الأحد  28 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ما علاقة الضفة الغربية بزيارة قيادة حركة الجهاد الإسلامي لإيران؟

2019-01-02 01:16:27 PM
ما علاقة الضفة الغربية بزيارة قيادة حركة الجهاد الإسلامي لإيران؟
سرايا القدس التابعة لحركة الجهاد (ارشيفية)

 

الحدث- إبراهيم أبو صفية

بعد شهرين على الانتخابات الداخلية لحركة الجهاد الإسلامي، وتشكيل المكتب السياسي للحركة بقيادة زياد نخالة، حطت أقدام الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي وأعضاء المكتب السياسي للحركة في العاصمة الإيرانية طهران، كأول زيارة له بعد انتخابه.

وتأتي هذه الزيارة في ظل جملة من المعطيات الداخلية والإقليمية، تحديدا في ظل انهيار الموقف العربي في وحل التطبيع، وفشل التسوية السياسية مع الاحتلال، وكذلك فشل تفاهمات المصالحة بين حركتي حماس وفتح، وصورة الضفة المسلحة التي أعادت لأولويات الفصائل الفلسطينية المقاومة وبعض دول الإقليم كإيران، في ظل الانتصارات التي يحققها محور المقاومة.

وأكد الأمين العام للجهاد في خطابه في إيران، بأن المقاومة أصبحت تشكل مقاومة كبيرة في مواجهة المشروع الصهيوني، و أن توازن الرعب الذي خلقته في المنطقة لم يحصل من قبل وهي تسجل حضوراً قويًا في الميدان.

وأشار النخالة إلى الضفة الغربية قائلاً "نحن أمام احتلال حقيقي وواقعي في الضفة الغربية من قبل الكيان ومستوطناته"، لافتاً إلى أن مشروع الجهاد والشعب الفلسطيني في الضفة الغربية هو مقاومة الاحتلال شعبيًا وعسكريًا وبالأعمال الفردية إضافة لتوحيد المشروع الوطني الفلسطيني".

وبين أن هدف جميع مشاريع التسوية واحد، وهو حماية الكيان الصهيوني، مشيراً إلى أن كافة هذه المشاريع فشلت لأنها لم تحقق الحد الأدنى من أهداف الشعب الفلسطيني، لافتًا إلى أن الدول العربية فشلت في الإجابة على موضوع وجود "إسرائيل" في المنطقة، وأن التطبيع مع الاحتلال خرج في الآونة الأخيرة إلى العلن.

وشدد على أنه لدى قوى المقاومة ومحورها برامج وخطط في مواجهة العدو، وأن هناك تنسيقا استراتيجيا بين فصائل المقاومة بغزة، سيعمل على تعزيز الغرفة المشتركة للمقاومة.

وعقب القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الأستاذ داود شهاب لـ"الحدث" أن هذه الزيارة ليست الأولى للحركة بعد الانتخابات الداخلية، ولكن الذي أكسب الزيارة هذه أهميتها هو وجود الأمين العام على رأسها. حيث زارت الحركة إيران في الشهرين الأخيرين وشارك أعضاء من المكتب السياسي في مؤتمرات ولقاءات هامة عقدت في إيران ومن أهم تلك المشاركات كان الحضور والمشاركة في مؤتمر الوحدة الإسلامية في نوفمبر الماضي.

وأضاف أن الجهاد ينظر بأهمية كبيرة لدور إيران ومواقفها المؤيدة للقضية الفلسطينية في كل المحافل الدولية، مشيرًا إلى موقف المندوب الإيراني في الأمم المتحدة خلال جلسة التصويت على مشروع القرار الذي قدمته الولايات المتحدة لإدانة المقاومة الفلسطينية قبل أسبوعين.

وقال شهاب: "إننا نرى بأن تعزيز العلاقة مع إيران سيكون له أثار إيجابية مهمة على صعيد تقوية الموقف الفلسطيني في المحافل المختلفة والاستفادة من الدور الإيراني إقليميا ودوليا، والزيارة سيكون لها أثر إيجابي لتعزيز المقاومة ودعم الصمود الفلسطيني خاصة وأن إيران استعدت لرعاية شهداء مسيرات العودة وأيضا استعدادها لعلاج الجرحى".

وقال إن التنسيق بين القوى الحية والقوى المقاومة مع القوى والفصائل الفلسطينية المقاومة هو تنسيق مهم والعمل على تطوير هذه العلاقة سيكون له أثار واسعة خاصة في مجابهة التطبيع الذي تتسارع وتيرته هذه الفترة، وهناك عامل آخر مهم وهو مجابهة الإجراءات الأمريكية الهادفة لحصار حركات المقاومة وعزلها من خلال الإرهاب الذي تمارسه أمريكا في ملاحقتها لكل من يدعم المقاومة والحقوق الوطنية الفلسطينية.

وأكد شهاب أن تحريك جبهة الضفة وتقويتها من المهمات والأولويات القصوى لدى حركة الجهاد الإسلامي وهو مهمة إستراتيجية في سلم إدارة الصراع مع الاحتلال، مشيرًا إلى أن أهداف المواجهة في الضفة حاضرة وهي أهداف واقعية ومنطقية وشرعية وقانونية، لذا الحركة وكل فصائل المقاومة تولي هذا الموضوع أهمية بالغة، ونحن نعمل بكل جد وجهد لتحقيق ذلك على جميع المستويات كون المعركة في الضفة والقدس معركة مصيرية.

وفي ذات السياق قال الكاتب والمحلل السياسي حسن عبدو لـ "الحدث"، إن هذه الزيارة جاءت في ظل التحديات التي يواجهها الشعب الفلسطيني بعد القضاء على طموحات الشعب الفلسطيني من قبل القيادة "الأمريكية والهيمنة الإسرائيلية"، حيث إن هذه الزيارة تعبر عن موقف مشترك ضد الاحتلال وضد النظر إلى "إسرائيل " على أنها دولة طبيعية في المنطقة، وتجسيدًا للتحالف القائم بين محور المقاومة.

وأوضح عبدو أن المحور أحرز انتصارا في سوريا والعراق ومنع تفتت سوريا وبقاءها دولة متماسكة، وفي المقابل فشل المشروع الأمريكي التفتيتي. مبينًا أن هذا المحور اليوم يشعر بالانتصار الذي أحرزه منذ معركة حلب وهذه المعركة مفترق لانتصار محور وهزيمة لآخر، والذي هُزم يعاني اليوم من التصدع والانهزام والتراجع وقد وضح ذلك بالانسحاب الأمريكي من سوريا، وما يحصل في دول الخليج اهتزازات في سياساتها.

وبين أن هذه الزيارة تعبير واضح من حيث الدلالة على وقوف إيران إلى جانب القضية الفلسطينية ودعم مقاومتها ماديًا وعسكريًا، دون أن تشعر إيران بالحرج، واستعدادها لتحمل كل تابعيات الدعم.

وحول خطاب الأمين العام زياد نخالة وإشارته إلى أن المعركة القادمة سيشارك فيها كل المحور، بين عبدو أن زياد نخالة يقصد أن جغرافية المعركة مع الاحتلال لم تعد كما في السابق، ولم تعد تقتصر فقط على حزب الله في لبنان. مشيرًا إلى ما أشار إليه السيد حسن نصر الله، أن المواجهة المقبلة سيشارك فيها عشرات الآلاف من المقاتلين الذي سينضمون للجبهة ضد الاحتلال إذا ما سعى الاحتلال لفتح هذه الجبهة.

وأردف أن هذه الزيارة هي انعكاس واضح لخيار المقاومة في ظل فشل أي تسوية سياسية، مشيرًا إلى أن الدعم المقصود الآن هو للضفة الغربية والقدس وفتح جبهة جديدة في مواجهة الاحتلال.

وأشار عبدو أن الزيارة ستنعكس إيجابيًا في العلاقة بين إيران والحركة، وخصوصًا أن هذه الزيارة من قيادة منتخبة وفيها انسجام واضح في مواقفها، وهذا يعزز الروابط الداخلية، إضافة إلى زيادة الدعم الذي تأمل إليه حركة الجهاد من إيران والمحور.