الجمعة  16 أيار 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

محللون: لا وجود لتنظيم قائم لـ "داعش" في تونس

2015-11-23 08:51:40 AM
محللون: لا وجود لتنظيم قائم لـ
صورة ارشيفية

الحدث- تونس
أثارت حادثة "ذبح" الراعي الفتى مبروك السلطاني، الأسبوع الماضي، في جبل "المغيلة" (غرب تونس) استفهامات حول ما إذا كان منتسبون لتنظيم ''داعش'' هم من قاموا بالعملية.
 
 ونفت "كتيبة عقبة بن نافع" المعروفة بموالاتها لتنظيم القاعدة، في تغريدة لها على موقع تويتر، ضلوعها في هذه الحادثة.
 
وأوردت تقارير إعلاميّة معلومات حول هويّة الإرهابّي "فتحي الحاجّي"، الذّي قام الجيش التونسي بتصفيته في المغيلة، خلال عملية تمشيط أعقبت ذبح السلطاني ( 16 عاما)، أنه انشق عن "كتيبة عقبة بن نافع"، ومن ثمّ انضم إلى "كتيبة جند  الخلافة" التّي بايعت منذ أشهر تنظيم داعش.
 
وجبل مغيلة يمسح 162.49 كلم مربعا، ويقع غرب ولاية سيدي بوزيد (وسط)، ويمتد جزء منه على ولاية القصرين (غرب)، تفصله بضعة كيلومترات عن جبل سمامة، الامتداد الطبيعي لجبل الشعانبي معقل كتيبة عقبة بن نافع.
 
وظهر جبل مغيلة لأول مرة كساحة لنشاطات الجماعات الجهادية في السابع من أبريل/ نيسان الماضي، عندما تعرضت دورية عسكرية في منطقة ''عين زيان'' بالجبل إلى هجوم من إرهابيين مفترضين، أسفر عن مقتل 5 جنود وجرح ثمانية آخرين.
 
وقد تبنى ما يعرف بـ "مؤسسة أجناد الخلافة بالقيروان" الجناح الإعلامي لـ "أنصار الدولة الإسلامية" الهجوم.
 
ونفى محللان، وجود تنظيم قائم الذّات لـ"داعش" في تونس يفرض "قوانينه" ومفهومه للدّولة من منظوره الخاص، وأكّدا في المقابل محاولات جماعات صغيرة، على شاكلة ما يعرف "بجُند الخلافة" أو أفراد كانوا، بايعوا وأعلنوا ولاءهم لتنظيم داعش، لإيجاد موطئ قدم لهم في تونس وكسب حاضنة شعبيّة لهم فيها.
 
وهو ما ذهبت إليه التصريحات الرّسمية لوزارة الدّاخليّة التّونسية، في وقت سابق، بعد أن أكدت عدم وجود فرع لتنظيم"داعش" في تونس، وأنه لا يمكن الحديث عن تنظيم هيكلي لـ"داعش" في تونس.
 
ويقول المحلل السياسي الباحث التونسي، سامي براهم، في هذا السّياق، "هناك فرق في الحديث عن تنظيم القاعدة في تونس والحديث عن تمركز داعش فيها، فهذا التمركز يقتضي بالضّرورة قدرة على التنقل والتمويل، وإن كان لهذا التنظيم وجود في تونس فهي مجرّد جماعات، قد تضم أربعة أو خمسة أفراد تعمل على ترويع المواطنين".
 
ويضيف: "هناك مجموعات بايعت تنظيم الدولة وأخرى بقيت على عهدها وولائها لتنظيم القاعدة، ولم تنقض بيعتها لها باعتبارها قضية دينيّة، وهو أمر لا يترتب عنه خلاف على مستوى الاستراتيجيات".
 
في الإطار نفسه، نفى الخبير الأمني التونسي، علي الزرمديني، "وجود داعش كتنظيم على شاكلة ما هو في سرت أو درنة بليبيا أو في سوريا، كتنظيم مهيكل وتام يفرض قوانينه ومفهومه للدولة التّي يراها".
 ولكن من منطلق العاطفة والانتماء –بحسب الزرمديني- فإن "هناك عناصر منفردة وأشخاص في شكل كتيبة تحاول أن تجد موطأ قدم لها في تونس".
 
وعن فرضية وجود صراع بين التنظيمين، يقول الزرمديني في هذا الخصوص إن "الصراع القائم في شمال إفريقيا هو صراع القاعدة، التّي لديها جذور أقوى من داعش تاريخيا، ونعرف جيّدا مدى ولاء كتيبة عقبة بن نافع في تونس للقاعدة في المغرب الإسلامي".
 
ويتابع: "ليبيا اليوم تحتضن القاعدة وداعش لكن التيارات أو الجماعات الإرهابية في تونس تتعاطف مع كل عملية داعشية، على اعتبار أن لهم نفس العقيدة مع اختلاف الإستراتيجية والتكتيك، فالموجودون في تونس هم إما أشخاص أو ذئاب منفردة تتعاطف وتميل إلى الأسلوب الداعشي، أو خلايا نائمة تسعى للتواجد في إطار ما يسمى بـ "جند الخلافة" الموالي لتنظيم الدّولة".
 
 ويواصل براهم في الصدد نفسه "في ليبيا هناك آلاف من التونسيين ولو يطلب منهم التنقل إلى تونس فسيفعلون، ولكن ما يحول دون ذلك هو أن بوابتنا الجنوبية أي من جهة غرب ليبيا، تقف بينهم وبين الدخول إلى تونس، وما يمنعهم من ذلك وجود فجر ليبيا الحاكمة في غرب ليبيا".
 
كما يرى براهم أنّ "الصراع يتعلق بالبيعة، أي أنّ من بايعوا القاعدة منذ 20 سنة يرون أنّ ما يقوم به داعش اليوم يمكن أن يشكل خطرا على مشروع القاعدة".
 
ويضيف أنّ "الفرق بين داعش والقاعدة يمكن أن يتلخص فيما يعرف بساعة الصفر، فهما يتبنيان المشروع نفسه المتمثل في القضاء على ما يسمونها بالأنظمة الطاغوتية، وبناء دولة الخلافة من خلال القتال والجهاد، في حين يختلفان في إعلان ساعة الصفر أي متى يقع الإعلان عن دولة الخلافة".
 
ويتابع براهم: "تنظيم القاعدة لا يرى أن الوقت اليوم مناسب لذلك، فيما أعلن داعش عن دولة الخلافة منذ ظهوره".
 
ويردف قائلا: "هذا الإعلان يعني أنّ الخليفة يلزم الجميع بمبايعته، معلنا بذلك جهاد الدفع من أجل القضاء على الطاغوت وقوى الردة والفساد ومحاربة كل ما هو مناف للإسلام وفق تصوراتهم".
 
ويتابع أنّ "الخلاف أيضا يكمن في أن داعش يعتبر أن جهاد الدفع يقتضي مواجهة من يعتبرونهم الطواغيت وكل متواطئ معهم، أمّا القاعدة فترى أنه لم يحن الوقت بعد للدخول في هذه المرحلة، وداعش يرى كذلك أنه يجب محاربة الباطل عالميا وإقليميا وقطريا، وأن الشعوب التي لا تثور ضد طواغيتها، ليست لها حرمة".