الحدث الإسرائيلي
ذكرت صحيفة "ذا ماركر" الاقتصادية أن ميزانية نقل الطلاب في مستوطنات الضفة الغربية ارتفعت بنسبة 90% بين عامي 2014 و2024، رغم أن عدد الطلاب المستفيدين من هذه الخدمات لم يزد سوى بنسبة 40%، في مؤشر على توسع المستوطنات واتساع نطاقها الجغرافي.
وبحسب التقرير العبري، ارتفع عدد المستوطنات من 95 مستوطنة في 2014 إلى 312 مستوطنة في 2024، وهو توسع مرتبط، وفق الصحيفة، بسياسات تهدف إلى السيطرة على الأرض وتقليص المساحات الفلسطينية، ما يفرض استثمارات كبيرة في البنى التحتية من كهرباء ومياه وطرق ووسائل نقل داخل مناطق منخفضة الكثافة السكانية.
ويقدر عدد طلاب المدارس ورياض الأطفال في المستوطنات بنحو 170 ألف طفل، يُنقل الكثير منهم يوميا إلى مدارسهم بتكلفة سنوية تبلغ حوالي 522 مليون شيكل، استنادا إلى بيانات وزارة التعليم المنشورة على منصة الشفافية والتي حللتها مجموعة الأبحاث "تامرور بوليتوغرافيا" المتخصصة في دراسة "الصراع الإسرائيلي الفلسطيني".
وتشير التحليلات إلى أن ارتفاع النفقات ناتج عن زيادة عدد الطلاب وارتفاع تكاليف النقل، إذ ارتفع مؤشر أسعار الحافلات الصغيرة بنسبة 23.2% بين 2014 و2024، مع اعتماد معظم النقل اليوم على مركبات غير محصنة داخل الأراضي المحتلة.
كما يسهم التوسع الجغرافي لتوزع المستوطنين في رفع التكاليف بسبب اتساع المسافات بين التجمعات والمراكز التعليمية.
وتوضح الصحيفة أن زيادة عدد الطلاب لا تعني دائما ارتفاعا مساويا في ميزانية النقل، إذ إن بناء مدارس ورياض أطفال داخل المستوطنات يقلل من الحاجة إلى نقل الطلاب لمسافات طويلة، غير أن هذا لا يتحقق في جميع المناطق.
ففي المجالس الاستيطانية الكبيرة أو المنظمة نسبيا، يساهم إنشاء مدارس جديدة في الحد من ارتفاع الميزانيات، بينما ترتفع النفقات بشكل ملحوظ في المجالس الصغيرة المنتشرة جغرافيا والتي تفتقر إلى مؤسسات تعليمية قريبة، ما يضطر الطلاب، خصوصا طلاب الثانوية، للسفر إلى داخل الأراضي المحتلة.
وقال شاؤول أرييلي، مؤسس مجموعة "تامرور بوليتوغرافيا"، إن نحو 80% من ميزانية النقل تذهب للمجالس الإقليمية الاستيطانية، موضحا أن خطط التوسع تركز على توزيع المستوطنين على مساحات واسعة لا على بناء مستوطنات كبيرة، وهو ما يرفع الكلفة بشكل كبير. وأضاف أن بعض الرحلات تشمل أطفال التعليم ما قبل المدرسي بسبب عدم توفر رياض أطفال في عدد من المستوطنات الصغيرة.
وتُظهر بيانات المجموعة أن الميزانية السنوية لنقل الطالب في المجلس الإقليمي "تامر" جنوب البحر الميت وداخل فلسطين المحتلة تبلغ نحو 2,500 شيكل، بينما تصل في مستوطنات شمال الضفة الغربية إلى نحو 5,600 شيكل للطالب، مع تمويل كامل من وزارة التعليم.
أما وزارة التعليم الإسرائيلية فقالت إن ميزانيات النقل تُحدد وفق القانون وبآليات مهنية موحدة لجميع السلطات المحلية، استنادا إلى معايير تشمل عدد الطلاب المؤهلين للنقل، مسافة التنقل، نسبة طلاب التربية الخاصة، افتتاح مؤسسات تعليمية جديدة، والاحتياجات الأمنية، مع مراعاة ارتفاع التكاليف في قطاع النقل.
