الحدث الصحي
المواد الدهنية هي جزء أساسي من نظامنا الغذائي، مثلها مثل البروتينات والكربوهيدرات. إنها تلعب دوراً مهماً جداً في المحافظة على توازن الطاقة في الجسم وضبط الوزن وامتصاص الفيتامينات والمعادن والمواد المغذية الأخرى. كما أن الدهون تشارك في ضبط حرارة الجسم، تحفز نظام المناعة، وتدخل في التركيب الخارجي للخلايا وتشارك أيضاً في تصنيع الهورمونات.
مع هذا، ما زلنا نواجه في أيامنا هذه باستمرار معلومات وتقارير تصرّح أن الدهون تزيد الوزن وأنها المصدر الاساسي لكل المشاكل الصحية. لنرَ معاً ما هي المخاطر على صحتنا إذا التزمنا بنظام غذائي قليل الدهون.
تراجع الوظائف العقلية
الدماغ هو أكثر عضو في جسمنا يستهلك الطاقة. لكي يعمل الدماغ بشكل طبيعي، هو بحاجة إلى حصة ثابتة من الأحماض الدهنية. بحسب الأبحاث العلمية، فإن الأشخاص الذين يحتوي نظامهم الغذائي على ما يكفي من الكولسترول يحصلون على أفضل النتائج في الاختبارات العقلية مقارنةً بأولئك الذين يتجنبون باستمرار استهلاكه.
عدم انتظام التوازن الهورموني
الكولسترول هو مادة يصنع جسمنا انطلاقاً منها الهورمونات الستيرويدية (وهي الهورمونات الجنسية الذكرية والانثوية وهورمونات الغدد الكظرية). كما أن بعض الدهون تلعب دور مضادات الأكسدة وهي تدخل في تصنيع الناقلات العصبية المهمة. برهنت بعض الدراسات أن النظام الغذائي الفقير بالدهون يمكن أن يؤدي إلى خلل في إنتاج الهورمونات الجنسية وكذلك إلى اضطرابات في الدورة الشهرية وحتى إلى صعوبة الحمل.
زيادة الوزن والبدانة
برهنت دراسة طبية أن الأشخاص البدينين الذين استهلكوا ما يكفيهم من المواد الدهنية، خسروا الوزن بشكل أسرع بكثير من الأشخاص الزائدي الوزن الذين كانوا يتبعون نظاماً فقيراً بالمواد الدهنية. كما أن الالتزام بنظام غذائي يحتوي كمية كافية من المواد الدهنية يساهم في إعادة إفراز الغريلين واللبتين إلى مستوياتهما الطبيعية في الجسم (هذان الهورمونان هما هورمونا التحكم بالجوع والشبع).
أمراض القلب والشرايين
أثبت العديد من الأبحاث الطبية التأثير الإيجابي للأحماض الدهنية غير المشبعة على جهاز القلب والشرايين. يرتبط استهلاك هذه الأحماض الدهنية بانخفاض ضغط الدم المرتفع ومستوى الكولسترول في الدم وكذلك بزيادة حساسية الأنسجة على الأنسولين. بالإضافة إلى أن العلماء اكتشفوا أن النظام الغذائي لشعوب منطقة البحر الأبيض المتوسط، الذي تصل نسبة الدهون فيه إلى 30- 35% يومياً، يخفض خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين، بالسكري وبالبدانة.