الجمعة  03 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ثمن الانغلاق وقمة أصحاب الزر النووي / بقلم: د.بلال عبد الحق

2018-05-06 07:01:04 AM
ثمن الانغلاق وقمة أصحاب الزر النووي / بقلم: د.بلال عبد الحق
د. بلال عبد الحق

 

كوريا الشمالية، كوريا الجنوبية... الكوريتان أم كوريا واحدة، هنا وقبل بضعة أيام حدث اختراق تاريخي للوضع العدائي في شبه الجزيرة الكورية.

لنعد قليلا للوراء، لقد انتهت حالة العداء بين ما يسمى المعسكر الشرقي والغربي  في أوائل التسعينيات بانهيار الاتحاد السوفييتي وتفككه ودخول الديمقراطية لدول شرق أوروبا والدكتاتورية الرأسمالية في دول وسط آسيا المستقلة عن الاتحاد السوفيتي، لكن الوضع في شبه الجزيرة الكورية بقي على ما هو عليه.

حالة عداء وإغلاق للحدود وقطيعة دولتان يسكن فيهما نفس الشعب، واحدة منهما وهي دولة كوريا الديمقراطية الشعبية (ليس لها من اسمها نصيب)، تخضع لنظام شمولي يتم  فيه تقديس الحاكم الفرد، مطلق السلطة والصلاحية في أكثر دول العالم انغلاقا وغموضا، حدودا مغلقة وسياحة ممنوعة بالاتجاهين، صفر اقتصاد حر وصفر نشاط صحفي وانقطاع كامل عن الشبكة العنكبوتية.

و الأخرى هي جمهورية كوريا أو ما يعرف بكوريا الجنوبية ليس في اسمها الرسمي كلمة ديمقراطية ولكن نظامها هو نظام ديمقراطي ليبرالي حديث يعمل بشكل كامل، وليس في اسمها الرسمي كلمة شعبية ولكن الرأي العام والنظام القضائي أطاح برئيستها بتهم فساد وحكم عليها هذا العام بالسجن لمدة أربع وعشرون عاما.

هنا كوريا... هنا سامسونغ... هنا هيونداي... سيارات... محطات الكهرباء والطاقة النووية... هنا كوريا الجنوبية أو كوريا التكنولوجية.

قبل أيام التقى الرئيسان الكوريان (الديمقراطيان) من باب الاسم أو من باب  الواقع، وأعلن الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ اون أو كما يطلق عليه التلفزيون الكوري الشمالي بالوريث العظيم؛ اعتزامه التخلي عن السلاح النووي و إنهاء مظاهر العداء، وعزمه عقد قمة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي ( يمتلك زرا نوويا أكبر على مكتبه من ذلك الذي يمتلكه الرئيس كيم).

هنالك العديد من التكهنات و التحليلات لكيفية وسرعة تطور الأمور في شبه الجزيرة الكورية من جميع النواحي السياسية والعسكرية والاقتصادية بعد قمة أصحاب الزر النووي.

وهنالك العديد من الأسئلة التي يمكن طرحها:

الأول، مدى استعداد الرئيس كيم لتقديم تنازلات عسكرية وسياسية قد تحد بشكل تدريجي من وضعه كحاكم فردي مطلق وحول نواياه الصادقة أو رضا آخرين في مؤسسة الحكم عن خطواته السريعة والمجهولة النتائج على الأقل لدى الكثيرين.

والثاني حول مدى رغبة كوريا الجنوبية في استيعاب جارتها الشمالية ودعمها اقتصاديا، والآثار الاقتصادية والاجتماعية لإعادة الإعمار والتي لا يمكن مقارنتها بالتجربة الألمانية؛ بسبب اتساع الهوة الاقتصادية والاجتماعية بين الكوريتين مقارنة بالنموذج الألماني.

إن مقارنه بسيطة بين الكوريتين في مجال الناتج الإجمالي المحلي تجعلنا نجد أن حجمه في كوريا الجنوبية هو 1500 بليون يعادل  60 ضعف الشمالية ( 28 بليون دولار).

وهنا نرى ثمن الانغلاق الباهظ... ثمن توقف الزمن...

ثمن وقوع البلاد بين مطرقة الاستبداد وسندان المعادلات الدولية...