الحدث- رفح- محمد مصطفى
أكد مواطنون يقطنون قبالة الشريط الحدودي الفاصل بين الأراضي المصرية وقطاع غزة جنوب مدينة رفح، أن قوات من الجيش وحرس الحدود المصري، مدعومة بجرافات ومعدات حفر ثقيلة كثفت خلال الأيام القليلة الماضية من إجراءاتها الأمنية، الهادفة إلى ضبط وتدمير ما تبقى من أنفاق تربط بين شطري الحدود.
وقال سكان محليون، إنهم يسمعون يومياً أصوات تفجيرات عنيفة، تنجم في الغالب عن نسف مبان ومنازل منتشرة في الجانب الآخر من الحدود.
إجراءات غير مسبوقة
وأكد الشاب محمود أبو عبيد، من سكان مخيم يبنا جنوب مدينة رفح، أنه يستطيع أن يرى من على سطح منزله المرتفع، والمقابل للمنطقة الحدودية، انتشار كثيف وكبير للآليات العسكرية والجرافات في الشطر المصري من الحدود.
وقال أبو عبيد لـ "الحدث": "يتم يومياً تنفيذ تفجيرات وعمليات حفر مكثفة، كما نستطيع مشاهدة عمليات بحث وتمشيط، هدفها الكشف عن أنفاق تعتقد القوات المصرية وجودها بكثافة في تلك المنطقة".
وتابع: "تم خلال الشهرين الماضيين تدمير وهدم معظم المنازل في الجانب المصري، وتم خلق مساحات كبيرة مكشوفة".
وأوضح أن فتحات الأنفاق في الجانب الفلسطيني مغلقة، والمنطقة الحدودية بأسرها لم تعد تعج بالحركة والنشاط جراء توقف عمليات التهريب.
أما المصور الصحافي الحر محمود بسام، من مدينة رفح، فأكد لـ"الحدث" أنه يرصد بعدسته يومياً تفجيرات عنيفة تدوي في الشطر المصري من الحدود، وتصل آثارها لمناطق جنوب مدينة رفح الفلسطينية.
وأشار بسام، الى أن تدمير المنازل المصرية ينجم عنه دوي انفجارات قوية، وسحابات كثيفة من الدخان والغبار، وأحياناً تطاير للحجارة، وهذا يلحق بعض الأضرار في ممتلكات المواطنين الفلسطينيين.
وأوضح بسام أنه رصد بعدسته من على أسطح بنايات مرتفعة تشرف على الحدود، توسيع وتعميق للمنطقة العازلة، فيومياً تعمل جرافات مصرية على تسوية الأرض، وخلق مناطق مكشوفة تمتد على طول المنطقة الحدودية.
آثار سلبية
وبدا أثر الإجراءات المذكورة واضحاً وجلياً على الأسواق، التي فقدت الكثير من أصناف البضائع والسلع المصرية المهربة، وارتفع أسعار بعضها بصورة ملموسة.
وقال المواطن حازم سليم، والذي يمتلك متجراً صغيراً شرق رفح، لـ "الحدث" إن أسعار بعض أنواع السلع المصرية، خاصة السجائر سجلت أرقاماً قياسية، نظراً لشحها وصعوبة تهريبها، بينما اختفت معظم السلع المصرية الأخرى من الأسواق، مثل المواد الغذائية والوقود والاسمنت وغيرها.
وأكد سليم أنه بات يعتمد في متجره على شراء السلع التي تدخل القطاع من خلال معبر كرم أبو سالم، رغم الفارق الكبير في الأسعار، باستثناء السجائر، التي لازال مصدرها الوحيد الأنفاق.
وكانت مصر أعلنت في وقت سابق، نيتها توسيع المنطقة العازلة، لتشمل مدينة رفح المصرية بأكملها، حيث تقوم السلطات المصرية بنقل سكان المدينة الحدودية إلى مناطق داخل العمق المصري.