الأحد  19 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ما الذي يفتقده الفلسطينيون من طقوس رمضان في زمن كورونا؟

2020-04-24 03:33:56 AM
ما الذي يفتقده الفلسطينيون من طقوس رمضان في زمن كورونا؟
القدس

 

 الحدث- فرح البرغوثي

 أجواءٌ غريبة تخيم على الشهر الفضيل لهذا العام بسبب فيروس "كورونا"، حيث تخلو الشوارع من رائحة الحلويات وصوت بائع التمر الهندي والسوس، وتفتقد موائد الطعام التجمعات العائلية وحملات الخير، ويحن المصلون لنداء صلاة التراويح، وكثيرون يفتقدون شعور الطمأنينة في رحاب المسجد الأقصى، الذي تعدّ زيارته في رمضان ذات معان دينية ووطنية ونفسية عميقة لدى كل فلسطيني.

حرمانٌ من التجمعات العائلية

إن أول ما يفتقده الصائمون في شهر رمضان غياب الإفطارات الجماعية على مستوى العائلات، وهو ما كان يحقق نوعا من التقارب الاجتماعي وشكلا من أشكال الهوية الاجتماعية في رمضان. ويؤكد المواطن عبد المعطي البرغوثي "81 عاماً" من قرية كفرعين، أن "هذا الفيروس حرمنا من الجمعات العائلية التي اعتدنا عليها كل سنة سواءً على موعد الإفطار أو السحور.. أنا لديّ 5 أبناء و3 بنات منهم من يسكن في مدينة رام الله ومنهم من يسكن في القرية، كل عام أقوم بعمل إفطار جماعي لكل أفراد العائلة، لكن هذا العام أصبحت أفكر في عمل إفطارات منفردة، حمايةً لأنفسنا وتجنباً لفكرة أن أفطر وحيداً أنا وإبنتي بعد وفاة زوجتي مؤخراً".

والبرغوثي يعدّ شاهداً على تغيرات كثيرة طرأت على عادات الإفطار في المجتمع الفلسطيني، فهو عاش في زمن الإنتداب البريطاني، حيث كان في حينها يتم إقامة إفطار جماعي لكافة الذكور في القرية في المضافة المخصصة لذلك، وبعد ذلك يتم نقل ما تبقى من طعام للنساء،  لتنتهي هذه العادة في زمن الحكم الأردني.

واستدرك البرغوثي بشيء من الحسرة قائلا: "نحن بطبيعتنا وفطرتنا البشرية نحب التجمعات ونشعر بالارتياح بها، فأنا كبرت على هذه العادة وأصبحت متعلقاً بالجلسات العائلية المليئة بالضحك ورائحة قصص الماضي".

في القدس: رمضان هو الزوار وزينة الأزقة

ويمتد الشوق ليوميات رمضان التقليدية ليصل إلى أهل القدس الذين اعتادوا على خلق أجواء مميزة في الشهر الفضيل، تميزهم عن غيرهم، وعن ذلك، تقول الصحفية والناشطة سارة الدجاني، " هناك حنين لكل ما اعتدنا عليه في السنوات الماضية، فمن أهم ما يميز هذا الشهر في القدس بشكل عام والأقصى بشكل خاص، استقباله أعداداً كبيرة من الزوار لمدة ثلاثين يوماً، وهذا شعور عظيم جداً يشعرنا بأننا نحن أصحاب البلاد وليس الاحتلال.. سنشتاق لصوت الشيخ القلقيلي الذي يُبكي كل  من يسمعه".

وتابعت الدجاني "رمضان لدينا مرتبط بفكرة وجود الزينة والأضواء في الأحياء، لكن لا زينة لهذا العالم وستبدو البلدة كئيبة وحزينة، فإن ما يميز هذه الزينة عن غيرها، أنه في كل حي من الأحياء يجتمع الشبان ويجمعون الأموال ويشترون المتطلبات ويبدأون بصنعها بأيديهم، ثم يزينون الشوارع والأحياء ويبدأون بالتنافس كتحدٍ لمن سيظهر البلدة القديمة بصورة أجمل"

طرشان: مضاعفة حملات الخير

ومن أهم الأجواء التي يتميز بها الشهر الفضيل في كل عام الإحساس بالعائلات المستورة والمبادرة بالحملات الخيرية لتوزيع الطعام وملابس العيد عليهم، وتقول المتطوعة في مبادرة "فكر بغيرك" حنين طرشان "إن الذي يختلف في الحملات الخيرية في الشهر الفضيل هذا العام أنها حالياً أصبحت تقدم لعدد أكبر من العائلات كالعائلات المتضررة من الفيروس وعمال المياومة، ولم تعد تقتصر على العائلات المستورة، فالركود الاقتصادي أثر على روح العائلة ونحن لا نسمح أن تُحرم أي عائلة من هذه الإحتياجات الأساسية خاصةً في الشهر الفضيل".

وتابعت طرشان "إضافةً لذلك لم نعد نتمكن من زيارة العائلات وتقييم وضعها وأصبحنا نساعد كل من يخبرنا أنه متضرر، ونظراً لأن حركة التنقل محدودة أصبحنا نقوم بتوزيع الطرود برفقة الأمن مع أخذ كامل الحيطة والحذر".