الجمعة  26 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

اغلاق 27 مصنعا وتحول 39 من اصحابها وتجار الى النيابة العامة

احتكار بعض السلع والمنتجات ورفع اسعارها منذ بداء جائحة كورونا في الأراضي الفلسطينية

2020-03-29 02:55:56 PM
اغلاق 27 مصنعا وتحول 39 من اصحابها وتجار الى النيابة العامة
كمامات

 

 الحدث - كرمل ابراهيم

كشفت وزارة الاقتصاد الوطني في تصريح خاص بـ"الحدث" عن اغلاق 27  مصنع ومنشأة منذ جائحة فيروس كورونا من بينها خمسة مصانع في مجال التعقيم "الهاي جين" والمنظفات غير مطابقة للمواصفة وتشكل خطر على صحة وسلامة المواطن ورسبت عيناتها جميعها في الفحوصات المخبرية والتلاعب في بطاقات البيان واغلبها تقع في رام الله والقدس، بالاضافة الى 19 مشغل خياطة تعمل بدون ترخيص وتنتج كمامات وملابس واقية مخالفة للمواصفات والمقاييس واغلبها يقع في محافظات الشمال والخليل، واغلاق 3 محال تجارية للتلاعب بالاسعار، وتحويل 39 تاجرا وصاحب مصنع ومنشأة الى النيابة العامة.

سحب عينات من المعقمات لفحصها مخبرياً

وقال مدير عام دائرة حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد الوطني ابراهيم القاضي، ان طواقم الوزارة وبالتعاون مع طواقم وزارة الصحة قامت بسحب حوالي 45 عينة من عبوات المعقمات لفحصها مخبريا والتأكد من التزامها بالمواصفة والتعليمات الفنية الالزامية، مشيرا إلى تعامل طواقم الوزارة مع أكثر من 1100 وردت فقط على رقم 129 شكوى تتعلق اغلبها بارتفاع اسعار المنتجات وخاصة المعقمات وتم اتخاذ الاجراءات اللازمة.

واكد القاضي اغلاق المنشأت الصناعية غير قانونية التي قامت بإنتاج المعقم اليدوي(هاي جين) المستخدمة في التعقيم وتسويقها في بعض المحال التجارية والصيدليات بأسعار مرتفعة باستخدامها بطاقات بيان(مزورة)، كما وتأتي عمليات إغلاقها بالشمع الاحمر نظرا لمخالفاتها المتعددة للقانون والمواصفات واستغلال احتياجات المستهلكين ورفع الاسعار".

واكد ان المصانع الفلسطينية تعمل بطاقة انتاجية كبيرة لتلبية حاجة السوق من المعقمات مع اشهار السعر على العبوة علاوة على قيام الموردين باستيراد كميات كبيرة من هذه الاصناف.

تشكيك المواطنين بجدوى المعقمات واقتنائها لارضاء اطفالهم

وان كانت المواطنة "ام صبحي" لا تؤمن بجدوى معقمات اليدين من خطر الاصابة بفايروس كورونا، فانها اشترتها خوفا وليس اقتناعا بجدواها متشككة بنسبة الكحول المتدنية في تركيبتها، لكنا حرصت على شرائها وان كان ارتفع سعرها بشكل جنوني من سوق تنعدم فيه الرقابة على الاسعار وتتركز فيه الجهود الرسمية على اشهارها وكان هذا الاشهار يمنع الاحتكار ويحمي المستهلك من جشع التجار الحرب او الكوارث او الامراض والفايروسات.

تحاول "ام صبحي" وجميع الامهات طمأنة أطفالهن باقتناء عبوة تعقيم اليدين حتى لو ارتفع سعرها الى مائة شيقل فهن مضطرات لارضاء اطفالهن بشراء العبوة الواحدة بسعر50 شيقل بينما كانت قبل يومين فقط بـ 15 شيقلا، فهن ابدين استعدادهن لدفع اي مبلغ يطلبه التاجر او الصيدلاني مقابل العبوة ليس ايمانا بحمايتها ووقايتها من الاصابة بالفايروس، لا سيما انه تبين ان هناك معامل انتجت مثل هذه المعقمات بطرق غير قانونية ودون رقابة او اشراف لا من وزارة الصحة ولا الاقتصاد الوطني واخرى انتجته بالتدليس وتزوير بطاقة البيان وانما خوفا على اطفالهن وأنفسهن من وباء الفايروس.

اهمية منتجات التعقيم وضرورة استخدامها بشكل صحيح لتعطي نتائج جيدة

ومع تزايد المخاوف من جائحة كورونا، تسابق المستهلكين لتخزين منتجات التنظيف والمطهرات وأدوات تعقيم اليدين، ولكن هل يمكن لهذه المنتجات أن تفعل شيئا لمنع انتشار هذا الفيروس؟

وحسب اصحاب الصناعات الدوائية وبعض الاطباء والصيادلة فان منتجات التعقيم على مختلف اصنافها التي ستقتل الفيروسات الأخرى قد تكون جيدة وذات جدوى وتعطي نتائج ايجابية ضد فيروس كورونا المستجد، فيما لو كانت نسبة الكحول في تركيبتها تزيد على 70% ومع ذلك، فانهم يؤكدون أنه نظرا لأن الفيروس مستجد، فإنه ليس لديهم الكثير من االمعلومات عنه، لايجاد الدواء المناسب له، ومن هنا تأتي اهمية منتجات التعقيم الوقائية ان جاز التعبير والتي يستوجب ضرورة استخدامها بشكل صحيح حتى تعطي نتائج جيدة في الوقاية من الفايروس.

ويتفق جميعهم على حقيقة أن العديد من منتجات التنظيف لديها قدرة على قتل جميع البكتيريا والفيروسات التي تسبب المرض، ولكن ما هو أقل بروزا في الملصقات هو التوجيه لاستخدام ما يكفي من المنتج لتبليل السطح لمدة تصل إلى عدة دقائق، ثم السماح للمنطقة بالجفاف، ما يعني أن هذه المنتجات تعمل عن طريق التواجد على السطح لفترة حتى جفافها عبر الهواء، دون استخدام المناشف للتجفيف، بينما تفترض بعض الأبحاث أن استخدام نفس المنشفة على أسطح متعددة قد ينشر الجراثيم وليس العكس.

وبينما ثبت أن العديد من المنظفات المنزلية تعمل ضد بعض الفيروسات المعروفة، إلا أنه لم يتم اختبارها أبدا حتى الآن ضد هذا الفيروس الجديد أو سلالته المختلفة، ورغم ذلك يمكن للشركات أن تقول إن منتجها قد يكون فعالا ضد ما يسمى بفيروس كورونا المستجد الذي ينتشر بشكل أساسي عبر قطرات الجهاز التنفسي، حتى وإن كانت نتائج ذلك لم تتأكد بعد، علما بأن الفيروسات التاجية هذه يمكن أن تعيش على الأسطح غير الحية لمدة تصل إلى تسعة أيام.

لا نعرف ان كانت هذه المنتجات ذات فاعلية وجدوى في منع اصابة المواطن بفايروس كورونا

واشار رئيس مجلس ادارة شركة القدس للمستحضرات الطبية محمد المسروجي، الى انهم ينتجون المعقمات منذ اكثر من 15 سنة بترخيص من وزارة الصحة وكل صنف ينتجونه يسجل في وزارة الصحة، وقال انه وهو مضمون 100% وتركيبته معروفة.

لكن المسروجي، قال:" لا نعرف ان كانت هذه المنتجات ذات فاعلية وجدوى في منع اصابة المواطن بفايروس كورونا، ولا نقدر ان نحكم الى اي حد يؤثر في مكافحة الفايروس، خاصة انهم لغاية الان لم يكتشفوا شيئا يقتل هذا الفايروس المستجد".

ويؤكد المسروجي، الاقبال الشديد من قبل المواطنين وجمهور المستهلكين على منتجاتهم ومستحضراتهم التعقيمية، الامر الذي دفعهم حسب ما قال الى مضاعفة ساعات العمل والقدرة الانتاجية حيث نبذل جهد اكبر قدر الامكان جراء الاقبال الشديد على هذه المستحضرات من المعقمات والناتج عن خوفهم وليس علمهم بمركباتها ومدى جدواها في المكافحة والحماية".

ونفى المسروجي، بشكل قاطع رفع تسعيرة منتجاتهم من مستحضرات التعقيم، وقال:" لم يتغير السعر نهائيا ولكن بعض مدخلات الانتاج للمستحضر ارتفع سعرها من مصدر التوريد، بسبب ضعف او قلة توفر مدخلات الانتاج".

محاربة الفيروس يعتمد على ارتفاع نسبة الكحول في المستحضر

أما رئيس مجلس إدارة شركة دار الشفاء لصناعة الأدوية د. باسم خوري، فيؤكد ان محاربة الفيروس يعتمد على ارتفاع نسبة الكحول الطبي في مركبات المعقم وهو ما يعتمدونه في انتاج مستحضراتهم، لذلك ونظرا لطلب المواطنين للمعقمات قال خوري:" ضاعفنا طاقتنا الانتاجية وانتجنا من المستحضر احجام صغيرة وكبيرة".

واوضح د. خوري "لاننا نركز حاليا على تصنيع هذه المنتجات المتعددة نظرا لطلب المستهلك الكبير عليها، فاننا اوقفنا خطوط انتاجنا من الاصناف الدوائية الاخرى، ونحاول تركيز عملنا على تصنيع وانتاج المعقمات في اطار محاربتنا للفايروس حتى وان كان على حساب خطوط انتاجنا الاخرى، فحالة الطوارىء التي نعيشها حاليا تتطلب تجنيد كافة الطاقات والقدرات في سبيل التصدي لخطورة وباء فايروس كورونا المستجد، لا سيما ان الامور في تدهور متزايد مع ارتفع عدد المصابين بالفايروس وخصوصا بعض العمال الفلسطينيين العاملين داخل اسرائيل فالوضع خطير جدا وصعب على الجميع".

وقال خوري:"قد تكون المعقمات ذات جدوى وتمنع الاصابة بلفايروس اذا كان الكحول فيها بتركيز مرتفع، وهذه المشكلة الاهم والاكبر والاخطر من مشكلة السعر، فعندما ارتفع سعر الكحول الطبي ليس هناك من يضمن انهم يضيفون نسبة الكحول المطلوبة وهي 70%، وان قلت عن ذلك فالنتيجة ستكون عكسية بزيادة الاصابة بالفايروس والافضل ان لا يتم استخدامه".

والمشكلة ان هناك غش وهنا يجب ان يكون هناك دور للاجهزة الرقابية للتأكد من مكونات المعقمات على مختلف اصنافها والتأكد ان كانت مطابقة وان لم تكن مطابقة يجب ان يتم محاكمة المنتج فالتلاعب بهذا الموضوع فهو تلاعب بحياة الناس وهذا الامر ضوري جدا.

طلب شديد على المعقمات وارتفاع جائر في الأسعار

ويؤكد د. خوري ان من وصفهم بـ"تجار حرب" استغلوا حاجة الناس للمعقمات الطبية وقاموا برفع الاسعار، وساعدهم في ذلك قيام الحكومة الاسرائيلية بحجز كل منتجات مصنع الكحول الرئيسي في اسرائيل للاربعة اشهر القادمة ومنعته من بيع منتجاته لاية جهة اخرى غيرها.

يقول خوري :"ما بين شحنة الكحول الاولى التي وصلتنا من المورد والشحنة الثانية يومين فقط لكن ارتفع سعر الثانية عن الاولى بنسبة 50%، وبالتالي وحتى يكون مستحضر التعقيم خاصتنا فعالا يجب ان تكون نسبة الكحول الطبي فيه 70%، وان حوالنا استيراده من الخارج بعد رفع سعره فان وصوله يستغرق 30 يوم، ما يعرض الناس للموت بالفايروس قبل ان يصل الكحول، وبالنتيجة فان ارتفاع سعر الكحول سينعكس تلقائيا على ارتفاع سعر المعقم بنفس النسبة وهو ما يفسر رفع اسعار مستحضرات التعقيم في الاسواق بنسب تزيد عن النصف، وهذا يكشف انعدام الجاهزية الفلسطينية لمواجهة ازمة من هذا النوع".

وقال :"ما نراه في السوق فهناك اشياء يفترض ان تباع للمستهلك بـ 18 شيقلا او 20 شيقل فانها اصبحت تباع بـ 40 – 50 شيقل. ومع الاسف هؤلاء هم تجار الحرب، الى جانب  ارتفاع السعر الحقيقي الكحول الطبي بنسبة 50%،  وهو ارتفاع غير مبرر".

نقص كبير في فيتامين C ومضاعفة سعره

وكشف د. خوري وجود نقص حاد وكبير في فيتامين C والذي استعماله يقلل من فرص الاصابة بلفايروسات بكل انواعها وليس فقط بالكورونا، حيث تتم محاربة الفايروسات عن طريق كميات كبيرة من فيتامين C وليست الكمية الاعتيادية، اذ يحتاج الشخص الى 2- 3 غرام يوميا، اضافة الى منتج الغرغرة الذي يعتبر من المستحضرات الطبية المعقمة المهمة في مكافحة الفايروسات.

ويقول د. خوري:" كنا نستوردة فيتامين C بـسعر 14 دولار للكيلو، وابلغنا المورد الذي نشتريه منه ان لديه في المخزن 5 طن، طلبنا منه ان يورد لنا 500 كيلو، وعندما اكتشفنا بعد يومين النقص الكبير من الفيتامين في السوق طالبناه بتزويدنا بكميات اضافية  لكنه ادعى بيع كل الكمية التي كانت لديه وهذا من المستحيل، ولكنه ابدى في نفس الوقت استعداده ان يشحن لنا من اسرائيل الكمية المطلوبة ولكن بسعر 28 دولار للكيلو الواحد".

وحسب الخبراء، فإننا نحتاج للوقاية بشكل عامّ فقط للقضاء على الأشياء عندما نعتقد أنها قد تكون ملوثة، مع الاهتمام بالنظافة الشخصية وبالتنظيف الروتيني المعتاد للمنزل، والاستثناء بالطبع هو إذا تم تشخيص شخص ما في المنزل أو الاشتباه في إصابته بالفيروس، وفي هذه الحالة يجب التعامل بشكل دقيق مع تطهير الحمام، ومسح الأسطح التي يلمسها بشكل متكرر، وكما تؤكد كل المراكز والمؤسسات الصحية، فإن غسل يديك بانتظام هو أيضًا وسيلة بسيطة للوقاية، ولكنها فعّالة لتقليل احتمالات الإصابة بالمرض، وغسل اليدين هنا يعني غسل يديك المبللة بالصابون لمدة 20 ثانية على الأقل، ثم غسلها بالماء الجاري، وإذا لم تكن المياه متوفرة يوصى باستخدام معقم لليدين مصنوع من الكحول بنسبة 60 في المئة على الأقل، ولكن هذه المحاليل -برغم ذلك- لا تقتل جميع الجراثيم، ومن ثم فلا عوض عن الماء الجاري والصابون.

استغلال الفرص والاصطياد للتكسب على حساب المواطن

وان كانت"ام صبحي" اقتنت المعقمات لارضاء اطفالها وان كانت غالية الثمن، فانه بالمقابل لجأ احدهم من الذين يجيدون استغلال الفرص والاصطياد في المياه العكرة الى احدى الصيدليات وقام بشراء كل كمية الكمامات الطبية المتوفرة فيها بسعر 14 شيقل للصندوق الواحد، وبعد يومين عاد الى نفس الصيدلية وعرض على الصيدلاني شراء نفس الكمية ولكن بسعر ارتفع قرابة اربعة اضعاف  60 شيقل للصندوق الواحد في ظل غياب الرقابة واجراءات الردع المناسبة.