الجمعة  12 كانون الأول 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

مسؤول تايواني يزور إسرائيل سرا

2025-12-11 09:58:05 AM
مسؤول تايواني يزور إسرائيل سرا
مطار "بن غوريون"

الحدث الإسرائيلي

توقّعت مصادر دبلوماسية أن تثير زيارة سرية أجراها نائب وزير خارجية تايوان، فرانسوا وو، إلى إسرائيل، غضب الصين التي تعتبر الجزيرة جزءاً من أراضيها وترفض أي تعامل معها يضفي عليها طابعاً سيادياً. وكشفت ثلاثة مصادر مطلعة لوكالة “رويترز” أن وو وصل إلى إسرائيل خلال الأسابيع الأخيرة في مهمة غير مُعلنة، في خطوة تعكس تنامي التواصل بين تل أبيب وتايبيه منذ السابع من أكتوبر، وما رافقه من دعم تايواني لإسرائيل التي ترى في الجزيرة شريكاً دبلوماسياً مهماً في آسيا.

ورغم أن تايوان لا تحظى إلا بعدد محدود من العلاقات الدبلوماسية الرسمية، تحت ضغط بكين التي تفرض سياسة العزل على أي دولة تتعامل مع تايبيه، فإن زيارة مسؤول في هذا المستوى إلى إسرائيل تظل حدثاً نادراً. فإسرائيل، مثل غالبية دول العالم، تعترف ببكين فقط، ولا تقيم علاقات رسمية مع تايوان. ومع ذلك، دفعت التطورات الأمنية والسياسية منذ 7 أكتوبر إلى تسريع ما تصفه مصادر في تل أبيب بـ”التقارب العملي” بين الجانبين.

وبحسب المصادر، فإن زيارة وو بقيت محاطة بتكتم شديد، فيما رفضت تلك المصادر الكشف عن المواضيع التي نوقشت خلالها، أو تأكيد ما إذا كان الجانبان قد تطرقا إلى منظومة الدفاع الجوي التايوانية الجديدة T-Dome، التي كشف عنها رئيس تايوان لاي تشينغ-ته في أكتوبر الماضي، والتي تعتمد جزئياً على تكنولوجيا إسرائيلية. ويأتي ذلك بينما اتهمت الصين إسرائيل، الأسبوع الماضي، بالمشاركة في حملة دولية ضدها في الأمم المتحدة بشأن سجلّها الحقوقي، واعتبرت بكين أن بعض الدول “تشوه الحقائق وتتجاهل الإنجازات التاريخية” التي تقول إنها تحققت في هذا المجال.

وزارة الخارجية التايوانية امتنعت من جانبها عن تأكيد الزيارة، لكنها شددت في بيان مقتضب على أن تايوان وإسرائيل “تشتركان في قيم الحرية والديمقراطية”، وأنهما ستواصلان توسيع التعاون في مجالات التجارة والتكنولوجيا والثقافة، إضافة إلى “أشكال أخرى من الشراكة”. ويُعد وو واحداً من أبرز الدبلوماسيين التايوانيين على الساحة الدولية، وقد شغل منصب السفير الفعلي لبلاده في باريس، وكانت آخر إطلالة خارجية له مشاركته في مؤتمر الأمن ببرلين في 19 نوفمبر.

وترى تايوان أوجهاً متعددة للتشابه بين التهديد العسكري الذي تواجهه من الصين وبين التحديات الأمنية التي تواجهها إسرائيل في محيطها الإقليمي، بما في ذلك إيران. وتحتفظ الصين، التي تعترف بدولة فلسطينية منذ 1988، بعلاقات وثيقة مع الفلسطينيين، فيما أوضحت تايوان أنها لا تعتزم الاعتراف بدولة فلسطينية في الوقت الحالي. وعلى الرغم من وجود تمثيل دبلوماسي محدود لتايوان في الشرق الأوسط، فإنها تستضيف بشكل متزايد مسؤولين وبرلمانيين إسرائيليين، بينهم كبار مسؤولي الوزارات في تل أبيب.

 

وخلال الأشهر الماضية، التقت تايبيه مدير عام وزارة الرفاه الإسرائيلية، ينون أهروني، كما استقبل رئيس تايوان وفداً من نواب الكنيست. وفي تصريحات لافتة، قال الرئيس لاي إن “قدرة إسرائيل على الدفاع عن أرضها تشكل نموذجاً لتايوان”، مستحضراً قصة داود في مواجهة جليات. كما تحدث وزير الخارجية التايواني، لين تشيا لونغ، الشهر الماضي عن “تعلّم متبادل وتفاعلات أمنية وتقنية” بين الجانبين، مشيراً إلى تشابه بين منظومة T-Dome والقبة الحديدية الإسرائيلية.

 

وفي سياق آخر، تسببت “عملية البيجر” التي نفذتها إسرائيل ضد حزب الله في إحراج تايوان، بعد أن حملت الأجهزة التي انفجرت أسماء شركات تايوانية. غير أن الطرفين سرعان ما خففا من أهمية الحدث، وأكدا أنه لن يترك أثراً على العلاقات الثنائية، التي تشهد نمواً ملحوظاً في ضوء التحولات الإقليمية والدولية الراهنة.