الأحد  18 أيار 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الكشف عن تفاصيل خطة إسرائيلية لإعادة تشكيل الواقع الجغرافي والديموغرافي في غزة

2025-05-18 08:12:36 AM
الكشف عن تفاصيل خطة إسرائيلية لإعادة تشكيل الواقع الجغرافي والديموغرافي في غزة
دبابة الاحتلال في قطاع غزة

الحدث الإسرائيلي

أفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، أنه في ظل تعثر المفاوضات المتعلقة باتفاق تبادل الأسرى، يعتزم جيش الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ خطة استراتيجية لتقسيم قطاع غزة إلى ثلاث مناطق منفصلة، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار خلال الأيام المقبلة. تهدف هذه الخطة إلى إعادة تشكيل الواقع الجغرافي والديموغرافي في القطاع عبر فرض وقائع ميدانية جديدة تُعزز السيطرة الإسرائيلية طويلة الأمد.

وبحسب ما أوردته الصحيفة، فإن الخطة تشمل إنشاء أربع مناطق عازلة تُدار عسكريًا من قبل إسرائيل، تكون بمثابة فواصل تفصل بين المناطق الثلاث المفترضة في غزة. ومن المنتظر أن تستغرق عملية تنفيذ هذه الخطة قرابة ثلاثة أسابيع، يتخللها تهجير السكان من مناطق محددة، وإنشاء بنية تحتية عسكرية تعزز الفصل الجغرافي بين السكان.

تحت عنوان “المرحلة الثالثة: السيطرة الكاملة على غزة”، تطرح الخطة قيودًا صارمة على حركة الفلسطينيين بين المناطق الثلاث، بحيث لا يُسمح بالتنقل إلا من خلال تصاريح خاصة. كما تنص على إخضاع جميع البضائع للفحص الأمني باستخدام صور أو رموز شريطية، في خطوة تعكس توجهًا نحو إدارة أمنية مشددة تُحاكي نماذج الحواجز العسكرية في الضفة الغربية.

كما أفادت “يديعوت أحرونوت” بأن شمال قطاع غزة، وتحديدًا منطقتي بيت لاهيا وبيت حانون، سيشهد توسيعًا لنطاق العمل العسكري الإسرائيلي من أجل إقامة طرق ومناطق تمركز للقوات، بما يعزز السيطرة العملياتية على المنطقة.

ومن العناصر المركزية في هذه الخطة، إنشاء ما يصل إلى 12 نقطة داخل المناطق المدنية، يُرجّح أن تكون مخصصة لتوزيع المساعدات الإنسانية. هذا التوجه يعكس توافقًا مع خطة المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، والتي نالت موافقة إسرائيلية للبدء بتنفيذها داخل القطاع، على أن تدخل حيّز التطبيق قبل نهاية الشهر الجاري.

في المقابل، تتابع الصحيفة المفاوضات الجارية في العاصمة القطرية الدوحة، بوساطة قطرية وأمريكية ومصرية، والتي تهدف للتوصل إلى وقف إطلاق نار. وتشير بعض التسريبات إلى أن المقترح الحالي يشمل الإفراج عن نصف الأسرى الإسرائيليين مقابل هدنة تمتد شهرين، إلا أن الجهات الرسمية في إسرائيل لم تؤكد صحة هذه التفاصيل حتى الآن.

وتُسلّط الصحيفة الضوء على العقبة المركزية في المفاوضات، والمتمثلة في إصرار إسرائيل على نزع سلاح حركة حماس بسرعة وبشكل كامل، في حين تقترح الولايات المتحدة تنفيذ ذلك على مراحل، الأمر الذي ترفضه حماس في هذه المرحلة وتعتبره غير قابل للنقاش في أي اتفاق مؤقت.

واختتمت “يديعوت أحرونوت” تقريرها بالإشارة إلى أن حماس عقدت اجتماعًا طارئًا مع الوسطاء، وطالبت خلاله بضمانات أمريكية مكتوبة وواضحة، قبل النظر في الموافقة على أي اتفاق جزئي يمتد لشهرين، خشية أن يُستخدم كمرحلة أولى لفرض وقائع ميدانية تُفقد الحركة أوراق قوتها تدريجيًا.