الخميس  02 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

محللون وخبراء يتنبأون بما ستؤول إليه الأمور فلسطينيا وإسرائيليا في 2019

2019-01-06 07:12:25 AM
محللون وخبراء يتنبأون بما ستؤول إليه الأمور فلسطينيا وإسرائيليا في 2019
محللون وخبراء يتبأون بما ستؤول إليه الأمور فلسطينيا وإسرائيليا في 2019

الحدث - إبراهيم أبو صفية

طويت صفحات عام 2018 وهي تحمل في طياتها الآمال التي يسعى إليها الشعب الفلسطيني منذ نكبته عام 1948 وقبل ذلك أيضًا، إلا أنها أبت في نهايتها إلا أن تعطي صورة قد تكون استشرافًا لما سيكون في العام الجديد، واستقراءًا لما ستؤول إليه الأمور في الساحة الداخلية الفلسطينية، وما يتعلق بها في دول المحيط.

مراقبون: الانقسام الفلسطيني مستمر، واليمين " الإسرائيلي " يحسم مسائل مصيرية تخص القضية الفلسطينية.

بيّن مراقبون للشأن السياسي الفلسطيني، أن حدوث أي تغير درامتيكي مبني على بناء ائتلاف حكومة الاحتلال وأن من سيقود "إسرائيل" ما بعد شهر 4، فإذا استمر اليمين الإسرائيلي سيكون عامًا حاسمًا في العلاقة مع الاحتلال وربما نشهد تصعيدًا على أكثر من جبهة، أما اذا اعتلى الحكم أحزاب الوسط أو اليسار مع ضعف المشهد لصعودهم ربما نشهد طرح حلول سياسية، وخصوصًا أن هناك صفقة " أمريكية " تم تأجيلها  لما بعد الانتخابات " الإسرائيلية.

"إن تشكيل الحكومة الإتلافية سيكون يمينية متطرفة سواء بقيادة نتنياهو الذي تشير الإحصائيات أنه سيستمر في الحكم أو من سيخلفه من اليمين، سينعكس بمزيد من الإجراءات على أرض الواقع"، كما أوضح الخبير في الشأن الإسرائيلي عامر خليل.

وأضاف خليل لـ" الحدث " أن تطورات مهمة ستحصل عقب إجراء الانتخابات " الإسرائيلية " بتاريخ 9/4/2019 وعودة اليمين للحكم، حيث ستستمر السياسات الاستيطانية في الضفة والقدس، وصولاً لحسم الوجود الفلسطيني من خلال تطبيق السياسات التهويدية الاستيطانية  وابتلاع الأرض، مشيرًا إلى أن 61% من الضفة الغربية التي تقع تحت تصنيف " ج " سيعمل الاحتلال على ضمها لكيانه وهذا ما ينادي به اليمين الجديد بقيادة نفتالي بينت.

وقال خليل " إن الخطر الأكبر سيقع على القدس، وخصوصًا إذا ما سعت "إسرائيل" إلى  ترسيخ العمل الواقع في المسجد الأقصى من زيادة عدد المقتحمين، وصولاً لإنشاء كنيس يهودي في ساحات الأقصى تمهيدًا لهدمه وبناء الهيكل المزعوم".

وبين أن هذه السنة ستكون ذات شأن مهم، خصوصًا مستقبل الأرض والسكان في خطر واضح وحقيقي، وهذا يتطلب من الفلسطينيين إعادة النظر في الواقع السياسي الذي يعيشونه، لافتًا أن الاحتلال واليمين " الإسرائيلي " يريد استكمال مخططاته في ظل " الإدارة الأمريكية بقيادة ترامب الذي عمل على إعلان القدس عاصمة للاحتلال.

وأردف أن الإدارة الأمريكية تعمل على تحويل القضية الفلسطينية من خلال خطتها المزعومة " صفقة القرن" إلى قضية ذات بعد اقتصادي وإنساني، وإعطاء دويلة في غزة وشكل من الحكم في الضفة.

وأشار خليل إلى أن السلطة الفلسطينية لن تصمد أمام الإجراءات التي سينفذها " الإسرائيلي "، وأننا أمام مواجهة سياسية صعبة وكذلك شعبية  وأن الأمور قد تذهب للأشتباك الشعبي ونقل مثلا تجربة مسيرات العودة في غزة إلى الضفة، حيث أنها بإمكانها أن " تمغص " حياة المستوطنين وتربك أعمالهم.

وبدروه قال الكاتب والمحلل السياسي عمر عساف لـ" الحدث " إن عام 2018 شهد تراجعا في مكانة القضية الفلسطينية على الصعيد المحلي والدولي، ورغم ان صفقة القرن لم تشق طريقها لكن ظلت إمكانيات العودة للمفاوضات مطروحة من قبل القيادة الرسمية.

وأضاف أنه على الصعيد العربي ما زال الارتباط وثيقًا بين القيادة الرسمية والنظام الرسمي العربي وبشكل خاص الخليجي الذي يواصل التطبيع مع سلطات الاحتلال من خلال زيارات الوفود المتبادلة بما فيها نتنياهو وانخراط هذه الدول في مشروع صفقة القرن.

وقال عساف " إن العام الجديد ٢٠١٩ لا يحمل على الصعيد المحلي بوادر إيجابية، وأن الرئيس عباس وفريقه مصرون على اخضاع الجميع لنهج اوسلو والتنسيق الأمني الذي جلب لشعبنا دمارا وتراجعًا في مكانة القضية، كما لا توجد بوادر على اَي توجه نحو استعادة الوحدة والانشغال  بمصالح شخصية أو فئوية مع صراع اعتقد انه سيتصاعد حول الشرعية والتمثيل" على حد وصفه.

وبين أن الانتخابات التشريعية لن تجري هذا العام،  وسيتم تسويق المجلس المركزي بديلاً للمجلس التشريعي تحت يافطة بناء مؤسسات الدولة وهذا سيعزز دور حركة فتح وتعزيز التفرد دون أي شراكة مع أحد. مشيرًا إلى أن صراعًا سيحدث  على خلافة الرئيس  محمود عباس والخشية أن يتخذ هذا الصراع مظاهر العنف بين الأجنحة المتصارعة، لافتًا إلى أن " إسرائيل وأمريكا" سيكون لهم كلمة الفصل في هذا الصراع.

وأشارة عساف إلى أن هناك وسيلة وحيدة لكي يتجنب الفلسطينيين هذا الصراع وهي استمرار  وتصعيد مسيرات العودة من جهة وتصعيد المقاومة في وجه الاحتلال في مناطق الضفة الفلسطينية لأن مقاومة جادة في وجه الاحتلال تستطيع ردع أجنحة الصراع الداخلي على الخلافة وقد تجبر على الدفع باتجاه البحث عن إمكانيات المصالحة.

وأوضح عساف  أن  الانتخابات " الاسرائيلية " ستنعكس على القضية  الفلسطينية بترسيخ انسداد أفق التسوية، ولن يكون هناك أي آفاق لإستئناف المفاوضات حيث تنشغل الساحة الصهيونية كما الفلسطينية في مشاكلها الداخلية، وعلى صعيد العدوان على لبنان أو سوريا أو غزة فلن تكون رهنًا بالانتخابات بل بالخشية من الخسائر  التي تتكبدها اسرائيل وإمكانية تحملها لإنفجار الأوضاع في الإقليم.

 

وفي ذات السياق بين الكاتب والمحلل السياسي أشرف عكة، أن أي حدث دراماتيكي محكوم الأن بالتبدل والتغير في الساحة السياسة " الإسرائيليةوجراء الانتخابات في شهر 4، إضافة لعامل التغير والتبدل في الإدارة الأمريكية سواء بعزل ترامب أو بقائه، مشيرًا إلى أن هنالك خطة كبرى تسعى الإدارة الأمريكية تمريرها.

وأوضح عكة لـ" الحدث " أن صفقة القرن لن تلقى القبول فلسطينيًا، ولا يوجد أدوات دولية قادرة على تحقيق اختراق ما لتحقيقها، وخصوصًا في ظل رؤية " إسرائيلية " تحمل شعار لا عودة ولا قدس ولا سيادة وغيرها .. وهذا يشكل حائلاً بهذا الاتجاه.

وقال إن حراكًا سياسيًا دبلوماسيًا سيتبلور في أواخر العام من الصين وروسيا وأروبا اتجاه التسوية في المنطقة وأن هذه الدول لن تقبل انهيار حل الدولتين. مضيفًا أن التّغير في المشهد " الإسرائيلي " ودور المعارضة " اليسار " قد يدفع لحراك سياسي في شكل مؤتمر دولي ومرجعية دولية متعددة الأطراف.

واستبعد عكة من أي تصعيد وحروب على قطاع غزة نتيجة ثلاثة عوامل، الأول الرأي العام الدولي لا يدعم هذا التحرك، ثانيًا الأولويات الإسرائيلية من تحجيم دور إيران في المنطقة، وخيرًا أن حماس تضمن حالة من الهدوء مقابل الانفراجات المالية، وأن مسيرات العودة لم تشكل خطر استراتيجي على الاحتلال.

وأشار إلى استمرار الانقسام الفلسطيني، وبقاء الأمر على ما هو عليه من تجاذبات سياسية واعلامية ولا حراك فعلي للمصالحة، إضافة لعدم وجود انتخابات تشريعية، وربما يحصل استنساخ للمجلس الوطني، لأن أي انتخابات تحتاج لموافقة " أسرائيلية - دولية" ولا قدرة حقيقية لإجراءها في القدس. لافتًا إلى أنه قد يكون في منتصف العام حراك أردني-مصري يدفع باتجاه المصالحة ورأب الصدع الداخلي الفلسطيني وهذا محكوم بعوامل كثيرة منها " الانتخابات  الإسرائيلية" وما ستفرزه على الساحة.