الجمعة  11 تشرين الأول 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

خاص| مسرحية فاشلة للشاباك تهدف لتشويه صورة الشهيد نشأت ملحم

ما وراء نشر الاحتلال مشاهد فيديو مفبركة لمنفذ عملية تل أبيب ؟

2016-01-28 03:38:29 PM
خاص| مسرحية فاشلة للشاباك تهدف لتشويه صورة الشهيد نشأت ملحم
أرشيف

 

الحدث- محمد غفري

 

انتشر في اليومين الماضيين عدد من مشاهد الفيديو، عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، تحاول إظهار الشهيد نشأت ملحم كشخص مريض ومدمن على الكحول والمخدرات، وأن الدافع الرئيس وراء عمليته كان التشدد الديني والتطرف، وأنه كان يحذو حذو عناصر تنظيم "داعش".

 

ويدعي الاعلام العبري، أن مشاهد الفيديو كانت محفوظة على الهاتف الخلوي الذي أضاعه الشهيد ملحم في تل أبيب، وأنه قام بتوثيق نفسه وهو يشرب الخمرة ويدخن الحشيش قبل العملية قائلا "شو الوضع؟ كل شي تمام؟ نخبط كارلسبرغ (ييرة).. ومدخنين حشيش". وفي فيديو آخر يظهر ملحم وهو يهدد أوباما ويسميه "يا صليبي! أسلم تسلم". وفي مقطع آخر يقول "العملية الثانية في تل أبيب بإذن الله"، ومن ثم يشتم الطائفة الشيعية.

 

 

هذه المشاهد التي انتشرت على نطاق واسع، وصدقها عدد كبير من المواطنين، سرعان ما تم الكشف عن حقيقتها الكاذبة، عبر عدد المواطنين الفلسطينيين في الداخل المحتل، ومن خلال التدقيق في أداء الممثل الذي يؤدي دور الشهيد ملحم.

 

عامر فضيلي هو من يظهر في الفيديو

 

المواطن مؤيد يونس وهو من سكان قرية عرعرة في الداخل المحتل، نفى عبر صفحته على موقع "فيسبوك"، أن يكون الشهيد نشأت ملحم هو من يظهر في المشاهد، التي انتشرت بداية في الإعلام الإسرائيلي، مؤكداً أن من يؤدي دور محلم هو "جاسوس" للاحتلال الإسرائيلي، يشبه الشهيد ملحم لدرجة كبيرة، واسمه عامر فضيلي من قرية الطيرة.

 

 

 ومن خلال متابعتنا في "الحدث" لمشاهد تمثيلية أخرى، فقد تبين أن السترة التي يرتديها عامر فضيلي في المشاهد الواردة في الفيديو التالي هي نفس السترة التي يرتديها فضيلي في صور أخرى التقطها مع صديق، ومثل في مشاهد أخرى بها دور الشهيد ملحم. 

 

حيث يظهر عامر مرتديا سترة سوداء لها "طاقية" بلون داخلي فسفوري، في الفيديو وفي الصور وفي المشاهد التي أدى فيها دور الشهيد ملحم، ما يثبت بالدليل أن كل ما يتم نشره لتشويه صورة ملحم هي مشاهد مفبركة. 

 

 

وسبق وأن أكد عامر فضيلي نفسه على درجه الشبه بينه وبين الشهيد نشأت ملحم، عندما انتشرت صورة له عبر وسائل الاعلام العبرية والفلسطينية بادعاء أنه منفذ عملية تل أبيب، حيث انتشرت صورة "سلفي" لعامر فضيلي يحمل صحيفة اسرائيلية تداولها الناشطون على أنها صورة نشأت ملحم يستهزأ بالأمن الإسرائيلي، وهو ما نفاه فضيلي مهددا بمقاضاة كل من تداول اسمه كنشأت ملحم، بسبب الشبه الكبير بينهما.  

 

 

 

لماذا نشر الشاباك هذه المشاهد؟

 

المدون محمد أبو علان، يقول إن الاعلام العبري عاد من جديد للحديث عن قضية الشهيد نشأت ملحم، في سياقين منفصلين، الأول يتعلق بلائحة الاتهام المقدمة ضد 3 أشخاص من قرية عرعرة لمساعدتهم ملحم في التخفي، والثاني هو مشاهد الفيديو المفبركة.

 

ويؤكد أبو علان من خلال متابعته للاعلام العبري لـ"الحدث"، أن "الشاباك" يحاول من خلال نشر هذه المشاهد أن يشغل الرأي العام الإسرائيلي بالحديث عنها، بدل الحديث عن الفشل الذريع الذي منيت به أجهزة أمن الاحتلال واخفاقاتها، بعد نجاح ملحم بتنفيذ العملية في وسط تل أبيب وانسحابه منها عبر المواصلات العامة إلى قريته.

 

وأضاف أبو علان، أن الخبراء الأمنيين والعسكريين في الوسط العبري أشادوا بأداء ملحم في تنفيذ عمليته بدقه وانسحابه من الموقع، وشنوا في ذات الوقت هجوماً لاذعاً على أجهزة أمن الاحتلال، مما دفع لفبركة مثل هذه المشاهد.

 

وقال المتابع للاعلام العبري، أن الشهيد نشأت ملحم تمكن بـ 22 رصاصة من مواجهة دولة الاحتلال التي تبلغ موازنة الحرب فيها 59 مليار شيكل، وعندما وصلوا إليه بعد 8 أيام، لم يصلوا بذكائهم وقوتهم، بل وصلوا عبر الطابور الخامس من "الخونة والمتعاونين".

 

وفي ذات السياق قال الكاتب الصحفي عرفات الديك، أن نشر الاحتلال لمثل هذه المشاهد، يهدف إلى محاولة تشويه الشهيد ملحم، ويعتبر محاولة يائسة منهم لتصويره وكأنه مجرد شخص مريض ومدمن على الكحول والحشيش.

 

ودون البرغوثي عبر صفحته يقول: "إن وراء نشر هذه المشاهد من قبل الاحتلال وإعلامه، هو محاولة لقتل أي إمكانية من اتخاذ ملحم كقوة ومثال بين شباب الداخل المحتل خاصة والوطن عامة ".

 

الشهيد ملحم بطل في حياته وبطل بعد مماته

 

يظهر من خلال متابعة قامت بها "الحدث"، لكل ما كتب ونشر عن الشهيد نشأت ملحم من أصدقائه وأبناء بلدته، أنه شاب خلوق وملتزم دينياً ذو شعبية واسعة في بلدته عرعرة في الداخل، وسبق وأن أمضى 5 سنوات في سجون الاحتلال الإسرائيلي بعد محاولة خطف سلاح جندي لاستخدامه في تنفيذ عملية بعد استشهاد ابن عمه.

 

ومما اشتهر به ملحم هو تطوعه الدائم في خدمة أبناء بلدته، وحبه للدبكة الشعبية بشكل كبير حتى أنه كان يعلم الشبان الصغار في بلدته على اتقان الدبكة وساهم بتأسيس فرقة شعبية، وكان رئيس مجلس اتحاد طلبة عرعرة.

 

 

ويفتخر أهالي بلدة عرعرة في الداخل  بالشهيد ملحم وتنفيذه لهذه العملية البطولية، ومما يؤكد على ذلك تلك الجنازة المشرفة التي حظي بها في منتصف الليل، وهتافات المشيعيين، على الرغم من الشروط التعجزية لسلطات الاحتلال التي تفرضها قبل تسليم جثامين الشهداء لذويه.

 

 

يُذكر أن نشأت ملحم استشهد في قريته عرعرة نهاية العام الماضي، إثر اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال الإسرائيلي التي طاردته لأكثر من 8 أيام بعد تنفيذه عملية في تل أبيب أسفرت عن مقتل إسرائيليين وإصابة 11 آخرين.