الخميس  25 أيلول 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

كامالا هاريس تكشف سبب عدم تصريح بايدن بموقف لصالح الفلسطينيين

2025-09-23 08:59:06 AM
كامالا هاريس تكشف سبب عدم تصريح بايدن بموقف لصالح الفلسطينيين
هاريس وبايدن

متابعة الحدث

كشفت نائبة الرئيس الأمريكي السابقة كامالا هاريس، في كتابها الجديد الصادر اليوم في الولايات المتحدة بعنوان “107 أيام”، أنّ رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو حاول تقويض الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن خلال الحرب على غزة، على أمل أن يعود الرئيس الحالي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض ويضمن بقاءه السياسي في إسرائيل. وكتبت هاريس أن “ولاء بايدن لإسرائيل قوبل بالرفض من قبل نتنياهو، الذي أراد شريكًا يتبنى كل مقترحاته المتطرفة بشأن مستقبل سكان غزة. لقد أراد ترامب أمامه، لا بايدن، ولا أنا”.

وتروي هاريس تفاصيل لقاء متوتر جمعها بنتنياهو في يوليو 2024، حيث واجهته برفضها لإنكاره الأزمة الإنسانية في غزة. وبحسبها، فإن “نظراته الباردة وسلوكه المنفصل أوضحا لي أنه يحاول كسب الوقت”. وتضيف أن “إسرائيل كانت تخوض حربًا غير مجدية”، مؤكدة أن بايدن لديه مشاعر عميقة تجاه إسرائيل قيدته في تناول معاناة الفلسطينيين. وأشارت: “توسلت إلى جو أن يوسع تعاطفه مع الأوكرانيين ليشمل الأبرياء في غزة، لكنه لم يكن قادرًا على ذلك. كان يقول بحرارة: أنا صهيوني، وكلماته عن الفلسطينيين بدت متكلفة وغير مقنعة”.

وتتوقف هاريس عند خطاب ألقته في مارس 2024 بألاباما دعت فيه إلى وقف فوري لإطلاق النار ووصفت الوضع في غزة بأنه “أزمة إنسانية”. الخطاب انتشر على نطاق واسع وأثار غضبًا في البيت الأبيض، بعدما بدا أنها عبرت عن الموقف بشكل مباشر يفوق الرئيس نفسه. كما تسرد هاريس ضغوطًا تعرضت لها بسبب الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين في حملتها الانتخابية، حيث اتهمها متظاهرون بدعم “إبادة جماعية” وأعلنوا أنهم لن يمنحوها أصواتهم. وأشارت إلى أنّ ذلك أثّر مباشرة على نتائج الانتخابات، خصوصًا في ولاية ميشيغان التي تضم جالية عربية كبيرة وخسرتها بفارق يقارب 2%.

وتوضح هاريس أن النقاش حول غزة كان يُختزل في ثنائيات، بينما حاولت أن تُظهر تعقيد المشهد والتاريخ، لكن “قليلين أرادوا أن يحملوا في رؤوسهم روايتين مأساويتين في آن واحد، وأن ينعوا معاناة الإسرائيليين والفلسطينيين معًا”. وتقول إن ناخبين كُثر أرادوا أن يروا منها انفصالًا عن بايدن في ملف غزة، لكنها لم تدرك أهمية ذلك إلا متأخرًا. فبحسب استطلاعات ما بعد الانتخابات، فإن السبب الأبرز لامتناع بعض مؤيدي بايدن في 2020 عن التصويت لها كان الموقف من “وقف عنف إسرائيل في غزة”، متقدمًا على ملفات الاقتصاد والهجرة والإجهاض.

وفي أجزاء أخرى من الكتاب، تكشف هاريس أنّها سألت الحاكم اليهودي جوش شابيرو – المرشح المحتمل آنذاك لمنصب نائب الرئيس – كيف سيتعامل مع احتجاجات مرتبطة بغزة، فأكد لها أنه تراجع عن مواقفه السابقة وأنه ملتزم اليوم بحل الدولتين. وتشير أيضًا إلى أنّ اغتيال إسماعيل هنية في طهران تزامن مع مقابلاتها لاختيار نائبها، ما يوضح كيف تداخلت أزمات الشرق الأوسط مع حملتها الانتخابية. كما لفتت إلى ضغوط متزايدة من الديمقراطيين داخل الحزب لاتباع نهج أكثر صرامة تجاه إسرائيل، بما في ذلك الدعوات إلى فرض حظر أسلحة.

وفي سياق موازٍ، وجّه وزير النقل الأمريكي الأسبق بيت بوتيجج – والمرشح البارز للرئاسة في 2028 – انتقادات لاذعة لسياسة نتنياهو ولدور واشنطن في تغطية حرب غزة. وقال في مقابلة مع مجلة “نيويورك” إن الإدارة المقبلة يجب أن “تضع حدودًا واضحة للمساعدات الأمنية لإسرائيل”، مشددًا على أنه “لا يمكن السماح لحكومة نتنياهو باستخدام أموال دافعي الضرائب الأمريكيين وغطاء التحالف مع واشنطن لارتكاب جرائم مثل استخدام التجويع كسلاح حرب”. وأوضح أن الدعم العسكري المستقبلي يجب أن يقتصر على الجانب الدفاعي، وأن يظل مرتبطًا بالالتزام التاريخي بحماية إسرائيل من تهديدات خارجية مثل إيران، لا بتأييد سياسات عدوانية على الفلسطينيين. وأضاف: “إسرائيل لا تتصرف كحليف مسؤول، والمشكلة أن حكومة نتنياهو ترتكب فظائع في غزة”.

ورغم رفضه استخدام مصطلح “إبادة جماعية”، أكد بوتيجج أن الأهم هو “وقف القتل والتجويع والحرب”، مع عودة الأسرى وإنهاء تهديد حماس. كما جدّد دعوته للاعتراف بدولة فلسطينية في إطار تسوية شاملة، مؤكدًا أن “الإيمان بحل الدولتين يعني حُكمًا الإيمان بالاعتراف بدولة فلسطينية، لكن الأمر يحتاج ضمانات أمنية لإسرائيل”.