن التقرير مقابلة مع وزير سوداني اعتبر التطبيع أمر طبيعي، في ذات الصحيفة السودانية كان هناك خبر متواضع هامشي عن تهنئة إسماعيل هنية مسؤول حماس للسودان بإلغاء العقوبات الأمريكية.

وبحسب معاريف فهذه ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها مسؤول سوداني عن إمكانية التطبيع، قبل أشهر تحدث وزير الاستثمار السوداني عن التطبيع واعتبر أن مشروع السعودية للسلام سيقود لتطبيع كل العرب مع إسرائيل وأن لا مشكلة في ذلك.

ويضيف كاتب التقرير في معاريف أنه أجرى مقابلات مع سودانيين ولمس منهم أنهم يشعرون أن شيئا يحدث في الكواليس بين السودان وإسرائيل، ومع ذلك فإن جزءا منهم لا ينسى أن إسرائيل هي من ساعدت على إنفصال جنوب السودان ودعمت حركات تمرد في السودان.

ويخلص التقرير إلى أن النظام قد يكون في مرحلة إعداد الرأي العام السوداني لخطوة التطبيع، فالسودان ليس فقط بحاجة إسرائيل موقفها لدى الولايات المتحدة، وإنما بحاجة لاستثمار الإسرائيليين فيه، فالسودان بلد تبلغ نسبة الفقر فيه 60% وبحاجة لمن يدعمه ليزدهر، بحسب الصحيفة.