ترجمة الحدث
كشف يهونتان أديري، الضابط السابق في شعبة العلاقات الخارجية بجيش الاحتلال الإسرائيلي، عن تقييمه للوضع الاستراتيجي الذي تواجهه "إسرائيل" في أعقاب الاتفاقات الأخيرة مع لبنان وغزة.
وأشار إلى أن هذه الاتفاقات قد وضعت "إسرائيل" في موقف صعب حيث أصبحت غير قادرة على اتخاذ قرارات مرنة، مما يهدد بمزيد من الاستنزاف.
وقال أديري إن المفاوضات التي تجريها "إسرائيل" حاليًا تفتقر إلى القدرة على الانسحاب منها، ما يجعلها عرضة للابتزاز.
وأضاف أن رغم تحقيق بعض النجاحات العسكرية في الأشهر الماضية، تواجه "إسرائيل" صعوبة في الخروج من الأزمات الراهنة على جبهات متعددة، خاصة في لبنان وغزة، حيث توجد ضغوط داخلية وخارجية.
وتابع: "الاتفاقات التي تم توقيعها تضع "إسرائيل" في وضع حرج، حيث أصبح من الصعب اتخاذ قرارات حاسمة، وذلك في ظل غياب بدائل حقيقية أو أدوات كافية للرد على الانتهاكات التي قد يقوم بها الخصوم".
وأكد أنه إذا استمر الوضع على حاله، فإن "إسرائيل" ستجد نفسها في مأزق استراتيجي قد يصعب تجاوزه.
بالنسبة للوضع في لبنان، ذكر أديري أن الجيش اللبناني لم ينفذ الاتفاقات كما كان متوقعًا، وأن "إسرائيل" تفتقر إلى أدوات ضغط فعّالة سوى وجودها في الأراضي اللبنانية. هذا الوجود، حسب قوله، يعرض "إسرائيل" للتهديدات من حزب الله بالإضافة إلى الضغوط الدولية. واعتبر أن الاتفاق الذي تم توقيعه كان في البداية مجرد خطوة تكتيكية، لكنه سرعان ما تحول إلى فخ استراتيجي يصعب الفكاك منه.
أما في غزة، فقد أشار أديري إلى أن حركة حماس تزداد قوة مع كل خطوة، وأن "إسرائيل" تجد نفسها مكبلة بخطة محكمة. وأضاف: "كلما تقدمنا في تنفيذ الاتفاق، تتسع سيطرة حماس على القطاع، بينما تزداد قدرتها على التأثير داخليًا وخارجيًا، مع دعم إعلامي مستمر من قطر وقناة الجزيرة". كما أشار إلى أن "إسرائيل" أصبحت تعتمد على وسطاء يحملون أجندات تتعارض مع أهدافها الاستراتيجية.
وخلص إلى أن "إسرائيل" ليست في موقف يسمح لها بالتراجع عن تنفيذ الاتفاقات، خاصة مع الضغوط الأمريكية والإسرائيلية الداخلية. وأوضح أن هذا المأزق يزيد من معاناة "إسرائيل" ويجعلها عرضة للتحديات المتصاعدة من أعدائها.
وفيما يتعلق بالتهديد الإيراني، نوه أديري إلى أن التركيز الإسرائيلي على ملف لبنان وغزة قد يغفل التهديد النووي الإيراني المتزايد. وأكد أن الهجمات الجوية الإسرائيلية لم تتمكن بعد من إحداث تأثير حاسم على البرنامج النووي الإيراني، فيما وقع رئيس الوزراء الإيراني مؤخرًا اتفاقًا استراتيجيًا مع روسيا يشمل التعاون العسكري.
وأشار أديري إلى أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد ألمح إلى إمكانية فتح باب الهجرة من غزة وإشراك دول رئيسية في المنطقة لإحداث تغييرات جذرية. هذه الخطوة، في رأيه، قد تساعد "إسرائيل" في تحويل غزة إلى قضية إقليمية بدلاً من أزمة داخلية، مما قد يساهم في تقليص نفوذ حماس على المدى الطويل.