الحدث العربي والدولي
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنّ مطلع العام المقبل سيشهد الكشف عن قائمة قادة الدول الذين سيشاركون في مجلس السلام الخاص بقطاع غزة، وهو الكيان السياسي الجديد الذي تطرحه واشنطن لإدارة المرحلة الانتقالية في القطاع. وجاء تصريح ترامب خلال فعالية اقتصادية في قاعة روزفلت بالبيت الأبيض، حيث أشار إلى أنّ عدداً من الملوك والرؤساء ورؤساء الوزراء أبدوا رغبتهم في الانضمام إلى المجلس، واصفاً إياه بأنه سيكون “أحد أكثر المجالس أسطورية على الإطلاق”.
وتستند فكرة إنشاء مجلس السلام إلى الخطة الخاصة بغزة التي طُرحت عقب وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، والتي تتضمن تصوراً أميركياً شاملاً لإدارة ما بعد الحرب. وقد أقر مجلس الأمن الدولي، في 17 تشرين الثاني/نوفمبر الفائت، قراراً يسمح بتشكيل المجلس وإنشاء قوة دولية مؤقتة لتحقيق الاستقرار في غزة. وبحسب القرار، يهدف المجلس إلى وضع إطار عمل للمرحلة الانتقالية وتنسيق تمويل إعادة إعمار القطاع بما يتماشى مع خطة ترامب المؤلفة من 20 نقطة.
وتشير بنود الخطة إلى أنّ السلطة الفلسطينية ستكون مطالبة بإكمال برنامج إصلاحي شامل واستعادة السيطرة على قطاع غزة بطريقة “آمنة وفعالة”، وفق ما ورد في نصوص القرار ذات الصلة. ويعكس ذلك رهان الإدارة الأميركية على دور فلسطيني “محدود ومشروط” في إدارة المرحلة المقبلة، بالتوازي مع إشراف مباشر من المجلس الدولي المزمع تشكيله.
من جهته، قال مندوب الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، مايكل والتز، إن المجلس الذي سيترأسه ترامب سيُعنى بمتابعة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، والعمل على تشكيل حكومة فلسطينية تكنوقراطية، إضافة إلى وضع منظومة مالية لدعم غزة اقتصادياً. وأكد والتز أنّ حركة حماس ستُجرد من سلاحها، مشيراً إلى أنّ ذلك سيتم “بالطريقة السهلة أو الصعبة”، على حد تعبير ترامب.
ويأتي هذا الإعلان بينما تستمر النقاشات الدولية حول مستقبل غزة السياسي والأمني، وسط تساؤلات بشأن طبيعة التفويض الممنوح لمجلس السلام وحدود دوره، وكذلك مدى قبول الأطراف الفلسطينية والإقليمية بالتصور الأميركي الجديد لإدارة القطاع.
