الجمعة  17 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

صحيفة إسرائيلية تعترف: حزب الله وحماس والجهاد ردعوا إسرائيل

2018-11-26 12:05:00 PM
صحيفة إسرائيلية تعترف: حزب الله وحماس والجهاد ردعوا إسرائيل
قوات حزب الله (أرشيفية)

 

الحدث ــ محمد بدر

قالت صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية إن التطورات الأمنية في الشمال والجنوب تتطلب الاهتمام والتحضير من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي والأذرع الأمنية الإسرائيلية والجمهور الإسرائيلي والحكومة الإسرائيلية.

وعن الجبهة الشمالية، قالت الصحيفة إن تخفيض حرية حركة الطائرات الإسرائيلية في سماء سوريا بعد حادثة إسقاط الطائرة الروسية، جعل من الموقف تجاه "إسرائيل" مخططا ومتعمدا وباردا ومتشنجا، ورغم أن بوتين يتحدث مع نتنياهو بطريقة مهذبة ومؤدبة، إلا أن الضباط الروس في غرف التنسيق التنفيذية بدأوا يتعاملون بصورة مختلفة مع الإسرائيليين.

وأوضحت الصحيفة أن الضباط الروس بدأوا يطلبون معلومات أكثر دقة عن نشاطات الجيش الإسرائيلي قبل تنفيذها، كما ونشروا أنظمة دفاع جوي متطورة في سوريا كنوع من العقاب للجيش الإسرائيلي على نشاطه الذي تسبب بإسقاط الطائرة الروسية.

وبحسب الصحيفة، فإن الساحة التي يقصدها نتنياهو عند الحديث عن "التضحية الضرورية" هي على ما يبدو لبنان. لقد أصبحت لبنان مركز الثقل العسكري الإيراني المنظم، خاصة مع الصعوبات التي واجهتها إيران في بناء قواعد عسكرية في سوريا، ولكنه في نفس الوقت أنشأ وجودا عسكريا سريا لحزب الله في مرتفعات الجولان.

وقالت الصحيفة إن لحزب الله علاقات جيدة مع سكان مرتفعات الجولان، وخاصة الدروز، ولذلك فإنه -حزب الله- يتقن إدارة خلق الجبهة المعادية لـ"إسرائيل" في الجولان، من خلال نشاطات سرية، وبذلك تصبح "إسرائيل" أمام جبهتين خطيرتين؛ واحدة في لبنان وأخرى في الجولان.

وترى الصحيفة أن الأزمة والقضية الأخطر هي القرار الذي اتخذ على ما يبدو في إيران لإنشاء مجموعة من المصانع العسكرية في لبنان، والتي ستساهم في تحسين دقة الصواريخ التي يمتلكها حزب الله. حاول الإيرانيون في البداية رفع مستوى دقة صواريخ حزب الله بإرسال صواريخ دقيقة من إيران جوا إلى سوريا ومن هناك براً إلى لبنان. لم تنجح هذه المحاولة لأن "إسرائيل" أحبطت العمل بهذه الطريقة.

وتضيف الصحيفة: "ثم حاول الإيرانيون إنشاء مصانع للصواريخ الدقيقة في سوريا، باستخدام مرافق الصناعات العسكرية السورية. هذا الجهد أيضا تم إحباطه إلى حد كبير من قبل "إسرائيل". ثم جاء بعد ذلك قرار قاسم سليماني ببناء المصانع في لبنان، على افتراض أن إسرائيل لن تجرؤ على مهاجمة منشآت حزب الله في لبنان خوفا من الانتقام والحرب.. وهذا التفكير والاعتقاد الذي على أساسه بنيت المصانع في لبنان، له أساس دقيق. هناك حالة من الردع المتبادل بين حزب الله في لبنان وتمتنع إسرائيل عن قصف أهداف في لبنان، خوفا من أن ذلك قد يؤدي إلى حرب شاملة، لكن هذه الصواريخ قد تحمل تهديدا وجوديا لإسرائيل".

وتتابع الصحيفة: "من المحتمل أن تتحدى الصواريخ الدقيقة بطاريات القبة الحديدية ومقلاع داوود، وقد تتسبب في النهاية في إحداث دمار كبير في الجبهة الداخلية الإسرائيلية. ولكن ومع بناء حزب الله لمصانع الصواريخ، فإن إسرائيل تواجه الآن معضلة: إما الهجوم أو عدم الهجوم".

وتؤكد الصحيفة أن الوضع في الجنوب مشابه، فقد انتهت الجولة الأخيرة بشكل سيئ في المنظور الإسرائيلي. لقد تعرض الردع التكتيكي للجيش الإسرائيلي في ميدان غزة إلى تقويض شديد بعدما بدأ الفلسطينيون بإطلاق الصواريخ بكثافة، بالإضافة لاستهداف حافلة عسكرية بصاروخ كورنيت، وما يجعل هذه الجولة قاسية هو تعمد حماس لاستهداف أرواح الجنود والمستوطنين.

وقالت الصحيفة إن المواجهة بين القوة الإسرائيلية الخاصة وعناصر كتائب القسام كان من المفترض أن تنتهي بخسائر متبادلة، لكن حماس والجهاد الإسلامي صمموا على أن يكون المستوطنون ضمن خط النار، كما وثبت أن حماس والجهاد الإسلامي ليس لديهم ما يقلقهم في حال اندلعت مواجهة مفتوحة مع الجيش الإسرائيلي.

وبالعودة للشمال، تقول الصحيفة إن قادة حزب الله والإيرانيين استنتجوا أن القادة الإسرائيليين لا يريدون الحرب، وأن جرأتهم تشكل بالتالي تهديداً لأمن "إسرائيل واستقرارها". والسؤال الملّح إسرائيليا: ما هو سر سكوت المستوى السياسي والأمني والعسكري في "إسرائيل" على كل هذه المتغيرات المحيطة؟ وما هي قيمة الرهان على الوقت؟.