الجمعة  03 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ترجمة الحدث | بعد هزيمته في سوريا والعراق .. ما مصير داعش في سيناء ؟

2017-11-21 12:02:50 PM
ترجمة الحدث | بعد هزيمته في سوريا والعراق .. ما مصير داعش في سيناء ؟
داعش في سيناء (ارشيفية)

 

الحدث ــ محمد بدر

 

نشر مركز القدس  للدراسات دراسة عن تأثير هزيمة داعش في سوريا والعراق على واقعه في سيناء،الذي ترجمته "الحدث"، فيما يلي نص الدراسة: 

 

تراجعت بشكل ملحوظ قوة داعش بعد هزيمتها في العراق وسوريا، واليوم مع انحسار وجود التنظيم المنظم؛ بدأت بعض المجموعات اللامركزية في العمل تحت لوائها كتلك التي تعمل في سيناء.

 

وهناك مؤشرات متزايدة على ضعف تنظيم داعش  داخل مصر وعودة تنظيم القاعدة للعمل  في الصحراء الغربية وشبه جزيرة سيناء.

 

قبل حوالي شهر، كشفت قوات الأمن المصرية عن وجود بنية  تحتية كبيرة، كما وكشفت أن جزء كبير من هذه العناصر انتقل  إلى مصر من ليبيا في آب 2016. وأقاموا معسكرا تدريبا في منطقة الواحات في الصحراء الغربية وبدأوا بتجنيد شباب مصريين لإقامة "الخلافة الإسلامية" في مصر.

 

وترأس المنظمة ضابط مصري سابق عماد الدين عبد الحميد المعروف باسم الشيخ حاتم، وتم إرساله في بعثة من مجلس مجاهدي الشورى في درنة، ليبيا، التابعة لتنظيم القاعدة، إلى مصر.

 

ويضم المجلس إئتلافا يضم عدة مجموعات من بينها أنصار الشريعة  التي صنفها مجلس الأمن الدولي في العام 2014 كمنظمة إرهابية.

 

وكان من المفترض أن تضرب البنية التحتية للقاعدة  والتي أنشأتها في مصر بالكنائس المسيحية القبطية، وأن يتم مهاجمة العسكريين وأفراد الشرطة.

 

وفي  مايو 2017، نفذ أعضاء من  تنظيم القاعدة هجوما إرهابيا على حافلة تنقل المسيحيين الأقباط إلى دير شمويل في منطقة المنيا جنوب القاهرة، مما أسفر عن مقتل 34 راكبا.

 

وفي  هجوم ضد قوات الشرطة المصرية قبل شهر من خلال كمين نصبه مسلحون تابعون للقاعدة على بعد 135 كيلومترا في منطقة الواحات، قتل 16 شرطيا مصريا و 12 إرهابيا.

 

في نهاية المطاف نجحت قوات الأمن المصرية في تدمير البنية التحتية التي دخلت مصر من ليبيا، وخلال الحملة الأمنية ضد مسلحي القاعدة، اعتقلت أجهزة الأمن محمد عبد الله المصري، ليبي الجنسية، واعترف خلال استجوابه بكل أهداف التنظيم وبنيته التحتية في مصر.

 

غير أن نشاط القاعدة المتجدد في مصر انعكس أيضا في شبه جزيرة سيناء، حيث كانت منظمة داعش خلال السنوات الثلاث الماضية تسيطر تماما على  النشاط من خلال فرعها ولاية سيناء، وكان داعش قد أجبر كل المنظمات العاملة في سيناء للعمل تحت لوائه، ومع ضعفه وتزايد قوة القاعدة في سيناء بدأت تنسحب منه بعض المجموعات، الأمر الذي دفع داعش لقتالها.

 

من هي منظمة جند الإسلام؟

في يناير / كانون الثاني 2012، انضم جند الإسلام إلى تنظيم القاعدة وأعطى الولاء لزعيم المنظمة أيمن الظواهري، ومن بين أمور أخرى، نفذت المنظمة تفجيرات انتحارية في عامي 2004 و 2005 في شرم الشيخ وطابا في سيناء.

 

في 11 أيلول 2013، نفذت المنظمة هجوما على مبنى منظمة المخابرات المصرية في سيناء، قتل فيه ستة جنود وجرح 17 آخرون. وبالإضافة إلى ذلك، نفذت هجمات على طول خط أنابيب غاز سيناء، الذي ينقل الغاز المصري إلى إسرائيل والأردن. قبل ثلاث سنوات، انضمت المنظمة إلى داعش وأعطت الولاء لأبو بكر البغدادي.

 

وفي الآونة الأخيرة، اندلعت خلافات بين التنظيم (جند الإسلام)  وقيادة داعش، وركزت الخلافات على رفض جند الإسلام الإضرار بالمدنيين الأبرياء والقتل الجماعي، وإلحاق الضرر بالضباط والجنود المصريين.

 

يعتقد زعماء جند الإسلام أن فرع داعش في سيناء يجب أن يركز على مهاجمة كبار ضباط الجيش والشرطة المصريين فقط.

 

وفي ظل هذه الخلفية، بدأ فرع داعش في سيناء بعملية تطهير ضد كبار أعضاء منظمة جند الإسلام، مما أدى إلى انسحاب المنظمة منه.

 

وفي الوقت نفسه، تلقى زعماء جند الإسلام مساعدة مالية من الخارج، وتحاول قيادة القاعدة إعادة تأسيس نفسها في مصر في ضوء هزيمة داعش  في سوريا والعراق.

 

وقبل بضعة أيام، أصدر بيانا عن اشتباك مسلح بين جند الإسلام وبين نشطاء فرع داعش في منطقة نكيزات جنوب مدينة الشيخ زويد، مما أسفر عن مقتل ثمانية نشطاء من داعش والاستيلاء على أربع مركبات لداعش.

 

في بيان صادر عن جند الإسلام،  أطلقت المنظمة كلمة خوارج على داعش، بمعنى أنهم ينحرفون عن دين الإسلام، ومن يساعد جند الإسلام في سيناء هم قبيلة البدو طرابين، الذين يعادون داعش،  هذه هي أكبر قبيلة بين القبائل البدوية في سيناء، ولديها حساب دموي مع فرع داعش في سيناء الذي قتل العديد من أفراد القبيلة.

 

إلى أين تسير الأمور؟

إن ضعف داعش بعد هزيمته في العراق وسوريا يؤثر أيضا على مصر، وقد تراجعت قوة داعش بسبب هجمات الجيش المصري في شمال سيناء وتعاون الجيش المصري مع حركة حماس في قطاع غزة.

 

منذ تقارب حماس مع مصر، توقف أي  تعاون بين حماس والمنظمات السلفية في سيناء، وتعمل حماس أيضا ضد المنظمات السلفية في قطاع غزة الذين لهم صلات بالمنظمات في سيناء.

 

انسحاب منظمة جند الإسلام يبدو أن يزيد من عنف داعش ويعقد الوضع الأمني ​​في سيناء، ولكن من المرجح أن يستفيد الجيش المصري من ضعف داعش في سيناء والانقسام داخله .

 

ويمكن أن تكون هذه فرصة  للجيش المصري له للقتال.ويضم فرع داعش في سيناء ما مجموعه 700 من العناصر المسلحة والتي تعاني من معنويات منخفضة بسبب هزيمة المنظمة في سوريا والعراق.

 

كما أن للجيش المصري على علاقة جيدة مع قبيلة الطربين، ويمكنه أن يستغل التحالف الجديد بين القبيلة ونشطاء جند الإسلام لصالحه ويزيد الضغط على داعش.