الأربعاء  26 تشرين الثاني 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

1200 اقتحام لجيش الاحتلال للبنان منذ اتفاق وقف إطلاق النار

2025-11-25 04:00:04 AM
1200 اقتحام لجيش الاحتلال للبنان منذ اتفاق وقف إطلاق النار
دبابة تابعة لجيش الاحتلال على طريق في أطراف قرية ميس الجبل

الحدث العربي والدولي 

ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، أمس الاثنين، أن جيش الاحتلال نفذ، عبر ما يُسمى "فرقة الجليل"، نحو 1200 عملية اقتحام برية داخل لبنان خلال العام الأخير، وتحديدا منذ اتفاق وقف إطلاق النار، بمعدل يتراوح بين ثلاث وخمس مرات يوميا، وعلى عمق يصل إلى خمسة كيلومترات من الحدود، وأحيانا بالتوغل قرب خط القرى الثاني.

ووصفت الصحيفة حجم هذه العمليات بأنه "غير مسبوق" على طول الحدود الممتدة من رأس الناقورة وحتى مزارع شبعا بطول نحو 140 كيلومترا.

وبحسب التقرير، فإن جيش الاحتلال يقترب من عملية عسكرية قصيرة بذريعة ردع حزب الله وتقليص قدراته، في ظل ادعاء الاحتلال بأن القصف الجوي اليومي لم يحقق الردع المطلوب، وأن الحزب يواصل تعزيز قوته العسكرية، خاصة في المناطق البعيدة عن الشريط الحدودي.

وجرت عمليات الاقتحام في محيط 21 قرية على خط التماس جنوب لبنان، وشملت، وفق مزاعم الصحيفة، "دوريات علنية وسرية، وكمائن ضد عناصر الحزب، ورصد مبان أو أنفاق عسكرية وتدميرها" مما لم يُعثر عليه خلال العدوان الأخير.

وتفيد الصحيفة بأن هذه العمليات تتم غالبا دون احتكاك، مستفيدة من الغياب شبه الكامل للسكان عن القرى الحدودية، بما يشبه العمليات الليلية التي ينفذها الاحتلال في الضفة الغربية.

وأبقى جيش الاحتلال هذه المعطيات طيّ الكتمان طوال العام الماضي لتجنب استفزاز حزب الله. وبحسب التقرير، فإنه بعد انسحاب القوات من بعض القرى كما حدث مؤخرا في بلدة حولا تقترب جرافات لبنانية لإزالة الأنقاض التي خلفها الاحتلال، فتهاجمها طائرات الاحتلال المسيّرة بزعم وجود مقاومين من حزب الله داخلها.

ويشير التقرير إلى وجود معضلة إسرائيلية قبل اتخاذ قرار بشأن تنفيذ عدوان جديد، إذ يخشى الاحتلال أن تنهار حالة الهدوء النسبي في الجليل خلال أيام إذا أطلق حزب الله صواريخ نحو حيفا وتل أبيب، أو أرسل مسيّرات مفخخة نحو الشمال، إضافة إلى هجمات على أهداف استراتيجية.

ورغم القصف الإسرائيلي المتواصل، يزعم الاحتلال أن لدى حزب الله ما يكفي من القدرات لتنفيذ هجمات مفاجئة، رغم تراجع إمكانياته التشغيلية بعد اغتيال معظم قادته البارزين.

ونقلت الصحيفة عن ضابط كبير سابق في قيادة الجيش قوله إن "العملية ضد حزب الله كانت ردعية بطبيعتها، وليست حاسمة كما كانت ضد حماس".

ويكثّف الاحتلال مزاعمه بأن الحزب يعيد تأهيل نفسه، فيما تتهمه الصحيفة بالمبالغة أحيانا لتبرير الاستهداف اليومي للأراضي اللبنانية، مشيرة إلى أن تل أبيب كانت طوال السنوات الماضية تعمل سرا لاختراق الحزب وإبقائه "مخدرا"، ما سمح لها لاحقا باغتيال قادته وتوجيه ضربات مؤلمة له.

وبحسب موقع واينت العبري، تقول جهات في الجيش إن حماية مستوطنات مثل منارة "لا يمكن أن تتم عبر السياج فقط"، وإن الجيش يعمل باستمرار من الجانب اللبناني للسياج برا وجوا. ويقول الجيش إن رؤساء المجالس المحلية يحثونه على مواصلة هذه العمليات رغم سماع أصوات التفجيرات من جانب لبنان، موضحا أن الهدف الأساسي هو ضمان خلوّ نطاق 5–10 كيلومترات من الحدود من أي بنى تحتية عسكرية، إذ يزعم الاحتلال أن حزب الله يستغل الغطاء المدني للعودة إلى تلك المناطق.

ويؤكد الجيش أن عدد الجنود والوسائل القتالية المنتشرة على الحدود أصبح اليوم أكثر من ضعفين ونصف مما كان عليه قبل السابع من تشرين الأول 2023، وأن هذا الوضع سيستمر لسنوات.

كما أصبحت المسيّرات جزءا ثابتا من المشهد، تعمل على مدار الساعة لرصد المناطق الوعرة التي يصعب مراقبتها بالوسائل التقليدية، خصوصا في الأودية والغابات التي لم يزلها الاحتلال بعد.

ويقول مسؤولون عسكريون إنه "إذا وُجد راعي أغنام أو شخص يبدو مدنيا يتجول بلا سلاح، لا نسمح له بالتحرك بحرية، بل نرد وفق إجراءات اعتقال مشتبه به، وأحيانا نعتقله للتحقيق"، مؤكدين أن المنطقة تمر بمرحلة "إعادة تشكيل"، وأنه إذا لم يتحرك لبنان فعليا لنزع سلاح حزب الله، فسيضطر الاحتلال للتصرف بـ"فعالية وعدوانية" في السنوات المقبلة حتى لو دفع ثمنا، لمنع تكرار ما حدث بعد عام 2006.

وتختم الصحيفة بأن حزب الله ما زال يمتلك القدرة على تنفيذ مفاجآت خطيرة عبر مجموعات تسلل أو عمليات نوعية، فيما يحاول جيش الاحتلال العمل بشكل استباقي لمنع ذلك.