الأربعاء  05 تشرين الثاني 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

القلق الإسرائيلي من نشاط حزب الله.. هل تتجه الأمور لمعركة جديدة؟

2025-11-05 02:04:50 PM
القلق الإسرائيلي من نشاط حزب الله.. هل تتجه الأمور لمعركة جديدة؟
أرشيفية

ترجمة الحدث

تزايدت في الأسابيع الأخيرة، وفقًا لتقارير عبرية، مؤشرات القلق داخل "إسرائيل" من وتيرة تحركات حزب الله على الجبهة الشمالية، في ظل ما تصفه الصحافة العبرية بمحاولات الحزب "إعادة بناء قوّته العسكرية والتسلّح مجددًا"، رغم القيود المفروضة على طرق إمداده البرية والبحرية والجوية. 

وقالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية في تقرير موسع إن الحزب يسعى إلى تجاوز الحصار المفروض عليه عبر سوريا ولبنان، لكنه يواجه سلسلة عراقيل جعلت من عملياته اللوجستية شبه مشلولة. فطرق التهريب عبر سوريا مغلقة جزئيًا بفعل المراقبة الجوية الإسرائيلية، ومن جهة البحر يفرض سلاح البحرية الإسرائيلي طوقًا محكمًا على الساحل اللبناني، بينما يتولى سلاح الجو الإسرائيلي والحكومة اللبنانية مراقبة المجال الجوي ومنع طائرات الشحن من الهبوط في مطار بيروت.

وبحسب التقرير، يحاول الحزب تجاوز هذا الطوق من خلال تهريب مكوّنات صغيرة تستخدم في تحسين دقة الصواريخ، وذلك عبر وسطاء وناقلين أفراد بطرق معقدة يصعب كشفها. وتؤكد مصادر عسكرية إسرائيلية أن حزب الله لم يتوقف منذ وقف إطلاق النار عن محاولة ترميم قدراته التقنية والعسكرية، رغم ما وصفته الصحيفة بـ"الضربات الدقيقة" التي تستهدف منظوماته في العمق السوري واللبناني.

وتتابع الدوائر الأمنية الإسرائيلية هذه التحركات عن قرب، حيث تشير تقديراتها إلى أن الحزب يمتلك آلاف الصواريخ، معظمها قصيرة المدى وغير دقيقة، لكن جيش الاحتلال الإسرائيلي يعتبر أن استمرار محاولات التحديث والتهريب قد يدفعه قريبًا إلى تنفيذ ما يُعرف داخل المؤسسة العسكرية باسم "عملية قطع الرأس"، أي استهداف مباشر للقيادة المركزية للحزب ومراكزه الحساسة في بيروت والبقاع. ومع ذلك، تقول الصحيفة إن "حزب الله لم يتجاوز بعد الخط الأحمر" الذي يبرر شنّ عملية بهذا الحجم، وأن جيش الاحتلال يكتفي حاليًا بسياسة الاستنزاف المنهجي لقدرات الحزب من خلال قصف البنى التحتية ومراكز الخبرة والتخزين.

في المقابل، تطرح المؤسسة العسكرية الإسرائيلية سيناريو أكثر قلقًا يتمثل في احتمال تنفيذ الحزب هجومًا مباغتًا على أحد المواقع الإسرائيلية المتوغلة داخل الأراضي اللبنانية، أو في منطقة مزارع شبعا، بغية إرباك الحكومة اللبنانية ودفعها للتراجع عن مساعيها الرامية إلى نزع سلاحه. وفي ضوء هذا السيناريو، تشير "معاريف" إلى أن القيادة الشمالية في جيش الاحتلال كثفت تعليماتها للوحدات الميدانية حول ضرورة رفع مستوى التأهب، خصوصًا مع قدوم فصل الشتاء الذي يمتاز بالضباب والأمطار وانخفاض درجات الحرارة، ما يمنح الطرف المهاجم — بحسب التقديرات الإسرائيلية — أفضلية في التحرك الميداني والتمويه.

ولا يقتصر استعداد جيش الاحتلال على الدفاع، بل يجري تطوير خطط هجومية موازية، إذ تحذر الصحيفة من أن أي حادث ميداني، حتى لو كان محدودًا، قد يفضي إلى رد إسرائيلي "عنيف وغير متناسب" على مناطق في الضاحية الجنوبية لبيروت وسهل البقاع، وعلى خطوط الدفاع التي أقامها حزب الله شمال نهر الليطاني. وتنقل "معاريف" عن مصادر عسكرية قولها إن الردّ المقبل لن يستهدف الحزب وحده، بل "كل بيئته الحاضنة"، في إشارة إلى توسيع نطاق الهجمات لتشمل مناطق مدنية تُعدّ معاقل للحزب.

وأشارت الصحيفة إلى أن رئيس سوريا الجديد أحمد الشرع سيعقد لقاء قريبًا مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لبحث "سُبل مواجهة حزب الله ومحور إيران المتنامي في العراق"، معتبرة أن العدو المشترك، أي الحزب والمحور الإيراني، "يوحّد بين إسرائيل والنظام السوري الجديد". 

وفي ختام التقرير، نقلت "معاريف" عن مصدر عسكري قوله إنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي يعيش مرحلة مختلفة كليًا عن العام الماضي، موضحًا أن "سلاح الجو يتمتّع اليوم بحرية حركة غير مسبوقة في أجواء الشرق الأوسط، وخاصة فوق لبنان، كما أنه تحرّر من الانشغال بجبهات أخرى مثل غزة وسوريا وإيران، ما يجعله مستعدًا لتسليط كامل القوة الهجومية التي تملكها إسرائيل ضد حزب الله في أي لحظة".