الحدث العربي والدولي
رغم أن هذا الموقف لا يحظى بإجماع داخل محافظة السويداء، ظهر حكمت الهجري، أحد شيوخ عقل طائفة الموحدين الدروز، في كلمة مصورة أكد خلالها تمسكه بحق تقرير المصير، واصفا إياه بأنه "حق مقدس تكفله جميع المواثيق الدولية".
ويأتي هذا التصريح في ظل انتقادات لاذعة تعرض لها الهجري خلال الأشهر الأخيرة من قبل ممثلين عن المحافظة، وفصائل محلية، إضافة إلى شخصيات وفعاليات من داخل الطائفة نفسها، على خلفية دعواته المتكررة للانفصال.
ورغم ذلك، قال الهجري إن "كوادر الطائفة وكفاءاتها جاهزة لإدارة شؤون المنطقة بما يضمن الأمن والاستقرار ويحقق العدالة والتنمية"، في إشارة إلى ما يراه استعدادا محليا لتولي زمام الأمور في السويداء.
وطالب بالإفراج غير المشروط عن جميع المخطوفين في المحافظة، مشددا على ضرورة عودة القرى المسلوبة إلى أهلها الأصليين، وأضاف: "ننتظر انسحاب الإرهاب من قرانا، في حين تحاول الحكومة المؤقتة طمس آثار الجرائم المرتكبة"، داعيا الدول المعنية والمنظمات الدولية وجمعيات حقوق الإنسان إلى المساهمة العاجلة في إعادة إعمار القرى المتضررة، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء.
كما دعا إلى استمرار الدعم الدولي وفتح المعابر "لفك الحصار الممنهج عن أبناء السويداء"، مشيرا إلى أن النضال سيستمر "حتى يتحقق لشعبنا مستقبل آمن، كريم وعادل".
وفي ختام كلمته، وجه الهجري شكره إلى الولايات المتحدة الأمريكية، والرئيس دونالد ترامب، وإلى الاحتلال ورئيس وزرائه بنيامين نتنياهو، والدول الأوروبية، بالإضافة إلى الأكراد والعلويين في الساحل السوري، على ما وصفه بـ"المساندة في مواجهة حكومة إرهابية".
ويسعى الاحتلال إلى استغلال التوترات في سوريا والانقسامات المحلية والطائفية لتحقيق مكاسب استراتيجية وفرض وقائع جديدة على الأرض تخدم مشروعه الاستيطاني وتثبيت احتلال الجولان السوري.
يشار إلى أن فكرة "حق تقرير المصير"، كما يطرحها الهجري، لا تحظى بإجماع في السويداء، إذ أكد ممثل "مضافة الكرامة"، ليث البلعوس في مقابلة مع تلفزيون "سوريا"، أن غالبية دروز المحافظة يرفضون الانفصال ويتمسكون بوحدة سوريا أرضا وشعبا. وأضاف أن الأحداث الأخيرة استُغلت من قبل جماعة الهجري "للتحريض والتجييش ضد الدولة وبقية المكونات السورية".
كما دعا سليمان عبد الباقي، قائد فصيل "تجمع أحرار جبل العرب"، إلى إيجاد حلول جذرية ترضي جميع الأطراف، محذرا من "أوهام دولة مستقلة أو معابر يُروّج لها على حساب مصالح أهالي المحافظة".