ترجمة الحدث
سلطت القناة 12 العبرية الضوء على موجة الاعترافات الأوروبية المتزايدة بالدولة الفلسطينية، والتي افتتحتها فرنسا بإعلانها عزمها على الاعتراف رسميًا بدولة فلسطين، لتفتح الباب أمام سلسلة من الدول الأخرى التي قررت السير على خطاها.
فبعد فرنسا وبريطانيا، أعلنت عشر دول إضافية نيتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية، حيث أكدت مالطا أنها ستقدم على هذه الخطوة رسميًا في سبتمبر المقبل خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، فيما أبدت دول مثل أندورا وأستراليا وكندا وفنلندا وآيسلندا ولوكسمبورغ ونيوزيلندا والبرتغال وسان مارينو استعدادها لاتخاذ خطوة مماثلة.
ورغم أن هذه التصريحات ذات طابع إعلاني أكثر من كونها خطوات عملية، فإنها تحمل انعكاسات سياسية عميقة على علاقات إسرائيل الدولية، خصوصًا مع الدول الأوروبية. حاليًا، تعترف 147 دولة من أصل 193 عضوًا في الأمم المتحدة بدولة فلسطين، وللفلسطينيين سفارات في العديد من هذه الدول، من بينها دول تُعدّ حليفة تقليدية لإسرائيل مثل السويد، فضلًا عن وجود وزارة خارجية فلسطينية وبعثة دائمة في الأمم المتحدة.
لكن القناة أوضحت أن قيام دولة فلسطينية بشكل فعلي يتطلب أولًا اتفاقًا مع إسرائيل، التي تسيطر على معظم الأراضي التي يعيش فيها الفلسطينيون. وحتى مع الدعم الدولي، فإن غياب اتفاق مع تل أبيب يجعل هذه الاعترافات غير كافية لتحقيق الدولة المنشودة.
التقرير لفت إلى أن هذه الموجة من التصريحات تعكس شعورًا متزايدًا بالإحباط لدى قادة أوروبيين مثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، تحت ضغط الرأي العام الداخلي، خصوصًا من الجاليات المسلمة في بلدانهم. وأشار إلى أن ماكرون الذي احتضن رئيس حكومة الاحتلال في بداية الحرب وقدم له الدعم لمواجهة حماس، بات اليوم من أبرز الداعمين للاعتراف بالدولة الفلسطينية، في انعكاس للتغير في المزاج الدولي.
وتابع التقرير أن هذه التحركات الأوروبية تهدف إلى “إنقاذ إسرائيل من نفسها”، في ظل المخاوف المتزايدة من مسار ضم الضفة الغربية وربما غزة. ورغم أن القرارات المعلنة لا تحمل أثرًا قانونيًا مباشرًا، إلا أن القناة حذرت من أنها قد تفتح الباب أمام ضغوط أممية أكبر على إسرائيل، وربما منح الشرعية لفرض عقوبات عليها مستقبلًا.
التقرير أشار كذلك إلى أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يواجه عزلة متزايدة في ظل صدور مذكرة توقيف دولية بحقه، الأمر الذي يحدّ من قدرته على السفر ويجعله مرحبًا به فقط في دول قليلة مثل الولايات المتحدة والمجر وربما الأرجنتين.
ورغم أن فرنسا وبريطانيا اللتين تتحركان نحو الاعتراف بفلسطين، شاركتا العام الماضي في التصدي للهجمات الإيرانية على إسرائيل، فإن العلاقات معهما ومع دول أوروبية أخرى تشهد تدهورًا متسارعًا، فيما يواجه وزراء مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش حظر دخول إلى دول أوروبية كبرى مثل هولندا وسلوفينيا.
وختمت القناة تقريرها بالقول إن الحكومة الإسرائيلية تسير نحو عزلة دولية متزايدة، محذّرة من أن “المسار الحالي يجعل إسرائيل أقرب إلى دولة منبوذة في النظام الدولي، وأن المنحدر لم يكن يومًا أكثر انزلاقًا مما هو عليه الآن”.