الحدث ــ محمد بدر
كشقت صحيفة هآرتس العبرية أن الإمارات العربية المتحدة استخدمت برمجيات تجسس إسرائيلية لتعقب 159 عضواً من العائلة المالكة القطرية، وذلك وفقاً لدعوتين قضائيتين رفعتا مؤخراً في إسرائيل وقبرص، وجاء في الدعوتين، كذلك، أن الإمارات العربية المتحدة استخدمت برنامج Pegasus التابع لمجموعة NSO لأكثر من عام لتعقب المعارضين لنظام الحكم في البلاد وخارجها.
وفي التفاصيل، فإن قادة إمارتيون وافقوا على عرض عرضته عليهم شركة تجسس إسرائيلية، للتجسس على الأفراد من خلال برمجيات ذكية، وأشارت هآرتس أنهم وافقوا على ذلك، ليتجسسوا في وقت لاحق، على الأسرة الحاكمة القطرية، وعلى كتاب سعوديين وقائد الحرس الوطني السعودي، وكذلك على رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري وغيرهم.
وبحسب الصحيفة، فإن هذه الدعاوي القضائية، تم تقديمها من قبل مواطن قطري ونشطاء حقوقيين وصحفيين في المكسيك، حيث قامت الشركة باختراق هواتفهم. ووفقا لمصادر في بنما، فإن الرئيس البنمي استخدم هذه البرمجيات للتجسس على النقاد السياسيين، وأشارت هآرتس إلى أنه تم رفع الدعاوى في "إسرائيل" من قبل علاء محاجنة وأستاذ القانون في جامعة سيتي في لندن.
وتدّعي شركة NSO بأنها تبيع هذه البرمجيات للحكومات من أجل تتبع المجرمين والخارجين عن القانون، ومع ذلك تشير البيّنات أن أحد موظفي NSO قام بالتجسس على مسؤولين حكوميين أجانب وتمكن من تسجيل مكالمات أحد الصحفيين قبل أربع سنوات بناءً على طلب مشغليه، وبكل الأحوال فإن الشركة تنسق أعمالها مع وزارة الأمن الداخلي في "إسرائيل".
كما وأشارت الصحيفة إلى حقيقة أن الإمارات وقّعت عقد شراء البرمجية الإسرائيلية في آب 2013، وبعد عام ونصف من هذا التاريخ، طالبت شركة بريطانية تعمل ضمن المجموعة الإسرائيلية بمبلغ 3 مليون دولار كدفعة سادسة، ما يؤكد أن المبلغ الذي دفعته الإمارات خلال هذه الفترة فقط لا يقل عن 18 مليون دولار لقاء هذه البرمجية، كما وأظهرت رسائل البريد الإلكتروني التي أرفقت بالدعاوي، أن الإماراتيين كانوا ينوون اعتراض ومراقبة المكالمات الهاتفية التي أجراها أمير قطر منذ عام 2014.
وأوضحت الصحيفة أن هذه القضية تكشف عن مدى التعاون الأمني والاستخباراتي بين الإمارات و"إسرائيل"، رغم عدم وجود علاقات رسمية بين الطرفين، كما ألقت الضوء على العلاقة بين الإمارات وحلفيتها السعودية، معلاقة ينتابها الشك والتخوف.
وتأسست NSO في عام 2009، وأشرف عليها 3 رجال أعمال إسرائيليين، كانوا يعملون في وحدة 8200 العسكريّة التي تتبع شعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي، مهمّتها ما يسمى عسكريًا بـ"استخبارات الإشارات"، أي جمع المعلومات الاستخباراتية عن طريق اعتراض الإشارات.