الأربعاء  14 أيار 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الأسير خضر عدنان .. أمعاء خاوية في مواجهة إسرائيل

2015-05-21 04:38:51 PM
الأسير خضر عدنان .. أمعاء خاوية في مواجهة إسرائيل
صورة ارشيفية
الحدث- الاناضول

عاد  الأسير الفلسطيني في السجون الإسرائيلية، خضر عدنان، من جديد ليخوض معركة "الأمعاء الخاوية"، إيماناً منه بأن إضرابه عن الطعام هو سلاحه الوحيد الذي سيحطم به قيود السجان.
 
وحظي الأسير عدنان (36 عاماً) برمزية كبيرة لدى الفلسطينيين والأسرى في السجون الإسرائيلية، منذ أن فجّر "معركة الأمعاء الخاوية" الفردية ضد الاعتقال الإداري، عندما أضرب لـ67 يوماً متواصلاً عن الطعام عام 2012، قبل أن ينتهي باتفاق قضى بالإفراج عنه حينها.
 
والاعتقال الحالي لعدنان، جرى في 8 يوليو/تموز الماضي، على حاجز عسكري في الشارع الرئيسي بمدينة جنين، شمالي الضفة الغربية، قبل أن يعلن في الـ5 من الشهر الجاري، إضراباً عن الطعام، احتجاجاً على تمديد اعتقاله الإداري.
 
وقالت رندة موسى، زوجة عدنان، لوكالة الأناضول: "زوجي صاحب إرادة قوية، وعنيد في الحق، لا يخشى عدوه، ويصِّر على الإضراب عن الطعام كسلاح وحيد يملكه لمواجهة الاعتقال الإداري التعسفي، الذي سرق سنوات من عمره، وحرمه من التواجد بين أطفاله وعائلته".
 
وعلى الرغم من الألم والجوع والإعياء الذي يلازم الأسير طوال فترة إضرابه عن الطعام، إلا أن عدنان يرفض تناول أية مدعمات غذائية، أو إجراء الفحوصات الطبية في السجن، بحسب زوجته.
 
وفي هذا الصدد، أوضحت قائلة:" خلال إضرابه الأول عن الطعام عام 2012 وفي إضرابه الحالي، رفض زوجي تناول أي من المدعمات الغذائية، أو إجراء أية فحوصات طبية، لأن ذلك بنظره يعد خدمة لسجانه الذي يريد معرفة طبيعة وضعه الصحي ليتصرف فيما بعد على إثرها، لذلك هو لا يريد أن يمنح الاحتلال أية فرصة ويبقيه متخبطاً في تقديره لحالته الصحية".
 
وتابعت: "المبدأ الذي يسير عليه خضر، أن الأسير عندما يقرر خوض إضراب عن الطعام، لا يكون مهتماً لما ستؤول إليه صحته، فهو يعلم أن الإضراب سينعكس سلباً عليه، لذلك فالفحوصات الطبية لا تهمه، هدفه الوحيد أن يحقق نصراً على السجان، ويحظى بالحرية فقط، وينهي ملف الاعتقال الإداري".
 
وتعزل السلطات الإسرائيلية الأسير خضر عدنان في زنزانة انفرادية في قسم العزل بسجن هداريم (شمالي إسرائيل)، كإجراء عقابي له منذ بدئه بالإضراب عن الطعام.
 
وعن عزله تقول زوجته: "على الرغم من أن العزل تعده إدارة السجون عقاباً للأسير في إضرابه، إلا أن الشيخ خضر يفضل العزل غالباً عند خوضه الإضراب، حتى لا يتأثر بمن حوله من الأسرى الذين قد يخشون على وضعه الصحي، ولأنه قرار فردي، وطالما قال إنه مضرب فلن يعلق إضرابه حتى يحقق مطالبه".
 
ووصفت موسى الوضع المعيشي لزوجها داخل زنزانة العزل الانفرادي كما وصفها هو له: "يوضع الأسير في الزنزانة الانفرادية الضيقة جداً، لا يوجد بها إلا فراش رقيق جداً على الأرض لينام عليه الأسير، ولا يوجد عنده إلا الماء، ومكان لقضاء الحاجة في زاوية الزنزانة".
 
أما عما يشعر به الأسير من آلام خلال الإضراب فقالت: "الأيام الأولى تكون قاسية بسبب الجوع، وكأن المعدة تأكل بعضها، وبعد 15-20 يوماً يبدأ بتقيؤ مواد حمضية، وفي الأيام الممتدة بين اليوم الثلاثين للإضراب والأربعين، يبدأ بتقيؤ القيح والدم، وهذه الأيام تعد من أصعب المراحل، إضافة للأيام التي تليها من اليوم الـ48-53 من الإضراب حيث تصيبه آلام شديدة جدا، يصفها بآلام المخاض لخمسين إمرأة".
 
وعن الوضع الحالي لزوجها قالت موسى: "لا يزال خضر بالعزل حتى الآن، ويرفض إجراء الفحوصات الطبية التي تجرى عادة في المستشفى، كما كان يرفضها في إضرابه السابق إلا عندما سمح له بالحديث معنا حينها وافق على إجراء فحوصات للمرة الأولى في اليوم الرابع والأربعين من الإضراب، لا أعلم ما الخطة المستقبلية لإضرابه الحالي لكن هذا ما حصل في إضرابه السابق".
 
الإرادة الصلبة التي يتمتع بها عدنان، وإصراره على موقفه كانت سبباً في انتصاره على الاحتلال في إضرابه الأول، حسب زوجته التي ذكرت أن "مصلحة السجون كانت تستخدم العائلة كورقة ضغط عليه، حيث سمح لهم بزيارته بالمستشفى حينها بشرط الطلب منه بفك الإضراب".
 
تلك الإرادة والشخصية القوية انعكست على طبيعة تعامل السجانين مع عدنان، هكذا قالت زوجته: "خلال زيارتي له بإضرابه الأول رأيت كيف كان الحراس يحرصون على تلبية أي طلب يطلبه خضر منهم وهو ملقى على السرير وبحالة إعياء، وقد أكد لي زوجي هذا الكلام عندما أُفرج عنه فيما بعد، مؤكداً أن الاحتلال يكون مرتبكاً في حالة إضراب الأسير، وتكون كل إدارات السجون على أهبة الاستعداد لقمع أية عملية تضامن قد ينظمها الأسرى مع الأسير المضرب والمعزول".
 
ووفق عائلته، أجرت مصلحة السجون الإسرائيلية محكمة "تأديببة للأسير عدنان في اليوم الثالث لإضرابه، حيث حضر عدد من الضباط والمسؤولين في مصلحة السجون لإقناعه وثنيه عن مواصلة الإضراب، إلا أنه رفض ذلك".
 
وخضر عدنان أحد أبرز قيادات الجهاد الإسلامي ي الضفة الغربية والناطق الرسمي باسمها، وهو متزوج وأب لخمسة أطفال، ويسكن في بلدة عرابة قرب جنين شمالي الضفة الغربية، ويعد هذا اعتقاله العاشر في السجون الإسرائيلية.
 
وتعتقل إسرائيل 450 أسيرا إدارياً في سجونها، بحسب مركز أحرار لدراسات الأسرى الفلسطيني (خاص).

والاعتقال الإداري، هو قرار توقيف بدون محاكمة، لمدة تتراوح ما بين شهر إلى ستة أشهر، ويتم تجديده بشكل متواصل لبعض الأسرى، وتتذرع إسرائيل بوجود ملفات "سرية أمنية" بحق المعتقل الذي تعاقبه بالسجن الإداري.