السبت  27 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

جدعون ليفي في هآرتس: لو كنت فلسطينيا لانتخبت مروان البرغوثي

2021-04-01 01:14:57 PM
جدعون ليفي في هآرتس: لو كنت فلسطينيا لانتخبت مروان البرغوثي
مروان البرغوثي- رويترز

ترجمة الحدث- أحمد أبو ليلى

كتب الصحفي في صحيفة هآرتس العبرية جدعون ليفي مقالة حول نية مروان البرغوثي الترشح للرائسة، ترجمتها الحدث حرفيا: 

لو كنت فلسطينياً، كنت سأصوت لمروان البرغوثي رئيساً للسلطة الفلسطينية. حتى لو كنت إسرائيليًا وأصر على الإيمان بحل الدولتين، فسأفعل أي شيء لانتخاب البرغوثي. حتى كإسرائيلي لم يعد يؤمن بحل الدولتين، فإنني أحلم، وأحلم حقًا، باللحظة التي سيخرج فيها هذا الرجل أخيرًا من السجن ويصبح زعيمًا للفلسطينيين. إنها الآن الفرصة الوحيدة لبث الأمل في نفوس الشعب الفلسطيني المحتضر وبث الحياة في جثة تتدحرج في الهواء الطلق، جثة عملية السلام التي لم تكن أبدًا عملية ولم تكن تنوي تحقيق السلام.

لا يوجد شيء أكثر إثارة في الوقت الحالي، يشعل الخيال ويلهم الأمل من تخيل إطلاق سراح البرغوثي من سجن هداريم، كما حدث في 11 فبراير 1990 في سجن فيكتور فورستر على طريق النبيذ بجنوب إفريقيا، لزعيم يحترمه البرغوثي. أطلق سراح نيلسون مانديلا بعد 27 عاما. هو أيضا كان مؤبدا مثل البرغوثي. هو أيضا أدين بالإرهاب، مثل البرغوثي. مقابل مانديلا كان الشجاع فريدريك ويليم دي كلارك. أمام البرغوثي ليس هناك سوى التحريض والغباء والجبن الإسرائيلي.

لا يوجد دليل أوضح على أن إسرائيل لم ترغب قط في التوصل إلى اتفاق سلام أكثر من هذا الاعتقال اللامتناهي للبرغوثي. اسأل أي رجل دولة إسرائيلي مطلع وسيقول لك: البرغوثي هو الفرصة الأخيرة. فرصة لتوحيد الفلسطينيين وصنع السلام. انتخب مانديلا رئيسا لبلاده، وقد يترشح البرغوثي للرئاسة. سيفعل البرغوثي ذلك كسجين، وهو يحمل عقوبة استعراضية بشعة من خمسة أحكام بالسجن المؤبد و 40 سنة أخرى في السجن، والتي قد لا تنتهي أبدًا.

يعرفون في "إسرائيل الرسمية" أن البرغوثي هو الأمل الأخير. يعرفون ذلك أفضل مني، لذلك لن يُطلق سراحه أبدًا. في مثل هذا الأسبوع قبل 24 عامًا، في يوم الأرض 1997، عندما كنت معه في سيارته وسط الإطارات المحترقة في المظاهرات في رام الله، قال لي: "أخشى أن نفقد الأمل". حانت تلك اللحظة. فقط البرغوثي يستطيع إخراجنا من هذا اليأس.

من يريد أن يفهم ما حدث للفلسطينيين عليه أن ينظر إلى ما حدث للبرغوثي. رجل السلام الذي أصبح رجل الإرهاب، دليل على أن الفلسطينيين قد جربوا كل شيء. ما الذي لم يحاول فعله؟ كان رجل سلام، ربما يكون أكثر رجل سلام فلسطيني تصميماً على الإطلاق.

فقط عندما أدرك أن لا شيء يحيد إسرائيل عن نهجها المتغطرس، انضم إلى الكفاح المسلح - تمامًا مثل مانديلا، الذي يخفي فصله العنيف في كفاحه.

لقد كان في السجن منذ حوالي 20 عامًا. أدين بالإرهاب في بلد يمارس فيه الاحتلال أفظع وأشرس إرهاب يمارس بحق المدنيين. آخر مرة رأيته فيها كان يرتدي زي السجن، وهو الآن يفكر في الترشح للانتخابات الفلسطينية تحت الاحتلال.

إذا انتخب رئيسا، فلن يستفيد منه الفلسطينيون وحدهم. إذا تم انتخابه رئيساً، فإن الاحتلال سيشكل نقطة فظيعة أخرى في تاريخه: ليس فقط مناضلاً من أجل الحرية خلف القضبان، ولكنه الآن رئيس مقيد اليدين.