السبت  18 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

"نيويوركر" تكشف تاريخ العلاقة السرية بين إسرائيل والإمارات

2018-06-12 09:59:59 PM
محمد بن زايد

 

الحدث العربي والدولي

 

كشفت صحيفة "نيويوركر" عن تاريخ العلاقة بين إسرائيل والإمارات المتحدة، التي تقول إنه يمكن إرجاعها إلى سلسلة من الاجتماعات في مكتب غير محدد في واشنطن العاصمة، بعد التوقيع على اتفاقيات أوسلو.

وتضيف أنه في وقت مبكر من ولاية بيل كلينتون الأولى، أرادت الإمارات شراء طائرة مقاتلة F-16 متقدمة من الولايات المتحدة، لكن المسؤولين الأميركيين والإماراتيين كانوا قلقين من أن إسرائيل ستحتجّ.

ويوضح الكاتب أنه حينما سئل جيريمي إيساكاروف، وهو دبلوماسي إسرائيلي يعمل في السفارة الأميركية في واشنطن، عما إذا كانت حكومته ستواجه مشاكل في البيع المقترح، كان موقفه ملتبساً، وقال لنظرائه الأميركيين إن الإسرائيليين أرادوا الفرصة لمناقشة الأمر مباشرة مع الإماراتيين، لمعرفة كيف ينوون استخدام الطائرات الأميركية.

ويضيف أن ساندرا تشارلز، المسؤولة السابقة في إدارة جورج بوش الأب، التي كانت تقوم بأعمال استشارية في ذلك الوقت لصالح ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، عملت على تقديم الطلب بشأن اجتماع محتمل.

وكجزء من عملها مع الإمارات، قدمت تشارلز المساعدة إلى جمال السويدي، وهو أكاديمي إماراتي، قام في عام 1994 بإنشاء مركز أبحاث مدعوم من قبل الحكومة في أبوظبي يطلق عليه مركز "الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية"، وتأسس المركز "للبحث العلمي والدراسات حول القضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية"، ولكنه أصبح قناة اتصال مع إسرائيل، بحسب ما تقول الصحيفة.

وتشير بعد ذلك إلى سلسلة من اللقاءات بين مسؤولين إسرائيليين وإماراتيين، بمباركة من بن زايد، لكن ذلك حدث خارج السجل، وبشكل غير رسمي، حسب نيويوركر، بحيث يمكن للإسرائيليين والإماراتيين أن يقولوا "لم يحدث اللقاء أبداً". 

لم يكن لقاءً لمرة واحدة. لم يتفق المسؤولون الإسرائيليون والإماراتيون على القضية الفلسطينية، لكنهم تبادلوا وجهة نظر حول التهديد الإيراني الناشئ، الذي أصبح أولوية أكبر للزعماء في كلا البلدين، بحسب ما يقول الكاتب، الذي يشير إلى أن رئيس الوزراء إسحق رابين قال لإدارة كلينتون إنه لن يعترض على بيع طائرة F-16.

وتبين نيويوركر أن محمد بن زايد أراد تحديث جيشه الصغير ليتمكن من الدفاع عن نفسه ضد إيران والتهديدات الأخرى. وخلال المفاوضات، علم أن طائرات F-16 ستحتوي على تكنولوجيا إسرائيلية، وكان بعض القادة العرب يرفضون مثل هذه الصفقة، لكن بن زايد لم يهتم، وقال مسؤول سابق في إدارة كلينتون شارك في المفاوضات "إن الإماراتيين أرادوا كل شيء كان لدى الإسرائيليين".

من هذه الاتصالات الأولية وغيرها، ظهرت علاقة تبادل بالمعلومات الاستخبارية، وبالنسبة للإسرائيليين، حسب الصحيفة، كان هذا استثماراً طويل الأجل. يأملون أن تكون الجائزة تطبيعاً للعلاقات.

وبعد فترة وجيزة من تنصيب أوباما في عام 2009، ضمت الحكومتان الإسرائيلية والإماراتية جهودهما لأول مرة للضغط على الإدارة الجديدة لمواجهة التهديد الإيراني بجدية.

وفي شهر مايو/ أيار 2009، أثناء سلسلة من الاجتماعات في واشنطن، التي كانت خاضعة لسيطرة الخلافات حول المستوطنات، حاول نتنياهو، حسب الصحيفة، إقناع أوباما وفريقه بالتركيز على تخفيف عزلة إسرائيل في المنطقة. ووفقاً لمسؤول أميركي كبير كان حاضراً، طلب نتنياهو من وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون إقناع زعماء الخليج باللقاء معه علناً. إذا وافق العرب، قال نتنياهو لكلينتون: "إنه سيظهر لشعب إسرائيل أنه قد يكون هناك بعض المنفعة لإسرائيل من تطبيع العلاقات".

ويلفت المقال إلى أنه بعد وفاة الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز في يناير/ كانون الثاني 2015 فتح ذلك الباب لزعامة قادة سعوديين آخرين، بمن فيهم محمد بن سلمان، البالغ آنذاك من العمر تسعة وعشرين عاماً، الذي أصبح لاحقاً ولياً للعهد، إذ يشير إلى أن بن سلمان يشارك بن زايد وجهات النظر بشأن إيران ومقاربة أقل أيديولوجية للدولة اليهودية. وبدا ذلك واضحاً من خلال حديث بن سلمان خلال لقاء مع قادة أميركيين بأن "إسرائيل لم تهاجمنا أبداً" و"نتشارك في عدو مشترك". وقال بشكل خاص إنه مستعد لإقامة علاقة كاملة مع إسرائيل، حسب نيويوركر.

وتقول الصحيفة إنه لسنوات، كان المسؤولون الأميركيون متشككين في مزاعم إسرائيل حول قدرتها على توسيع العلاقات مع دول الخليج. ولكن في نهاية فترة ولاية أوباما الثانية، علمت وكالات الاستخبارات الأميركية بالمكالمات الهاتفية بين كبار المسؤولين في الإمارات والمسؤولين الإسرائيليين، بما في ذلك المكالمات بين زعيم إماراتي رفيع المستوى ونتنياهو. بعد ذلك التقطت وكالات الاستخبارات الأميركية اجتماعًا سريًا بين كبار المسؤولين في الإمارات والزعماء الإسرائيليين في قبرص.

 

 

المصدر: العربي الجديد