الجمعة  29 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

روسيا ما قبل بوتين (1)/ بقلم: د. سامر العاصي

روسيا.. أٌحجية التاريخ

2022-04-10 10:28:44 AM
روسيا ما قبل بوتين (1)/ بقلم: د. سامر العاصي
د. سامر العاصي

 يقول مؤسس الصين الحديثة الزعيم "دينج شياو بينج": 

  - "إن جميع القادة السوفييت (عدا لينين)، لم يفهموا أبدا معنى الاشتراكية"!

ومع ذلك لم يشهد الروس، عصر ضياع وانحطاطِ اقتصادي، وأخلاقي، وسياسي، وأمني، في تاريخ بلادهم، مثلما شهدوه في تسعينات القرن الماضي أو ما سمي بـ "روسيا اليلتسينية"، الذي كان من المفروض أن ينتهي بتفتيت روسيا إلى عشر دويلات، وتفتيت جيشها إلى عشرات الفرق العسكرية والعصابات، بعد أن صارت البلاد على شفا الحرب الأهلية.

فروسيا، رغم التنازلات "الاستراتيجية العسكرية"، التي قدمها الثنائي، غاربتشوف ويلتسين، ظلت، دونما أدنى شك، تلك الدولة التي تمتلك "بالإضافة إلى الولايات المتحدة"، ترسانة نووية جبارة تستطيع تدمير العالم، فوق رؤوسنا، مرات ومرات.

قد تكون روسيا، في تسعينيات القرن الماضي، "ضَعُفَت" أو "ضاعت"، بعد تفككها عن الاتحاد السوفيتي، إلا أنها ظلت دولة مهمة بين كل الدول.

فروسيا لم تكن يوما من دول العالم الأول، كبريطانيا، أو السويد، أو الولايات المتحدة!

وهي ليست من دول العالم الثاني، كسنغافورة، وماليزيا، وتركيا، وجنوب أفريقيا!

وهي لم تكن أبدا تلك الدولة التي قد تسمح "لحلف الناتو" بضربها بالصواريخ، كما تم ضرب ليبيا وأفغانستان، أو بغزوها كما تم غزو العراق وجزيرة "جرينادا"!

ومع ذلك، فروسيا (في تسعينات القرن الماضي)، ليست بالقوة الكافية التي تستطيع أعادة تأهيل نفسها، إن هي تلقت ضربات نووية، كما لو تلقاها الأمريكيون والغرب كله.

إذن.. فهي ليست دولةً من دول العالم الثالث! .. أو الثاني! أو.. الأول!!!

كما أنه ليس هناك من عالم رابع!

وهي أحجية

إذن، فروسيا القوية أحجية

وروسيا الضعيفة أيضا أحجية

والغريب، أن روسيا، وبعد الإطاحة بنظامها القيصري عام 1917, كانت مهددة بالتجزئة والتفتت، ولولا ثورة أكتوبر الشيوعية، لكانت روسيا قد تحولت، بالتأكيد، إلى ممالك ودويلات.

وكأن التاريخ أعاد نفسه في روسيا. فلولا قيادة "فلاديمير بوتين" لكانت روسيا قد تفتت إلى عشر دويلات! وإلا، فكيف يمكننا تفسير إعادة قيام روسيا دولة عظمى بعد سنوات لا تتجاوز "أصابع اليدين" من تولي "بوتين" رئاستها، بعد أن صارت "شبه دولة"؟

وتلك، هي أحجية أحاجي القرن الحادي والعشرين!