الحدث الإسرائيلي
سمحت سلطات الاحتلال، في وقت سابق من هذا الشهر، بنشر وثائق سريّة خاصة بجهاز المخابرات (الموساد)، حول دعم جيش الاحتلال لميليشيات لبنانية خلال الحرب الأهلية في لبنان.
ويأتي الكشف عن الوثائق تزامناً مع حلول الذكرى الأربعين لمجزرة صبرا وشاتيلا، التي وقعت في مخيمين للاجئين الفلسطينيين في بيروت.
وبدأت أعمال القتل في 16 أيلول/سبتمبر 1982 واستمرت يومين حتى 18 من الشهر نفسه، وذلك خلال الاجتياح الإسرائيلي لبيروت.
وتكشف الوثائق التي نشرت باللغة العبرية، وترجمها الناشط الإسرائيلي روني باركان، كما نشرت صحيفة هآرتس مقتطفات منها، فصولا من تاريخ العلاقة بين الجانب الإسرائيلي وميليشات "الكتائب" و"الأحرار" اللبنانية.
وتؤكد الوثائق أن علاقة إسرائيل مع أحزاب وشخصيات سياسية لبنانية، بدأت في الخمسينيات.
وتتحدث عن طائرة أرسلها نظام شاه إيران محمد رضا بهلوي، لشحن السلاح من إسرائيل إلى لبنان، دعماً للرئيس اللبناني آنذاك، كميل شمعون عام 1958.
ماذا حدث في بيروت عام 1982؟
اجتاحت القوات الإسرائيلية لبنان في 6 حزيران/يونيو عام 1982 بعد محاولة اغتيال السفير الإسرائيلي في لندن، شلومو أرجوف. وأطلق على العملية اسم "السلام للجليل"، وأعلن أن الهدف منها هو القضاء على أنشطة الفصائل الفلسطينية في لبنان.
وبعد 90 يوما من قصف العاصمة بيروت وحصارها، خرج اتفاق تسوية يقضي بخروج قادة منظمة التحرير الفلسطينية ومقاتليها من لبنان.
في غضون ذلك، انتخب بشير الجميّل قائد القوات اللبنانية - تأسست في البداية كذراع عسكري لحزب الكتائب - رئيساً للجمهورية. واغتيل بعد ثلاثة أسابيع في 14 سبتمبر/أيلول.
في اليوم التالي للاغتيال، دخلت القوات الإسرائيلية العاصمة بيروت. وفي 16 أيلول/سبتمبر انطلقت أعمال القتل في مخيمي صبرا وشاتيلا.
وأشارت لجنة تحقيق إسرائيلية إلى سقوط ما بين 700 و800 قتيلاً خلال المجزرة، لكنّ مصادر أخرى تقول إن عدد الضحايا يفوق ذلك بكثير.
وكان المبعوث الأميريكي إلى المنطقة آنذاك، فيليب حبيب، قد قدمّ ضمانات بشأن أمن وسلامة الفلسطينيين المدنيين العزل، الذين لم يغادروا لبنان.
ماذا جاء في تقرير الموساد؟
ما هو جديد الوثائق الإسرائيلية؟
قد تكون هذه المرة الأولى التي يكشف فيها الموساد رسمياً عن علاقات بين إسرائيل ومسؤولين لبنانيين تعود إلى الخمسينيات - أي إلى ما قبل سنوات الحرب الأهلية في السبعينيات - ولا سيما دعم الرئيس كميل شمعون عام 1958.
كما تكشف الوثائق عن الدور الإيراني خلال عهد الشاه محمد رضا بهلوي، عبر التكفّل بنقل الأسلحة من إسرائيل إلى الجانب اللبناني.
نشرت الوثائق أيضاً لائحة مفصّلة بالأسلحة والذخائر والعتاد العسكري، طلبها كميل شمعون من الإسرائيليين خلال الحرب الأهلية وأبدى استعداده لدفع ثمنها.
ذكرت الوثائق أن أرييل شارون (وزير الدفاع آنذاك)، أخبر بيار الجميّل في كانون الثاني/ يناير عام 1982 قائلاً "إننا ذاهبون إلى حرب واسعة النطاق، ومن شأنها أن تحدث تغييراً في العلاقات اللبنانية - الإسرائيلية".
كما أفادت الوثائق بأن الاستعدادات الإسرائيلية لحرب لبنان، بدأت منتصف عام 1981، وتسارعت وتيرتها نهاية العام، وهذا ما ينظر له على أنه مناقض لذريعة محاولة اغتيال السفير الإسرائيلي في لندن التي اتخذتها إسرائيل لبدء الاجتياح الذي وُصف بأكثر حروب إسرائيل "تخطيطاً"، لأن قادة الوحدات زاروا الميدان وشاهدوا بأنفسهم أين سيقاتلون.
المصدر: بي بي سي