الحدث الفلسطيني
أُعلن رسميًا في العاصمة الإيطالية روما عن إطلاق المرحلة الجديدة من التحالف الدولي للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني وحماية حق العودة، وذلك في مؤتمر موسّع جمع قوى سياسية ونقابية وثقافية وحقوقية مؤمنة بعدالة القضية الفلسطينية ، وحق الشعب الفلسطيني في التحرر والعودة والاستقلال.
ويأتي هذا الإعلان من روما كخطوة استراتيجية ضمن عملية التوسّع الدولي لهذا التحالف، الذي كانت باكورته قد انطلقت في باريس بتاريخ 4 حزيران/ يونيو 2025، بالشراكة مع الحزب الشيوعي الفرنسي، بمشاركة ممثلين عن خمسة أحزاب يسارية إيطالية ، وأكثر من 14 شخصية نقابية وإعلامية ومجتمعية إيطالية مؤثرة، وقد وضع مؤتمر باريس الأسس الفكرية والسياسية لهذا التحالف، فيما يأتي مؤتمر روما اليوم لتعزيز هذا البناء، وإطلاق المرحلة الأوروبية الثانية ضمن مشروع تضامني أممي آخذ بالاتساع ، واستمرار لنضالنا في الساحات الأممية والحقوقية.
وشارك في مؤتمر الإطلاق وفد فلسطيني برئاسة أحمد سعيد بيوض التميمي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ، رئيس دائرة حقوق الانسان والمجتمع المدني ، و سفيرة دولة فلسطين لدى الجمهورية الإيطالية منى أبو عمارة، ومنيب رشيد المصري – رئيس “منتدى فلسطين"، وقاسم علاء الدين عواد – وكيل دائرة حقوق الإنسان والمجتمع المدني في منظمة التحرير الفلسطينية، منسّق أعمال المؤتمر، وممثلون عن قطاعات المرأة، والأسرى والشهداء والجالية الفلسطينية في ايطاليا واقليم حركة فتح ، ومؤسسات المجتمع المدني الفلسطينية.
وقد عبّر أعضاء الوفد عن تقديرهم العميق للموقف الشعبي اليساري في إيطاليا وأوروبا، الذي يشكّل اليوم خط الدفاع الأول عن حقوق الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال وسياسات الفصل العنصري.
افتتاح المؤتمر… ورسالة تضامن عالمية
استُهلت أعمال المؤتمر بعزف النشيد الوطني الإيطالي ثم النشيد الوطني الفلسطيني، في مشهد عبّر عن عمق العلاقات النضالية بين قوى التحرر في العالم، وألقى كلمات الافتتاح كل من أحمد سعيد بيوض التميمي والسيد والتر ماسا، الأمين العام للحزب الشيوعي التأسيسي الإيطالي والسفيرة منى أبو عمارة ، وأجمعت الكلمات على ضرورة بناء حركة تضامن دولية متكاملة، تقودها القوى المجتمعية والعمالية واليسارية في أوروبا، لمواجهة الجرائم الإسرائيلية المستمرة بحق الشعب الفلسطيني، من إبادة جماعية في غزة، واستيطان وفصل عنصري في الضفة الغربية، وحصار وقمع وانتهاكات متواصلة لحقوق الإنسان.
مداخلات معمقة وموسعه من أوروبا إلى فلسطين
وشهد المؤتمر مداخلات شاملة من إيطاليا وفرنسا وبلجيكا وإسبانيا، عبّر فيها المتحدثون عن رفضهم الكامل لسياسات الإبادة الجماعية والتهجير القسري، وضرورة ملاحقة قادة الاحتلال أمام المحكمة الجنائية الدولية، وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة، وحماية حق العودة باعتباره جوهر القضية الفلسطينية وأساس العدالة الدولية.
كما شدد المتحدثون على أن أوروبا تتحمل مسؤولية تاريخية وأخلاقية وسياسية تجاه قضية الشعب الفلسطيني، نظرًا لإرث الاستعمار، ودعم بعض الحكومات الأوروبية التاريخي للمشروع الصهيوني، وتواطؤها الحالي عبر صفقات السلاح والدعم السياسي.
البيان الختامي… إعلان روما
وفي الجلسة الختامية، تلا قاسم علاء الدين عواد – منسّق المؤتمر– البيان الختامي، بمشاركة الرفيقة آنا كامبوسامبيرو، ممثلة الحزب الشيوعي الإيطالي، حيث عبر البيان عن تاكيد الحزب الشيوعي الإيطالي وحزب إعادة التأسيس الشيوعي على أن منظمة التحرير الفلسطينية حركة شقيقة، وأن النضال الفلسطيني جزء أصيل من حركة التحرر العالمية، وأكد البيان أن تحقيق السلام العادل في فلسطين لن يتم إلا عندما يرفرف العلم الفلسطيني فوق المسجد الأقصى والكنائس في القدس الشرقية، عاصمة دولة فلسطين.
الإطار التاريخي للصراع
واستعرض البيان الجذور التاريخية للمأساة الفلسطينية، بدءًا من اتفاقية سايكس– بيكو (1916) ووعد بلفور (1917) ثم التطهير العرقي أثناء النكبة (1948) وسياسات الاستعمار الاستيطاني والأبارتهايد الإسرائيلي ، والإبادة الجماعية في غزة خلال العامين 2023–2025 ، وأكد البيان أن استمرار الجرائم الإسرائيلية ناتج عن التواطؤ الأميركي– الأوروبي والصمت الدولي الذي يدعم ويغذي منظومة الاحتلال سياسيًا واقتصاديًا وإعلاميًا.
تأسيس التحالف الأوروبي الدائم واهدافه
كما أعلن المؤتمر تأسيس تحالف ثابت على المستوى الأوروبي بين حزب إعادة التأسيس الشيوعي الإيطالي ومنظمة التحرير الفلسطينية، بوصفها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ، ويهدف التحالف إلى توسيع قاعدة الدعم الأوروبي للقضية الفلسطينية ، وبناء شبكة أممية داعمة للحقوق الفلسطينية ، وتوحيد الجهود النقابية والسياسية والحقوقية ، وتشكيل قوة ضغط داخل أوروبا لمحاسبة الاحتلال ، ودعم حملات المقاطعة والمساءلة القانونية ، والعمل المشترك لحماية حق العودة.
من باريس إلى روما… توسّع أممي متصاعد
وأكد البيان أن مؤتمر روما يُشكّل الامتداد الطبيعي والتوسّع الاستراتيجي للتحالف الدولي الذي انطلق في باريس في 4 حزيران 2025، بالشراكة مع الحزب الشيوعي الفرنسي ، وأن هذه المرحلة الجديدة تعمل على استثمار القوة السياسية والتنظيمية للأحزاب اليسارية الإيطالية ، وتعزيز المشاركة النقابية والمجتمعية ، وتوسيع دائرة القوى الأوروبية المنخرطة في التحالف ، وبناء جبهة أممية صلبة للدفاع عن الشعب الفلسطيني
التزامات مشتركة للمرحلة المقبلة
واتفق المشاركون على جملة من الالتزامات العملية، ومن أبرزها المطالبة الفورية بوقف الإبادة في غزة ، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لكامل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 ، واستعادة الأرض والمياه والموارد الفلسطينية ، وحماية القدس كعاصمة أبدية لدولة فلسطين ، ورفض منظومة الفصل العنصري والأبارتهايد ، ودعم حق العودة وفقًا للقرار 194 ، والإفراج عن جميع الأسرى ، ودعم إقامة دولة فلسطينية مستقلة، ديمقراطية وعَلمانية تقوم على العدالة والكرامة والمساواة.
خاتمة البيان… إعلان الإرادة الأممية
واختُتم البيان برسالة حاسمة تحمل روح هذا التحالف الدولي الذي هو ليس تحالف يساري أممي، بل تحالف يضم أحرار العالم، للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، وحماية حق العودة، ومواجهة الاستعمار والفصل العنصري والتمييز العنصري.
