الخميس  28 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

كيف ستنعكس نتائج الانتخابات الأمريكية على القضية الفلسطينية؟

2020-11-03 11:48:32 AM
كيف ستنعكس نتائج الانتخابات الأمريكية على القضية الفلسطينية؟
الانتخابات الأمريكية

الحدث - سوار عبد ربه

ساعات قليلة تفصلنا عن نتائج الانتخابات الأمريكية المرتقبة والتي يتنافس فيها كلا من الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب ومنافسه المرشح الديموقراطي جو بايدن. دول كثيرة تترقب نتائج الانتخابات لا سيما دول الشرق الأوسط؛  لما أحدثته الأربع سنوات الماضية من فروقات على مختلف الأصعدة، أبرزها التحالفات بين الدول.

واعتبر المحلل السياسي عبد المجيد سويلم، أنه في حال نجح جو بايدن في الانتخابات "ستكون هناك نتائج مختلفة من زاوية السياسات، وفروقات في الأساليب وسيكون هناك بالفعل تغيّر، قد لا يكون كافيا أو مرضيا لكنه بالمطلق سيكون كبيرا".

وأجمل سويلم الفروقات التي ستحدث على النحو التالي:؛أولا: لا يمكن أن يعود بايدن إلى سياسية ترامب حول الشرق الأوسط ولن يقبل بمعادلة السلام مقابل السلام وستعود الأمور إلى قاعدة الأرض مقابل السلام، ثانيا: "سيعاد الاعتبار إلى حل الدولتين؛ الأمر الذي حاول ترامب بكل الوسائل القضاء عليه في تحالفه مع نتنياهو"، ثالثا: " لن يقبل بايدن بأن تكون عملية التطبيع بهذه الطريقة، أي على حساب الحل وسيحاول الاستفادة من قضية التطبيع من أجل المساهمة في حل الدولتين".

وأضاف المحلل السياسي: "لن يتراجع بايدن عن موضوع السفارة في القدس لكنه سيعيد افتتاح القنصلية ومكتب المنظمة كما سيساعد الأونروا والسلطة الفلسطينية وسيعمل مع المجتمع الدولي بطريقة مختلفة، موضحا أنه سيكون هناك متغيرات يجب ألا نرتهن لها، لكن يجب استثمارها والتعامل معها بقدر ما هو ممكن ومتاح على قاعدة الثوابت الوطنية الفلسطينية".

وكان ترامب قد اعترف بالقدس "عاصمة لإسرائيل" خلال فترة رئاسته ونقل السفارة الإسرائيلية من تل أبيب إلى القدس، كما أوقف التمويل المخصص للأونروا وأغلق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية، إضافة إلى صفقة القرن، ورعايته لمعاهدات التطبيع التي أبرمت بين إسرائيل ودول عربية".

ويرى سويلم أنه في حال فوز ترامب فإن الأمور ستكون صعبة لأن وجود ترامب لأربع سنوات إضافية في البيت الأبيض سيحاول من خلالها فرض الأجندة الصهيو-أمريكية على الشعب الفلسطيني وبالتالي سنواجه المزيد من المشكلات مع فوارق معينة.

وأوضح سويلم أن نرامب سيحاول  استكمال مسلسل التطبيع استعدادا لتوظيفه في مشروع كبير لكن بدون تهور وبلطجة، إضافة إلى أنه لا يحتاج إلى الإمارات والبحرين ولا لأحد وبالتالي ستكون اهتماماته في القضايا الأمريكية وليس في قضية ملف الشرق الأوسط.

وأكد المحلل السياسي أن ترامب لم ينجح في أي ملف خارجي باستثناء ملف الشرق الأوسط وما تبناه من سياسات إسرائيلية، لذا يحاول ابرازه دوما كملف ناجح.

وعلى مدى أشهر، أظهرت استطلاعات الرأي أن المرشح الديمقراطي جو بايدن هو الأوفر حظا للفوز بالانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة.

لكن ترامب لم يتقبل نتائج استطلاعات الرأي، التي اعتبرها "مزورة" حيث تتوقع فوز منافسه الديمقراطي جو بايدن، مبديا ثقته بتحقيق انتصار.

في المقابل أثبتت الانتخابات الأمريكية عام 2016، أن الاستطلاعات يمكن أن تخطئ في توقعاتها، عندما رجحت أن كلينتون ستكون رئيسة الولايات المتحدة لتظهر النتائج الرسمية خطأ الاستطلاعات.

ومن جهتها، قالت المرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون إن "الأمر مختلف هذه المرة"، متوقعة أن يحقق مرشح الحزب الديمقراطي جو بايدن "انتصارا كبيرا" على منافسه الرئيس دونالد ترامب في انتخابات 3 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

ويرى المحلل السياسي عبد المجيد سويلم أن الشعب الأمريكي لن يترك ترامب يعيث فسادا لا في المجتمع الأمريكي ولا خارجه". موضحا أن التوقعات يمكن أن تكون دقيقة هذه المرة لأن ترامب فشل فشلا في موضوع كورونا، وهيبة الرئاسة والدولة لا شك أنها تأثرت كثيرا من وجهة نظر قطاعات واسعة كما أن الحزب الديموقراطي لم يتجمهر بالشكل الذي يتجمهر فيه اليوم.

وتابع: "هذه البهلوانيات والتهور قد يكون مقنع لبعض المتعصبين (البيض) والعصابات والمافيات وأصحاب رؤوس الأموال الذين امتنعوا عن دفع الضرائب طيلة الأربع سنوات، بينما اكتشف الناس الفقراء الذين كانوا يناصرونه بصورة أو بأخرى -لأسباب فكرية أو أمور تتعلق بالجهل- أن اللعبة ليست فكرية ولا تعصبية".

وأوضح المحلل السياسي أن دراسات كثيرة أجريت على المصوتين لترامب أظهرت أن 35% منهم هم من الذين لا يحملون الشهادات الجامعية.

وأشار سويلم إلى وجود تخوفات من قطاعات واسعة في المجتمع الأمريكي بألا يسلم ترامب السلطة وبالتالي يلجأ إلى أساليب غير معتادة تتجاوز الدستور وتتجاوز المؤسسات الدستورية.

من جانب آخر قال المحلل السياسي إنه ليس بالضرورة أن تكون استطلاعات الرأي انعكاس للواقع وهناك هوامش كبيرة للخطأ تصل إلى 5%، ولا يوجد ضمانة بأن ترامب سيسقط وبايدن سينجح ولكن الأرجح أن بايدن حظوظه أكبر في التصويت الشعبي.

وستكون انتخابات الرئاسة الأمريكية 2020، هي الانتخابات الـ59 للولايات المتحدة التي تعقد كل أربعة أعوام، والتي من المتوقع أن تظهر نتائجها اليوم الثلاثاء.