أعلنت جامعة الدول العربية تأييدها للطلب الفلسطيني بتجميد عضوية إسرائيل في الاتحاد الدولي لكرة القدم 'الفيفا' إلى حين التزامها بالقوانين والأنظمة الدولية.
وطالبت الجامعة العربية في بيان أصدره 'قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة' اليوم الأربعاء، برفع كافة المعوقات والإجراءات والممارسات والانتهاكات التي تصل إلى حد العنصرية على الرياضة الفلسطينية، مشيرة إلى أن المسؤولية تقع على عاتق الدول الأعضاء في كونغرس 'الفيفا' الذي سيعقد في نهاية شهر مايو الجاري، وحملته مسؤولية حماية الرياضة الفلسطينية، مناشدة إياه بدعم طلب فلسطين لرفع الظلم الذي تتعرض له الرياضة الفلسطينية.
وأكدت الجامعة العربية أهمية مواجهة السياسات والممارسات العنصرية الإسرائيلية بإجراءات حاسمة لوقفها فورا والعمل الجاد على توفير جو صحي وسليم للشباب الفلسطيني لممارسة الرياضة.
وأشارت إلى أن الرياضة تعتمد في جوهرها على الأخلاق والتسامح والتعايش والبعد عن الكراهية والعنصرية والظلم، وان هذه الممارسات التي تتعارض مع القانون الدولي ومعايير الرياضة الدولية يجب تتوقف وأن تواجه بالرفض والتصدي التام لها، داعية إلى ضرورة القيام بنشر الثقافة الرياضية وجعلها موئلا يلتقي عنده الجميع حيث تعم ثقافة التسامح وتعلو قيم السلام.
وأكدت الجامعة العربية، أن الرياضة الفلسطينية في الأراضي المحتلة تعاني من ممارسات عنصرية وعراقيل كثيرة طالت اللاعبين وإنشاء الملاعب ومنع الفرق الرياضية والرياضيين الأجانب الأصدقاء من اللعب مع الفرق الفلسطينية المختلفة في فلسطين ومنع الرياضيين والفنيين من التنقل بحرية، كما تقوم إسرائيل بوضع معوقات أمام حصول الفرق الرياضية الفلسطينية المختلفة على المعدات والأدوات والأجهزة الرياضة الخاصة حتى تلك الممنوحة من الاتحاد الدولي لكرة القدم.
ونبهت إلى أن الانتهاكات الإسرائيلية تتزايد يوما بعد يوم ضد أبناء الشعب الفلسطيني وعلى كل الأصعدة، ولم تستثن منها حتى الرياضة والرياضيين، حيث شكلت إسرائيل خمسة فرق كرة قدم من المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة والسماح لها بممارسة نشاطها تحت اسم كرة القدم، بالرغم من أن هذا الإجراء يتعلق بمنطقة محتلة لا يحق للاتحاد الإسرائيلي أن يمارس أي صلاحية فيها، ما يعد انتهاكا واضحا وصريحا للقانون الدولي.
وأشارت الجامعة العربية في بيانها، إلى أن القائمين على الرياضة الفلسطينية حاولوا إزالة هذه المعوقات والممارسات غير القانونية من قبل السلطات الإسرائيلية -القوة القائمة بالاحتلال- ولكن لم يجدوا أي استجابة، ما دفع بالمسؤولين عن الرياضة الفلسطينية إلى الطلب من الاتحاد الدولي لكرة القدم 'الفيفا' لرفع هذه الانتهاكات والمعوقات والالتزام بالقوانين والأنظمة الدولية المنظمة لكرة القدم، ووقف الخروقات والإجراءات الإسرائيلية التي ما زالت مستمرة حتى هذه اللحظة دون فائدة.
وقالت، إنه إزاء هذا الوضع الخطير والمستمر توجه المسؤولون عن الرياضة الفلسطينية إلى الطلب من الاتحاد الدولي لكرة القدم بتعليق عضوية إسرائيل في الاتحاد الدولي لكرة القدم إلى حين التزامها بالقوانين والأنظمة الدولية.
وأشارت إلى أن الحكومة الإسرائيلية بدأت في تسييس هذه القضية وإبعادها عن المجال الرياضي، وتحريكها بدوافع سياسية ليس لها مطلقا أي علاقة بكرة القدم، وذلك من خلال توظيف كل إمكاناتها السياسية والدبلوماسية لإفشال المسعى الفلسطيني لتستمر في انتهاكاتها دون رادع.
وقالت الجامعة العربية، إنه من ضمن هذه التحركات التي قامت بها الحكومة الإسرائيلية لإفشال ذلك الطلب الفلسطيني، إرسال برقيات سرية إلى سفراء إسرائيل في شتى أرجاء العالم معلنة التجنيد الكامل لكل الممثليات والطلب من الدبلوماسيين الإسرائيليين لاستغلال كل علاقاتهم وقدراتهم الشخصية والمهنية لإحباط هذا المسعى، والقيام بتزييف واضح للحقائق والبراهين وذلك بقيام سلطات الاحتلال الإسرائيلية بمحاولة معالجة المطالب الفلسطينية وتحويلها إلى غير ذات علاقة إلى حين اجتماع مؤتمر الفيفا، حيث قامت بتسهيل تنقل اللاعبين من غزة إلى الضفة الغربية وبالعكس، وتمكين فرق بعض الدول من الوصول الى رام الله بشكل مؤقت.
وأشارت إلى قيام إسرائيل بحملة سلبية وتشويه ضد رئيس اتحاد كرة القدم الفلسطينية اللواء جبريل الرجوب تحتوي على معلومات مغلوطة تشمل الكثير من الافتراءات والتدليس، مؤكدة أن المطالبة برفع الظلم والتمييز العنصري هو حق من حقوق الإنسان المقدسة وليس تسييسا كما تدعي إسرائيل.
وأكدت الجامعة العربية أن منع تلك الانتهاكات هو من صميم عمل 'الفيفا' ويقع تحت مسؤوليتها، وكذلك فإن هناك مسؤولية أدبية وأخلاقية تقع على الدول التي تشارك في المؤتمر السنوي للفيفا للحفاظ على حرية ومبادئ الفيفا والرياضة بشكل عام.