الثلاثاء  07 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الجنس مقابل الإعانة.. فضيحةُ منظمة أوكسفام الخيرية

2018-02-14 09:09:13 PM
الجنس مقابل الإعانة.. فضيحةُ منظمة أوكسفام الخيرية
أوكسفام الخيرية

 

الحدث الدولي

 

وصلت أصداء الفضيحة التي ضربت منظمة أوكسفام الخيرية، يوم الثلاثاء 13 فبراير/شباط 2018، إلى جنوب السودان، بعدما وصف الرئيس الهايتي تصرُّف بعض أفراد عمل المنظمة في دولته بكونه "مُهيناً ومُخجِلاً".

 

وبحسب تقرير لموقع "فرانس 24"، حذَّرَت هيلينا إيفانز، المديرة السابقة لوحدة حماية القُصَّر، من الاعتداءات على الأطفال المتطوعين في آلاف المتاجر الخيرية التابعة لـ"أوكسفام" الشوارع الرائجة في بريطانيا.

 

واتَّهَمَت هيلينا كبار المديرين بالفشل في التعامل مع الموقف؛ إذ ألقوا اللوم كله على الرئيس التنفيذي، مارك غولدنبرغ، بعد ساعاتٍ من استقالة نائبه، بيني لورانس؛ بسبب فضيحة استخدام عمال الإغاثة للبغايا في هايتي وتشاد، بحسب الموقع الفرنسي.

 

وتحدَّث جوفينيل مويس، رئيس هايتي، عن الفضيحة يوم الثلاثاء 13 فبراير/شباط 2018، قائلاً: "ما مِن شيءٍ مُهينٌ ومُخجِلٌ" أكثر من استغلال عمال الإغاثة الإنسانية "أشخاصاً محتاجين".

 

وأخبرت إيفانز برنامج الأخبار على القناة الرابعة التلفزيونية البريطانية عن استطلاعٍ أُجرِيَ فترة توليها المنصب من عام 2012 إلى 2015، والذي كشف عن وجود "ثقافة استغلال جنسي" في بعض مكاتب "أوكسفام".

 

إذ أظهر الاستطلاع الذي جرى على 120 فرداً من طاقم العمل في 3 دول مختلفة، أن نسبة تتراوح بين 11 و14% من الموظفين يقولون إنهم شهدوا حالات اعتداء جنسي أو تعرَّضوا له.

 

ونسبة 7% من فريق العمل في جنوب السودان -4 أشخاص- شهدوا أو تعرَّضوا لحالات اغتصاب، أو محاولات تشمل زملاءهم.

 

أثار هذا الكشف غضباً عارماً في بريطانيا، فقد تلقت "أوكسفام" 31.7 مليون جنيه إسترليني (43.8 مليون دولار) من الحكومة العام الماضي (2017).

 

وقال بعض المُعلِّقين إن الفضيحة يجب أن تدفع لإعادة التفكير في الالتزام البريطاني بإنفاق 0.7% من الدخل القومي على المساعدات الأجنبية، وهو هدفٌ تضعه الأمم المتحدة لا يلتزم به سوى عدد قليل جداً من الدول.

 

نطاق الاستغلال الجنسي

 

وبدأت وزيرة التنمية الدولية في بريطانيا، بيني مورداونت، مراجعةً أشمل للطريقة التي تتعامل بها وحدة المساعدات الأجنبية مع مزاعم الإساءة الجنسية في أماكن العمل.

 

وقال مايك جينينغز، رئيس قسم دراسات التنمية في كلية الدراسات الإفريقية والشرقية بجامعة لندن، لوكالة فرانس برس الفرنسية: "حالات الطوارئ هي البيئة المثلى لحدوث هذا النوع من السلوكيات".

 

وفسَّر قائلاً: "توجد فئات ضعيفة للغاية غير قادرة على الحديث، وأشخاص قليلون يتحكَّمون في إمكانية الوصول للموارد، أو لديهم سلطة كبيرة".

 

وأضاف: "أينما وُجِدَ هذا التباين، والفروق الضخمة في السلطات، تكون البيئة مُهيئةً للعنف".

 

وقالت ميغان نوبرت التي خُدِّرَت، وتعرَّضَت للاغتصاب من أحد زملائها العاملين بالإغاثة في جنوب السودان عام 2015، لراديو شبكة "بي بي سي"، إن العنف الجنسي كان "شائعاً" بمكاتب عمل المجال الإنساني.

 

وقارَنَت بين هذا وحملة #Me_Too لإدانة التحرُّش الجنسي، والتي بدأت في هوليوود وتوسَّعَت منذ ذلك الحين بمجالاتٍ مختلفة؛ كالإعلام، والسياسة، وعالم الموسيقى.

 

وأضافت نوبرت: "مجتمع العمل الإنساني هو آخر مجال يتصدى علناً لهذه المشكلة، فقد حاولوا التعامل معها قبل ذلك بصمت".

 

الجنس مقابل الإعانة

 

قالت إيفانز إنه طُلِبَ منها نقل ما كشفت عنه من حالات العنف الجنسي إلى فريق الإدارة العليا في "أوكسفام"، لكن المقابلة أُلغيت، وأخبرها مارك غولدنبرغ بأن مناقشة التقرير لن تُغيِّر شيئاً.

 

وأضافت أنها لاحقاً في أثناء فترة تولِّيها المنصب تلقت 3 بلاغات في يومٍ واحد خلال فبراير/شباط 2015، منها بلاغ من امرأةٍ أُجبِرَت على ممارسة الجنس مقابلة الإعانة.

 

إذ قالت: "أُكرِهَت امرأةٌ على ممارسة الجنس مقابل مساعدةٍ إنسانية من عاملٍ بمجال الإغاثة، وهناك حالةٌ أخرى لامرأةٍ أُجبَرَت على ممارسة الجنس في مقابل الحصول على الإعانة، ولفت نظرنا أن هناك موظفاً أُوقف عن العمل بسبب الاعتداءات الجنسية ولم يكشف عن هذا".

 

وقالت إيفانز التي صارت تشغل الآن منصب مستشار محلي في إنكلترا، إنها "كافحت" لتفهم لماذا لم تعطها الإدارة العليا مصادر أكثر لحل المشكلة.

 

وفي قضية منفصلة، كشفت الأرقام المذكورة في القناة الرابعة 7 حوادث لـ"سلوكٍ غير لائق مع الأطفال" بمتاجر "أوكسفام" عامي 2013، و2014.

 

وقالت إيفانز إن إحدى الحالات كانت اعتداءَ مُتطوِّعٍ بالغ على طفل -الحد الأدنى لعمر المتطوعين هو 14 سنة- وحُوِّلَت إلى المحكمة.

 

كانت "أوكسفام" تصارع الاتهامات ضدها بأنها غطَّت على مزاعم استخدام أفراد طاقم العمل في هايتي للبغايا بعد زلزال 2010 المدمر.

 

وبعد إجراء تحقيقات داخلية، فُصِلَ بعض الموظفين، وسُمِحَ لآخرين بتقديم الاستقالة.

 

لكن المنظمة الخيرية اعترفت بأنه كان بإمكانها أن تكون أكثر شفافية مع الجهات الرقابية بخصوص هذه الاتهامات.

 

إذ قدَّم نائب الرئيس بيني لورانس استقالته، يوم الأحد 11 فبراير/شباط، قائلاً: "بصفتي مديراً للبرنامج هذه الفترة، أشعر بالخجل لحدوث هذا تحت سلطتي، وأتحمل المسؤولية الكاملة".

 

 

المصدر: هافنغتون بوست