الحدث الإسرائيلي
كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت أن منظمة IPC الدولية، التابعة للأمم المتحدة والمسؤولة عن تحديد حالات المجاعة، تستعد اليوم (الجمعة) لإعلان رسمي عن وقوع “مجاعة” في مدينة غزة، وذلك عبر ورقة موقف ستُرفع إلى مجلس الأمن.
هذا الإعلان، الذي يُعتبر الخامس فقط في تاريخ المنظمة منذ تأسيسها عام 2004، قد يشكل أساسًا لجولة جديدة من الإدانات الدولية ضد إسرائيل، التي تستعد في الوقت ذاته لعملية عسكرية للسيطرة على المدينة شمال القطاع.
تجدر الإشارة إلى أن المرات الأربع السابقة التي أعلن فيها IPC عن مجاعة كانت جميعها في دول إفريقية جنوب الصحراء، وكان آخرها في السودان العام الماضي.
في إسرائيل، وُصفت الخطوة بأنها سياسية بحتة، مع اتهام المنظمة بتغيير معاييرها “بشكل مريب” من أجل خدمة رواية حماس وزيادة الضغط الدولي على حكومة الاحتلال. سفير إسرائيل في الأمم المتحدة، داني دانون، هاجم الإعلان المرتقب قائلاً: “بدلاً من التلاعب بالمفاهيم لتبرير رواية حماس، على المجتمع الدولي أن يركز على الأسرى الذين ما زالوا محتجزين في غزة، وعلى العنف الذي يهدد الإسرائيليين”.
لكن في المقابل، أوضح خبراء IPC أن إعلان المجاعة يتم فقط في حال تحقق ثلاثة معايير صارمة: أن تعاني 20% على الأقل من العائلات من نقص غذائي حاد، وأن يصاب 30% على الأقل من الأطفال بسوء تغذية خطير، وأن يسجل معدل وفيات يومي لا يقل عن حالتين لكل عشرة آلاف شخص بسبب “الجوع المباشر”. ووفق تقديرات المنظمة، هذه الشروط تنطبق الآن على قطاع غزة.
قبل شهر فقط، كانت الأمم المتحدة قد حذرت من “السيناريو الأسوأ” في غزة على صعيد الأمن الغذائي، لكن حينها لم يُعلَن رسميًا عن مجاعة. أما اليوم، فيؤكد خبراء IPC أن الأدلة تراكمت بشأن الجوع واسع النطاق، وسوء التغذية والأمراض، وارتفاع معدلات الوفيات المرتبطة بالجوع بين الفلسطينيين. ويشير التقرير الجديد إلى أن المجاعة ستتوسع بحلول نهاية أيلول/سبتمبر لتشمل، إلى جانب مدينة غزة، مناطق مثل دير البلح وخان يونس، فيما يعيش أكثر من مليون إنسان في مستوى “الطوارئ”، وهو التصنيف الثاني من حيث الخطورة.
ويذكر التقرير أن “بعد 22 شهرًا من الحرب المتواصلة، يعيش أكثر من نصف مليون إنسان في غزة ظروفًا كارثية من الجوع والفقر والموت”. ويؤكد أن هذه المرة هي الأولى في تاريخ المنظمة التي يتم فيها إعلان مجاعة رسميًا في الشرق الأوسط.
ويتهم المجتمع الدولي إسرائيل بأنها السبب المباشر للأزمة بعد أن أوقفت كليًا تدفق المساعدات الإنسانية لمدة ثلاثة أشهر تقريبًا، ثم سمحت لاحقًا بتوزيع محدود من خلال “صندوق GHF”، الذي فشل في تلبية احتياجات الغالبية الساحقة من سكان القطاع. وفق بيانات وزارة الصحة في غزة، توفي بالفعل 271 شخصًا بسبب الجوع، بينهم 112 طفلًا، وأكثر من نصف هذه الوفيات وقعت خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة فقط.