الخميس  29 أيار 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

خشية إسرائيلية من عجز الاحتلال في تمرير روايته في العالم

2025-05-26 11:23:16 AM
خشية إسرائيلية من عجز الاحتلال في تمرير روايته في العالم
الاحتلال يواصل ارتكابه للمجازر

الحدث الإسرائيلي

أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت أن العمليات العسكرية التي نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة نهاية الأسبوع الماضي أسفرت عن استشهاد عشرات الفلسطينيين، من بينهم تسعة أطفال دون سن الثانية عشرة من عائلة الطبيبة ألاء النجار، طبيبة الأطفال في مستشفى ناصر بمدينة خان يونس. وفي ظل تصاعد المجازر، تواصل وسائل الإعلام الدولية نشر تقارير موسعة عن الأوضاع في القطاع، في وقت تغيب فيه أي رواية رسمية من طرف الاحتلال، دون أن يظهر أي ناطق باسمه للرد على ما وصفته الصحيفة بـ”الرسائل المناهضة لإسرائيل”.

وبحسب يديعوت أحرونوت، فقد نشرت صحيفة الغارديان البريطانية تقريرًا مطولًا وصف الأوضاع في غزة بـ”الجوع واليأس بين أنقاض المدينة”، وورد في عنوانه “لن يهتم أحد إن متنا جميعًا”، في حين أوردت صحيفة نيويورك تايمز تحقيقًا بعنوان “مع استمرار الحصار على غزة، الأطفال يتضورون جوعًا والمرضى يموتون”. وتُبرز هذه التغطية، وفقًا للصحيفة العبرية، حجم التدهور الإنساني في ظل غياب تام للصوت الإسرائيلي في الساحة الدولية.

وحذّرت الصحيفة من أن هذا الصمت لا يشكّل فقط فشلًا في المجال الإعلامي، بل يهدد بمخاطر دبلوماسية جسيمة. ونقلت عن مصادر سياسية في كيان الاحتلال قولها إن غياب التوضيح الرسمي أمام قادة دول مثل ألمانيا وأعضاء الكونغرس الأمريكي يعزز من ضعف “إسرائيل” المتنامي في الرأي العام الدولي. وأشارت المصادر إلى أن المجزرة التي وقعت في مستشفى ناصر وصمت الاحتلال إزاءها قد يشكلان نقطة تحول في الحرب، مع احتمال فقدان ما تبقى من شرعية دولية، والدخول في مرحلة عزلة قد تُتوّج بعقوبات اقتصادية أو بقرارات أممية تطالب بوقف فوري للعدوان.

وفي تطور لافت على صعيد المواقف الدولية، ذكرت يديعوت أحرونوت أن وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، دعا إلى فرض عقوبات على “إسرائيل” بهدف إجبارها على وقف الحرب. وفي مقابلة إذاعية قبيل انعقاد اجتماع في مدريد بمشاركة نحو 20 دولة أوروبية وعربية، قال ألباريس إن الوقت قد حان لدراسة خيار العقوبات من أجل إنهاء حرب وصفها بأنها “عديمة الهدف”، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل حيادي، دون أن تحدد “إسرائيل” من يستحق الغذاء ومن لا يستحقه.

وتشير الصحيفة إلى أن اجتماع مدريد يضم دولًا سبق أن اعترفت بدولة فلسطين مثل إيرلندا والنرويج، إلى جانب دول عربية بينها السعودية ومصر وقطر، كما يشارك ممثلون عن جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، في محاولة لإحياء مسار حل الدولتين. وأعلنت مالطا، خلال الاجتماع، نيتها الاعتراف رسميًا بدولة فلسطين الشهر المقبل، وفق ما صرح به رئيس الوزراء روبرت أبيلا الذي أكد أن بلاده لا يمكن أن تغض الطرف عن الكارثة الإنسانية في غزة، مشيرًا إلى سقوط أكثر من 50 ألف شهيد، ومعلنًا استعداد بلاده لاستقبال جرحى فلسطينيين لتلقي العلاج.

وذكّرت يديعوت أحرونوت بأن الأسبوع الماضي شهد أيضًا تصاعدًا في الضغط الدولي، إذ أصدرت بريطانيا وفرنسا وكندا بيانًا مشتركًا هاجم سياسات الاحتلال وحذر من استمرار التصعيد “غير المحتمل” في غزة. وأفاد البيان بأن الدول الثلاث تدرس فرض عقوبات على “إسرائيل” ودعت إلى وقف فوري للعمليات العسكرية ورفع الحصار عن دخول المساعدات الإنسانية.

ونقلت الصحيفة نص البيان الذي نُشر بتنسيق بين مكتب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء الكندي مارك كارني، والذي دعا حكومة الاحتلال إلى وقف فوري لعدوانها، والسماح بإدخال المساعدات بالتنسيق مع الأمم المتحدة ووفق المبادئ الإنسانية، مع مطالبة حركة حماس بالإفراج عن الأسرى لديها.

وأفادت الصحيفة أن فرنسا تعمل حاليًا على دفع عدد من الدول الغربية للاعتراف بدولة فلسطين، في خطوة تأمل أن يتم الإعلان عنها خلال مؤتمر سلام تخطط باريس لعقده في الأمم المتحدة بتاريخ 17 يونيو، بالشراكة مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. وتسعى باريس لإقناع دول مثل بلجيكا والبرتغال ولوكسمبورغ بالانضمام إلى هذا المسار، رغم تحفظات بعض الحكومات الأوروبية، خاصة في بلجيكا.