الحدث العربي والدولي
اقتحم رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، أمس الأربعاء، برفقة عدد من الوزراء في حكومته، المنطقة العازلة جنوبي سوريا.
وقال نتنياهو إن وجود قوات الاحتلال في المنطقة العازلة بسوريا "بالغ الأهمية"، وذلك خلال زيارته جنودا في جيش الاحتلال يتمركزون في الجانب السوري من خط فض الاشتباك.
وأكد في فيديو نشره مكتبه: "نحن نولي أهمية بالغة لقدرتنا هنا سواء الدفاعية أو الهجومية، هذه مهمة يمكن أن تتطور في أي لحظة، لكننا نعتمد عليكم".
وذكرت القناة 12 العبرية أن نتنياهو أجرى جولة ميدانية في المنطقة السورية العازلة بمشاركة وزيري الحرب يسرائيل كاتس والخارجية جدعون ساعر، إضافة إلى رئيس أركان الجيش إيال زامير.
وجاءت الزيارة بعد ساعات من إعلان نتنياهو إلغاء جلسة كانت مقررة له في المحكمة المركزية الإسرائيلية ضمن محاكمته في قضايا الفساد، بداعي "الانشغال بقضية أمنية طارئة". وفي تدوينة بحسابه على منصة "إكس"، قال إنه تلقى إحاطة عملياتية أثناء زيارته.
من جانبها، نقلت هيئة البث العبرية عن مصادر إسرائيلية لم تسمها، أن "جولة" نتنياهو في سوريا تأتي على خلفية تعثر مفاوضات توقيع اتفاقية أمنية بين الاحتلال وسوريا. وأضافت أن الاحتلال يرفض طلب الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع بانسحابه من جميع النقاط التي سيطر عليها جيش الاحتلال في سوريا بعد سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد.
وتؤكد المصادر أن الاحتلال سينسحب من بعض هذه النقاط فقط مقابل اتفاقية تطبيع شاملة مع سوريا، وليس اتفاقية أمنية، وهو أمر لا يلوح في الأفق حاليا، وفق المصدر ذاته.
ومنذ 1967، تحتل إسرائيل معظم مساحة هضبة الجولان السورية، ومنذ وصول الحكومة السورية الانتقالية إلى الحكم في كانون الأول 2024 وسعت رقعة احتلالها خلف الحدود المرسومة بين البلدين بموجب اتفاقية فض الاشتباك الموقعة عام 1974. كما دمر جيش الاحتلال آليات ومعدات وذخائر للجيش السوري عبر مئات الغارات الجوية.
في المقابل، نددت سوريا بزيارة نتنياهو للجانب السوري من خط فض الاشتباك حيث يتمركز جنود إسرائيليون. وقالت الخارجية السورية في بيان إن دمشق تدين بأشد العبارات الزيارة غير الشرعية التي قام بها رئيس وزراء الاحتلال ووزيرا الدفاع والخارجية، معتبرة أنها محاولة جديدة لفرض أمر واقع يتعارض مع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
وفي السياق ذاته، طالبت الأمم المتحدة ومندوبون في مجلس الأمن الاحتلال بوقف انتهاكاته المتكررة ضد سوريا. وقالت نجاة رشدي نائبة المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي بشأن سوريا، إن إلغاء جميع العقوبات عن دمشق يسهم في استقرارها وإعادة الإعمار فيها، وعلى الاحتلال وقف انتهاكاته للأراضي السورية.
بدوره، أدان مندوب الجزائر في مجلس الأمن عمار بن جامع العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة على الأراضي السورية، مؤكدا أن الجولان يمثل جزءا لا يتجزأ من الأراضي السورية.
ومن جانبه، اعتبر مندوب باكستان في مجلس الأمن عاصم أحمد التوغلات الإسرائيلية وانتهاك اتفاقية فض الاشتباك (المبرمة بين الجانبين عام 1974) خطوات تهدد الاستقرار وتستحق الإدانة.
