الأربعاء  24 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ثالوث روسيا الفرط صوتي يمنع العالم من الانزلاق نحو حرب عالمية ثالثة

2020-12-30 09:11:33 AM
ثالوث روسيا الفرط صوتي يمنع العالم من الانزلاق نحو حرب عالمية ثالثة
صواريخ فرط صوتية

الحدث- جهاد الدين البدوي

نشرت صحيفة "فزغلياد" الروسية تقريراً تحدثت فيه أن خطط روسيا لتطوير الصواريخ الفرط صوتية أثارت الذعر لدى دول الناتو بسبب "المخططات العدوانية " لموسكو. ولكن في أوروبا، يخشون أكثر من أن يدمرها المدافعون الأمريكيون، الذين يخشون التهديد الروسي.

تتساءل الصحيفة هل امتلاك صواريخ "فرط صوتية" يعطي روسيا ميزة حاسمة؟ وماذا يمكن للغرب أن يجيب إذا حقق التكافؤ في مثل هذه الأسلحة؟

أشارت الصحيفة إلى أنه في عام 2021 سيبدأ الأسطول الشمالي تجارب الدولة على صاروخ "سيركون" الفرط صوتي، حسبما ذكر مصدر في "الدفاع" الروسي لوكالة "تاس". وفي النصف الأول من العام، سيتم تنفيذ أربع عمليات إطلاق لـ "سيركون" من الفرقاطة "الأدميرال غورشكوف"، وفي النصف الثاني من العام ستبدأ ثلاث عمليات إطلاق لـ "سيركون" من الغواصة النووية "سيفيرودفينسك"

وأكدت وسائل إعلام ألمانية أن التقارير التي تتحدث عن التجارب الروسية الفرط صوتية، تبعث برسائل أنه كلما ذهبوا أبعد "الروس"، كلما كانت دول الناتو أكثر غضباً، وخاصة الحلفاء الأوروبيين والولايات المتحدة. ويؤكد جيرهارد هاغمان، وهو كاتب عمود في الطبعة الألمانية من صحيفة دي فيلت، أن خطر هذه الأسلحة يكمن في قدرتها على تجاوز أنظمة الدفاع الصاروخي القائمة.

تتابع الصحيفة الألمانية أن الصواريخ الفرط صوتية كسلاح تمتلكه روسيا حالياً يمكن أن يخل بالتوازن بين الدول النووية الكبرى ويعوق مفاوضات نزع السلاح.

ولكن تجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة تقوم أيضا بتطوير هذه الأسلحة بنشاط. وفي الآونة الأخيرة، أعلنت قيادة القوات الجوية الأمريكية عن نيتها البدء في إنتاج صواريخها الفرط صوتية الخاصة بها في إطار برنامج ARRW (سلاح الاستجابة السريعة الذي يتم إطلاقه من الجو) في 2021-2022. كما دعا قائد القوات الجوية الأمريكية للمحيطين الهادئ والهندي، الجنرال كينيث ويلسباك، إلى نشر هذه الأسلحة في منطقة مسؤوليته في نوفمبر.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مؤتمر صحفي عقد مؤخراً أنه من المحتمل أن تتبنى الولايات المتحدة قريباً صواريخها الخاصة من هذه الفئة، وإن مهمة روسيا هي إعداد " ترياق" للحماية من الأسلحة الفرط صوتية في المستقبل.

وقال سيرغي خاتليوف الخبير العسكري والرئيس السابق لقيادة العمليات الخاصة في سلاح الجو الروسي في تعليق لصحيفة "فيزغلياد": إن قواتنا المسلحة ومطوري الأسلحة المتقدمة لديهم ما لا يزيد عن سنتين إلى ثلاث سنوات، وإن الأميركيين سيلحقون بنا. والسؤال الذي يطرح نفسه: هل سيكون لدينا وقت لتحسين تلك النسخ التي سنتلقاها؟ أقول "نسخ" لأنه من غير المرجح أن نتمكن من اعتماد مئات أو أكثر من ألف وحدة في الوقت المحدد. لن يكون هناك أفواج من الصواريخ الفرط صوتية حتى الآن، بل أنه يوجد هناك عملية طويلة. لكن الولايات المتحدة لن يكون لديها أيضاً سوى نسخ محددة من الأسلحة الفرط صوتية تحت تصرفها.

توضح الصحيفة أن روسيا تمتلك حالياً ثلاث أسلحة فرط صوتية، برية وبحرية وجوية. ويشرح الخبير العسكري أليكسي ليونكوف قائلاً: "في الوقت نفسه، الأسلحة الروسية الفرط صوتية ذات مكونين. "أولا وقبل كل شيء، هذه الأسلحة غير نووية، مثل صواريخ سيركون المضادة للسفن ونظام الصواريخ الجوية كينجال. وهي مصممة في المقام الأول لضرب العنصر البحري (على سبيل المثال، المدمرات من طراز آرلي بورك)، وحاملات صواريخ كروز.

والمكون الثاني هو نظام "أفانغادر" ومجمع الصواريخ العابرة للقارات سارمات، وهما من عناصر الردع النووي.

أشار خاتليوف إلى أن مدى الصواريخ الروسية كصاروخ "سيركون" يتزايد باستمرار. وقال الخبير العسكري إن عمليات الاطلاق الأولى تمت بمدى بعد 380 كم، وأظهرت التجارب التي أجريت في أكتوبر أن الصاروخ قطع مسافة 450 كم في 4.5 دقيقة، والآن نتحدث عن مدى يصل إلى الفي كيلومتر.

يضيف خاتليوف أن صاروخ "سيركون" يحلق بسرعة تصل إلى 9 ماخ، أي حوالي 10000كم/الساعة، وعلى سبيل المقارنة، خلال اختبارات الوحدات الأمريكية الفرط صوتية في نفس الوقت في تشرين الأول/أكتوبر في جزيرة كاواي في هاواي، وصلت سرعتها إلى 5 ماخ.

وأكد الخبير العسكري أن وسائط الدفاع الجوي المتوفرة حاليًا لدى الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الأطلسيين لا تستطيع أن تعترض هذه الصواريخ. مضيفاً أن السرعة التي تزيد عن ثمانية آلاف كيلومتر في الساعة لا يوجد وسائل دفاعية تستطيع اعتراضها.

يتساءل خاتليوف هل يمكن للولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي أن تخلق "ترياقاً" ضد هذه الأنواع الثلاثة من الأسلحة الروسية؟ نعم، يمكنهم ذلك، والتكنولوجيا والصناعة تسمح بذلك. ولكن الأمر يتطلب المال والوقت وبالطبع الحظ".

وأشار الخبير العسكري إلى أن التجارب الأمريكية على الصواريخ الفرط صوتية فشلت، وتأجل تشغيلها لمدة سنتين أو ثلاث سنوات.

ووفقاً ليونكوف، فإن التخلف عن روسيا في مجال تطوير الأسلحة فوق الصوتية يزيد من غضب الأمريكيين. وقال "إن الولايات المتحدة لديها ثمانية برامج فرط صوتية، بيد أن هذه البرامج متوقفة حالياً. "وعلى وجه الخصوص، لم تنجح تجربة الصواريخ في إطار برنامج ARRW (الذي يسمى السهم).

وقال ليونكوف أنه بين عامي 2019/2020 ضخ الأمريكيين ما يقرب من 2.5 مليار دولار في برنامج الصواريخ الفرط صوتية، ويعتقدون أن هذا يمكن أن يحقق طفرة تكنولوجية. وأضاف "لكننا كنا نسعى إلى تحقيق هذا التقدم منذ ما يقرب من 50 عاماً. على العديد من الصواريخ بسرعات فرط صوتية، بما في ذلك الصواريخ الباليستية.

وشدد الخبير العسكري ليونكوف على أن قدرة هذه الصواريخ على المناورة تجعل من الصعب تدميرها، ويسهل وصولها إلى الهدف المنشود.

تتابع الصحيفة: في الوقت نفسه، يلاحظ الخبراء أن الاتهامات التي وجهها الغرب إلى روسيا بالنوايا "العدوانية" المزعومة لا أساس لها من الصحة. بفقد بدأت الولايات المتحدة وحلفاؤها بتفكيك الأنظمة التي وفرت الردع المتبادل في القرن العشرين، مما أجبر موسكو على التصرف بشكل استباقي.

يوضح الخبير العسكري ليونكوف بأن الولايات المتحدة انسحبت من معاهدة الحد من الصواريخ الباليستية عام 2002، وأن العقيدة العسكرية الأمريكية هي التي تفترض استراتيجية الضربة العالمية، التي تنص على نشر الدرع الصاروخي في ثلاث مناطق -في رومانيا وبولندا وألاسكا. مضيفاً أن هناك ثلاث مجموعات دفاعية أمريكية متمركزة بالقرب من حدودنا، بالإضافة إلى عنصر دفاعي بحري تم تصميمه لحرماننا تماماً من قدراتنا النووية. وفي وقت لاحق، تغيرت عقيدة واشنطن النووية. والآن، على وجه الخصوص، تسمح هذه العقيدة بتوجيه ضربة نووية وقائية إذا اكتشفت الولايات المتحدة وجود تهديد إلكتروني.

وأضاف الخبير العسكري ليونكوف إن وجود القوات الامريكية على الحدود الروسية في أوروبا قد تضاعف أربع مرات تقريباً. ونتيجة لذلك، يجري إعادة تجهيز مسرح الحرب بالقرب من حدودنا الغربية. هناك قواعد جديدة، طرق لوجستية جديدة، ومعدات مستوردة.

وخلص الخبير إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الأطلسيين يدفعون بالعالم إلى شفير الحرب العالمية الجديدة ساعية إلى الإخلال بميزان القوى بين الشرق والغرب. واضاف "ما زلنا نحاول تحقيق التوازن وجعله غير قابل للتزعزع قدر الامكان لأطول فترة ممكنة. وأدى ظهور الأسلحة النووية في وقت من الأوقات إلى تحقيق توازن القوى هذا وجعل الحرب العالمية الثالثة أقل احتمالاً. كما إن ظهور الأسلحة الروسية الفرط صوتية هي الخطوة التالية التي ستنحني بها الخطط الأمريكية.

وخلص خاتليوف: عندما نتساوى في القوة والقدرة، فإن السؤال الذي يطرح نفسه حينها هو: هل تحتاج البشرية إلى مثل هذه الأسلحة التي تسمح لنا بتدمير العدو في ثانية- ولكن في المقابل يمكن أن يحدث الشيء نفسه لنا. في الوقت نفسه، هناك بالفعل أسلحة نووية وصواريخ باليستية عابرة للقارات برية وجوية وبحرية في الخدمة.

ويتوقع المحلل العسكري أن الخصم المحتمل بعد الوصول إلى التكافؤ الفرط صوتي مع روسيا سوف يراهن على تطوير وسائل أخرى غير نووية للهزيمة - على سبيل المثال، أي شكل من أشكال الأسلحة البكتريولوجية.