مسؤول عسكري إسرائيلي سابق: قرار احتلال غزة مرتبك ومتناقض

الحدث الإسرائيلي

انتقد القائد السابق لمنظومة الدفاع الجوي الإسرائيلي، تسبيكا حييموفيتش، قرار “الكابينيت” الأخير الذي أعلن المضي حتى النهاية في الحرب على قطاع غزة، معتبرًا أن القرار، رغم كونه متوقعًا في ضوء النقاشات السابقة وتصريحات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو قبل الاجتماع، يدخل “إسرائيل” في مرحلة جديدة، لكنه “بعيد عن إمكانية التطبيق من حيث الإطار الزمني أو الجوهر”.

وأضاف أن بند “تفكيك سلاح حماس” قابل لتفسيرات متناقضة، إذ يراه البعض حربًا حتى آخر مسلح وآخر نفق، بينما يمكن لرئيس الأركان القول إن الحركة كتنظيم منظم جرى تفكيك بنيته التحتية وقدراته مقارنةً ببداية الحرب.

وأوضح أن صياغة البند الأخير، الذي يتحدث عن “إقامة إدارة مدنية لا من حماس ولا من السلطة الفلسطينية” بعد “سيطرة أمنية” إسرائيلية، تتيح لكل طرف تفسيره وفق رؤيته، بدءًا من الإدارة العسكرية المؤقتة وصولًا إلى الضم وعودة الاستيطان اليهودي في غزة.

وأشار إلى أن إدراج بند “تحرير جميع الأسرى” جاء فقط لتفادي القول لاحقًا إن الحكومة لم تحارب من أجل استعادتهم، رغم أن التقديرات تشير إلى أن عملية كهذه ستستمر شهورًا طويلة وتهدد حياة الأسرى، لافتًا إلى أن رئيس الأركان أوصى بإزالته من أهداف الحرب إدراكًا منه لتبعاته.

وتابع حييموفيتش أن “إسرائيل” فقدت كل أدوات الضغط التي كانت تمتلكها في التفاوض مع “حماس”، رغم القضاء على معظم قياداتها وإلحاق أضرار كبيرة بقدراتها، مشيرًا إلى أن الحركة لم تغيّر مطالبها.

وبيّن أن تنفيذ تعليمات “الكابينيت” يتطلب مراحل طويلة ومعقدة، مثل إجلاء نحو مليون من سكان غزة، وتجهيز بنية تحتية لاستيعابهم، وإعادة تجنيد عشرات آلاف جنود الاحتياط، ما قد يتيح فرصة لعودة المفاوضات تحت ضغط أمريكي ودولي.

وختم بالقول إن القرار اتُّخذ بخلاف توصية رئيس الأركان والقيادة الأمنية، وفي توقيت حساس داخليًا وخارجيًا، ما يجعل من الصعب على المستوى السياسي تحميل الجيش المسؤولية في حال فشل الخطة، “ألم نجرّب هذا المسار من قبل؟”.