السبت  04 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الأكثر عرضة للاضطرابات النفسية والاجتماعية من يأتون من أسر مفككة

2019-10-08 11:15:15 AM
الأكثر عرضة للاضطرابات النفسية والاجتماعية من يأتون من أسر مفككة
تعبيرية

 

  الحدث- سوزان الطريفي 

ما قبل الطلاق هناك خطوات عدة على كل زوجين وصل بهما المطاف إلى الانفصال وإنهاء حياتهما الزوجية اتباعها، من إعطاء نفسيهما فرصة للتراجع إن أمكن، والأهم في هذا الانفصال ما بينهم من أطفال فهم الحلقة الأضعف في هذه الحالة، فالأثر النفسي والاجتماعي والاقتصادي الذي يعيشونه لا يفارقهم ويكبر معهم ويؤثر على مستقبلهم.

وعن تفاصيل هذه الأثار، قالت الأخصائية الاجتماعية في جمعية الصديق الطيب عفاف ربيع إن قرار الانفصال النهائي يسبقه خطوات عدة على كل زوجين التفكير بها وتطبيقها، وأهم هذه الخطوات الأطفال، فهم أساس هذا الطريق ويجب الاتفاق سويا مع أولادهم على هذا القرار، وما قبل مرحلة الانفصال النهائي يفضل إعطاء أنفسهم فرصة والابتعاد فترة، ورؤية المشكلة بعيدا عن الضغط وأخذ إجازة من هذه الإشكالية، ففي غالبية الأحيان يكون اتخاذ القرار بعيدا عن الموضوعية، ويمكن الحد من المشكلة أو تجاوزها أو المساعدة من طرف ثالث؛ فكثير من الأطفال يكون لهم دور في تقريب العلاقة ما بين والديهم الذين يريدون الانفصال، لكن في النهاية يبقى قرارهم، ولكن يجب عدم إشراك الأطفال في ما حدث، ويجب التركيز على ضرور وجودهم ما بين الطرفين.

آلية إخبار الأطفال قرار الانفصال

وتابعت ربيع "يفضل عند إخبار الأطفال بقرار الانفصال الجلوس كليهما كعائلة مع أطفالهم واختيار مكان مريح، وانتقاء الكلمات وعدم الإساءة لبعضهما وتحمل غضب بعضهما عند الحديث عن سبب الانفصال، فاختلاف الزوجين لا ذنب للأطفال به ولا يجب إشراكهم بالإشكاليات الحاصلة، وعدم الإظهار بأن أحدهم أفضل من الآخر ومحاولة شد الأطفال إلى جانبه، لأن الأطفال بينهم إلى نهاية العمر وما يشاهدونه سيرسخ في عقولهم عن قدوتهم في الحياة، وإذا ما كانت أعمارهم صغيرة يفضل عدم إخبارهم مرة واحدة عن الانفصال للأبد، وأن العلاقة ما بين أمهم وأبيهم ستستمر فقط ما سيحدث هو انفصال مكاني وأنهم لا يستطيعون الاستمرار سويا وهذا لمصلحتهم ولخوفهم على أطفالهم، ومن الممكن ترتيب سفر إذا ما كانت إمكانياتهم تسمح لتعزيز فكرة الانفصال وأنها ليست نهاية العالم ولا حرب ونحن لسنا أعداء، وهذا القرار من أجل البناء وليس الهدم، وإخبارهم باستمرار التواصل في حال وجودهم مع الأم أو الأب".

ما بعد الطلاق الأفضل مع الأم أم الأب!

وأضافت ربيع "ليس من ناحية شرعية أو قانونية إنما من ناحية نفسية واجتماعية وبيولوجية الأفضل بقاء الأطفال مع الأم، فنحن نرى الدور الذي تلعبه الأم والإرباك الذي يحدث على حياة الطفل عند وجودها وبعد غيابها فهي تأخذ أدوارا عدة، والأب عند غيابه لا يشعر الطفل بنقص الاحتياج في بعض الحالات، لأن سمات الأم النفسية والبيولوجية أقدر على التعامل مع احتياجات الأطفال، لكن بتوفير بيئة آمنة للأم من سكن وعدم تذمر الأهل، وأن لا يتشتت الأطفال بحيث يكون هناك اتفاق مسبق، فإذا كانت الأم غير قادرة على هذا الحمل والأب أقدر على توفير الحماية والرعاية يأخذ هو الأطفال، لكن المتعارف عليه من خلال علاقتنا بالأسر مع الأم دائما، وهذا لا يعني انفصال الأب نهائيا عنهم، وكلما احتاج الطفل لأحدهم يأتي فورا لرؤية وسماع طفله.

 وأتنمى أن تنشر هذه الثقافة ولا يعتبر بعضهم الآخر عدو، فهم في يوم من الأيام كانوا تحت عرش واحد ومروا بمحطات جميلة وكونوا أسرة، وهذا حتى لا يعتقد الأطفال أن كل الحياة سيئة وهذا يؤثر على نموهم واتجاهاتهم نحو الزواج والعلاقات الأسرية".

وأضافت: "نادرا جدا ما نسمع عن حالات اتفاق مسبق للانفصال، دائما نجدهم في المحاكم وفي إشكاليات النفقة والاحتياجات المادية التي تكسر الطرف الآخر، وأجواء الطلاق تنعكس بشكل سلبي على أمن الأطفال النفسي والاجتماعي ومهددة للاستقرار، وأيضا الأثر التربوي والأكاديمي على الأطفال وتدني تحصيلهم الدراسي والهروب من المدرسة".

 وختمت ربيع حديثها "رسالة إلى جميع الآباء والأمهات أنتم لستم أعداء بعض، ولا تجعلوا أطفالكم في صفكم وزرع الكراهية بينهم، فالأكثر عرضة للاضطرابات هم من يأتون من أسر مفككة، ولخلق أطفال أسوياء يجب الابتعاد عن كل هذا الخطاب الذي يؤدي إلى الحقد، واستغلال الأطفال في هذه القصص وهذا ما نلاحظه بشكل كبير على الأسر التي تأخذ قرار الطلاق، لكن اليوم الطلاق أكثر تقبلا خاصة أن بعض الفتيات أصبحن أكثر استقلالية ويمكنهن تحمل المسؤولية، ولذا على كل فتاة أن تكون محصنة اجتماعيا واقتصاديا لتحدي الإشكالات التي قد تواجهها مستقبلا".