انتهت حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة بعد مرور عامين حيث (بدأت في أكتوبر 2023) و(انتهت في أكتوبر2025) وأفرزت الحرب آثارًا كارثية على كافة المستويات الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية، و تعرض قطاع غزة على مدار عامين إلى حرب إسرائيلية شرسة و ضروس و طاحنة استهدفت البشر و الشجر و الحجر وحرقت الأخضر واليابس دون تمييز وأدت إلى تدمير البنية التحتية لقطاع الخدمات العامة حيث تم تدمير العديد من شبكات الصرف الصحي و شبكات الطرق و خطوط و محولات الكهرباء و شبكات الاتصالات الأرضية و الهوائية وآبار المياه وتدمير مباني المؤسسات العامة و الحكومية والمنازل السكنية والجمعيات والممتلكات الخاصة والمنشآت الاقتصادية (محال تجارية وشركات ومصانع و مخازن) و الأراضي الزراعية , وميناء الصيادين و المراكب و مركبات المواطنين الخاصة و تدمير كامل لصالات معبر رفح الخارجية والداخلية وملحقاته ، حتى أنها وصلت إلى المؤسسات الصحية و المستشفيات و المؤسسات التعليمية و الإعلامية و الرياضية و المساجد و المقابر و الكنائس وتحول قطاع غزة وشوارعه إلى أكوام من الدمار والركام , ونتج عن ذلك خسائر مادية فادحة و بحسب التقديرات الأولية فقد تجاوزت الخسائر الاقتصادية الإجمالية المباشرة و الغير مباشرة في المباني والبنية التحتية وخسائر الاقتصاد الوطني في قطاع غزة بكافة قطاعاته الاقتصادية 70 مليار دولار تقريبا خلال فترة الحرب وتشير التقارير إلى محو نحو 70 عامًا من التقدم التنموي في قطاع غزة بسبب الحرب.
وتسببت الحرب بتدمير ما يزيد عن 85% من المنشآت الاقتصادية في قطاع غزة بين تدمير كلي وجزئي، وتدمير نحو 400 ألف وحدة سكنية بشكل كلي وجزئي. ودمار أكثر من 3 ملايين متر طولي من الشوارع والطرق، مما شل الحركة التجارية والمدنية، وتدمير 725 بئر مياه، وخروج 85% من مرافق المياه والصرف الصحي عن الخدمة، وتدمير نحو 5080 كيلومترًا من خطوط الكهرباء.
وتم تدمير أكثر من %94 من الأراضي الزراعية، و100% من مناطق صيد الأسماك وقوارب الصيد، تضرر أكثر من 85% من الدفيئات الزراعية.
وتضرر 95% من مدارس قطاع غزة، وتعرض أكثر من 668 مبنى مدرسي للقصف المباشر (نحو 80% من إجمالي المدارس). تدمير كلي لـ 165 مدرسة وجامعة ومؤسسة تعليمية، مما يهدد مستقبل أجيال كاملة.
وتشير التقديرات الأولية الصادرة عن خبراء اقتصاديين وتقارير أممية إلى أن نسبة انكماش الناتج المحلي الإجمالي (GDP) في قطاع غزة قد وصلت إلى ما بين 45% و60%، هو الانكماش الأكبر في تاريخ القطاع منذ عام 2007.
وارتفعت معدلات البطالة بشكل جنوني في قطاع غزة قبل الحرب، كانت البطالة مرتفعة بالفعل بسبب الحصار، لكنها وصلت مستويات كارثية خلال الحرب، حيث تجاوزت نسبة البطالة حوالي 80% في قطاع غزة.
وبلغ عدد من فقدوا وظائفهم كليًا أو جزئيًا منذ بداية الحرب يتراوح بين 200,000 إلى 220,000 شخص، وهو ما يمثل أكثر من 75% من إجمالي القوى العاملة في قطاع غزة.
وتشير التقديرات إلى أن حوالي %90 من سكان قطاع غزة يعيشون حاليًا تحت خط الفقر وأكثر من 75% منهم يعيشون تحت خط الفقر المدقع (اقل من 1.90 دولار للفرد يوميًا).
وبحسب الأونروا وبرنامج الأغذية العالمي (WFP) يؤكدان أن على أن أكثر من 1.9 مليون شخص في غزة (من أصل نحو 2.3 مليون نسمة) بحاجة إلى مساعدات غذائية عاجلة.
الحرب جعلت الفقر وانعدام الأمن الغذائي في غزة يصلان إلى مستويات كارثية لم تُسجل من قبل، وقد تزداد سوءًا ما لم يتم إدخال مساعدات إنسانية عاجلة وشاملة.
ويواجه أكثر من 495,000 شخص (22% من السكان) مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي الحاد (المرحلة الخامسة)، ويعتمد حوالي 90% أي كل سكان قطاع غزة اليوم على المساعدات الإنسانية.
وتركت الحرب خلفها العديد من التساؤلات والتي من أهمها:
متى سوف يتم إيجاد منازل بديلة لمن تدمرت منازلهم بشكل كلى؟
متى سوف يتم تعويض المتضررين عن خسائرهم في تلك الحرب؟
متى سوف تبدأ عملية الاعمار؟
التوصيات