قالت صحيفة الإندبندنت البريطانية إن الهجمات المعادية للمسلمين في بريطانيا شهدت صعودا حادا، وكذلك تنامت "بيئة الكراهية".
وأفادت أن مشروعا معنيا بتسجيل حالات العنف ضد المسلمين داخل المملكة المتحدة أفاد بتصاعد الاعتداءات خلال الساعات الـ 36 الأخيرة، في أعقاب هجمات باريس التي أودت بحياة 129 على الأقل، بحسب التقرير.
وذكرت منظمة " Tell Measuring Anti-Muslim Attacks” المعنية بقياس الهجمات ضد المسلمين في المملكة المتحدة اليوم الأربعاء أنها رصدت عددا من حالات العنف خلال آخر يوم ونصف.
وقال شاهد عيان للمنظمة المذكورة: “رأيت تعليقات عنصرية غير لائقة استهدفت مرأة شابة محجبة، في مترو أنفاق لندن حيث وصفها رجل أبيض بـ "العاهرة القذرة"، وطالبها بالذهاب إلى سوريا لأن "النساء لا يرتدين الحجاب في إنجلترا".
ومضى يقول: “أردت قول أي شيء، لكني شعرت بالخوف، حيث لم يفعل الركاب أي شيء ونظروا بعيدا".
وبالرغم من ذلك، ردت المرأة المسلمة على الرجل بأدب، وفقا لشاهد العيان، قائلة: “أنا بريطانية باكستانية ولا أفرض ديني عليك أو على أي شخص آخر"، فردد ببعض الكلمات وجلس بعيدا.
وكانت صحف بريطانية، بينها الإندبندنت وديلي ميل، قد ذكرت أن السلطات وجهت اتهامات لرجل لمحاولته دفع امرأة مسلمة على قضبان مترو أنفاق لندن، لحظة وصول أحد القطارات الرصيف.
وأظهرت لقطات الرجل واقفا خلف المرأة قد أن يدفعها عن قصد في لحظة وصول القطار.
وارتطمت المرأة بعنف بالمترو قبل أن ترتد نحو الرصيف مجددا ليساعدها الركاب ويتم إلقاء القبض على الرجل.
وفي سياق مشابه، أشارت الصحيفة البريطانية إلى تقرير آخر أعدته "اللجنة الإسلامية لحقوق الإنسان".
المنظمة الحقوقية المذكورة أجرت دراسة تتعلق بالتجربة اليومية لمسلمي بريطانيا، ليكتشفوا زيادة حادة في أرقام بلاغات التحرشات اللفظية، وكذلك صعودا في حالات الاعتداء البدني، مقارنة بنتائج الاستطلاع الأخير الذي نشر عام 2010.
ومن بين 1800 شخص جرى استطلاعهم خلال الفترة من 2010-2014، زادت نسبة الذين أبلغوا عن رؤيتهم لحالات إسلاموفوبيا مباشرة تجاه شخص آخر من 50 % إلى 92 %.
وفي ذات الفترة، ارتفع عدد الأشخاص الذين ذكروا أنهم شاهدوا سلوكيات نمطية سلبية مكررة حول الإسلام والمسلمين من 69 % إلى 93.3 %.
وعلاوة على ذلك، فإن ما يزيد عن 50 % من الذين تم استطلاعهم القاطنين في مناطق ذات تعداد سكاني مرتفع ذكروا أن السياسيين يتغاضون عن الممارسات التمييزية التي تستهدف المسلمين.
واعتبر التقرير أن الإسلاموفوبيا تنامت حتى "أصبحت شكلا مسلما به من التمييز ضد فئة محددة".
التقرير أشار أيضا إلى حالة سائح كويتي تم احتجازه في بريطانيا تحت مظلة قانون الإرهاب لا لشيء إلا لالتقاطه سيلفي خارج مركز تجاري.
كما طُلب من امرأة تعمل مع أطفال مصابين بمرضى التوحد خلع الحجاب بدعوى أن أولياء الأمور لن يشعروا بالأمان إذا تركوا أولادهم مع امرأة محجبة.