الجمعة  26 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

حضرت المخابرات الإسرائيلية فغادرت المصرية.. لماذا اجتمع نتنياهو بالشاباك قبل الكابينيت؟

2018-10-17 07:58:09 PM
حضرت المخابرات الإسرائيلية فغادرت المصرية.. لماذا اجتمع نتنياهو بالشاباك قبل الكابينيت؟
بنيامين نتنياهو

الحدث ــ محمد بدر

اجتمع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في مكتبه مع ضباط الشاباك الإسرائيلي والأذرع الاستخباراتية للجيش قبل الدخول في اجتماع الكابينيت الذي يعدّ مهما ومصيريا في اتخاذ أي قرار تجاه قطاع غزة. يأتي اجتماع نتنياهو مع الشاباك والاستخبارات العسكرية للوقوف على هوية من أطلق صواريخ بئر السبع وغوش دان، وما الأهداف التي تريد المقاومة أن تجنيها من إطلاق هذه الصواريخ، لتحديد شكل الرد بشكل يتفادة تحقيق أهداف العدو.

عمليا، كان نفي المقاومة اليوم لإطلاقها الصواريخ غير مقنع للأوساط الأمنية الإسرائيلية، مواصفات الصاروخ ودقته وطبيعة التواجد الأمني لحماس على الحدود، يضع علامات استفهام كبيرة على نفي المقاومة. ذهب بعض من المحللين الإسرائيليين للقول إنها معادلة جديدة من قبل المقاومة في غزة على طريقة الهجمات التي تنفذها إسرائيل ضد إيران في سوريا (بدون إعلان ولكن بدلالات واضحة).

لذلك فإن الأهم لدى الإسرائيليين الآن دراسة القصف الليلة ضمن عدة أسئلة إشكالية: السؤال الأول: هل هو بالون اختبار من قبل الجهاد وحماس لشكل جديد من العمل (قصف دون تبني من أجل خلق مخرج للحكومة الإسرائيلية بعدم الرد بقوة). الثاني: هل هو تذكير للإسرائيليين بقدرات المقاومة في منتصف الطريق إلى التهدئة، وبالتالي التفاوض تحت تأثير مشهد فعل الصاروخ التدميري. ثالثا: هل هو تنفيذ لتهديد السنوار بأن منتصف أكتوبر يجب أن يشهد فكا للحصار وإلا فإن المعركة ستكون على الأبواب.

اليوم، قالت صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية إن نفي حركتا حماس والجهاد الإسلامي مسؤوليتهما عن قصف بئر السبع ومحيط تل أبيب، الليلة الماضية، غير مقنع. وبحسب الصحيفة، فإن "الصاروخ المدمر" الذي سقط على بئر السبع، متوفر فقط في ترسانتي حماس والجهاد الإسلامي الصاروخيتين.

واعتبرت الصحيفة أن القصف كان بالتنسيق بين حماس والجهاد، وأن القصف كان بمثابة إجراء للمفاوضات في موضوع التهدئة تحت تأثير النار، ومن أجل فرض "شروط ثقيلة" على "إسرائيل" في عملية التفاوض، خاصة وأن القصف جاء بالتزامن مع وجود الوفد الأمني المصري في غزة.

المشهد الأكثر أهمية، هو ما قاله مصدر إسرائيلي حول إلغاء رئيس جهاز المخابرات المصرية العامة، اللواء عباس كامل، زيارته التي كانت مقررة يوم غد، الخميس، إلى غزة، رغم أن الاستعدادات لاستقباله ظلت جارية حتى قبل ساعة تقريبا من اجتماع الكابينيت، وفجأة يُعلن عن إلغاء زيارته أو تأجيلها، مع العلم أن الشاباك الإسرائيلي بقيادة نداف أرجمان على تواصل مباشر مع وزير المخابرات المصرية، بحسب أكثر من مصدر إسرائيلي.

ونقل المحلل السياسي للقناة العاشرة الإسرائيلية، باراك رفيد، عن مسؤول إسرائيلي أن كامل أرجأ زيارته إلى تل أبيب ورام الله وغزة، إلى موعد آخر، وذلك على خلفية التصعيد العسكري الذي يشهده قطاع غزة منذ صباح اليوم.

بقي أن نشير، أن الموقع الإخباري الإسرائيلي الرسمي "كان"، قال، في وقت سابق من اليوم، إن حركة الجهاد هي من نفذت القصف انتقاما للشهداء الذين ارتقوا قبل عدة أيام على حدود قطاع غزة. وبحسب الموقع، فإنه "بعد قتل الجيش الإسرائيلي لسبعة فلسطينيين في مظاهرات على حدود قطاع غزة، خططت حركة الجهاد الإسلامي للانتقام".

وأوضح الموقع أن المخابرات المصرية اتصلت بالأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي وطلبت منه عدم الرد على الجريمة الإسرائيلية، وقالوا له: "نحن في منتصف الطريق للتوصل لاتفاق تهدئة، وفي حال نفذتم أي قصف فإن الرد الإسرائيلي سيكون قاس".

إذا فسر الإسرائيليون قصف الليلة على أنه انتقام لشهداء الجمعة، فإن طبيعة الرد ستكون أقل حدّة منه في حالة أن يكون تفسير القصف على أنه ترسيخ لمعادلات جديدة أو تغطيةً للتفاوض بالنار.